icon
التغطية الحية

الثروة الحيوانية في دير الزور مهددة بالانهيار بسبب الإهمال والبيع الجائر

2021.12.05 | 06:04 دمشق

yud9e.jpeg
صورة تعبيرية (إنترنت)
دير الزور - صياح البحر / إسطنبول - جلال سيريس
+A
حجم الخط
-A

تشهد الثروة الحيوانية في محافظة دير الزور تراجعاً كبيراً وملحوظاً من جراء عدم تقديم المساعدة للمربين واستغلال التجار لهم في مناطق شرق وغرب الفرات الخاضعة لسيطرة قوات النظام وقوات "قسد" على حدٍ سواء.
فقد شهدت الآونة الأخيرة قيام المربين ببيع مواشيهم في ريف محافظة دير الزور من جراء ارتفاع أسعار الأعلاف وسوء القطاع البيطري من جهة والجفاف الذي يضرب القطاع الزراعي من جهةٍ أخرى.

يقول تاجر الماشية "خلف الهزاع" من بلدة الجزرات غربي دير الزور شرق الفرات إن مربي المواشي في مناطق سيطرة "قسد" والذين كانوا يملكون 100 رأس باتوا يملكون الآن 25 رأساً فقط.

وأكد أن الوضع في مناطق النظام من سيئ إلى أسوأ أيضاً بسبب استغلال مربي الحيوانات من قبل مديريات الأعلاف مما أدى إلى بيع 75 في المئة من مواشيهم للتخلص من نفقتها التي باتت مرتفعة.
وأضاف تاجر الماشية بأن عملية تربية ورعاية الأغنام في محافظة دير الزور أصبحت باهظة الثمن بسبب غلاء الأعلاف والمعدات البيطرية.

وقال مربي الأغنام "جاسم الرزاق" من مدينة هجين شرق الفرات إنه كان يملك 120 رأس ماشية وخلال أربعة أشهر تقلص العدد إلى 30 رأس فقط بعد بيعها بشكل تدريجي للتجار لعدم تحمل نفقة تربيتها وعدم وجود مردود من الأراضي الزراعية لتغطية النفقات.
وأشار إلى أن تجاراً من مدينة الحسكة يقومون بشراء المواشي شرقي وغربي دير الزور الخاضعة لسيطرة "قسد" من أسواق المواشي المنتشرة بين المدن والبلدات وتحميلها في الشاحنات والتوجه بها نحو مدينة الحسكة.
وأضاف بأن هؤلاء التجار هم سماسرة لتجار آخرين حيث يقومون بشراء المواشي عبر سماسرة آخرين من أرياف دير الزور والرقة ومنبج الخاضعين لسيطرة "قسد" ثم إصدار موافقة وتصديرها نحو كردستان العراق وبيعها هناك بأسعار مضاعفة.

الثروة الحيوانية مهددة بالزوال غرب الفرات

يعتبر وضع الثروة الحيوانية المتمثلة بتربية المواشي بمناطق سيطرة قوات النظام مهدد بالفقدان بشكل كامل من جراء نقص الاهتمام بتلك الثروة وإهمال أوضاع المربين بشكل مباشر مما أدى إلى تحول وجود رؤوس كثيرة من المواشي إلى مشكلة كبيرة على المربين في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات النظام.
وقال مصدر خاص من الإرشادية الزراعية التابعة لقوات النظام في بلدة التبني غربي دير الزور لموقع تلفزيون سوريا، إن الرُّشا تفتك بالدوائر الزراعية ومؤسسة الأعلاف ويتم منح البذار الزراعية والأعلاف بعد دفع المربي أو المزراع رشا للمديرين أو منحها لمن لديه واسطة عسكرية من الميليشيات التابعة للنظام بدير الزور.
ويقول المربي "عبد الله المحمد" من بلدة المسرب غربي دير الزور: منذ مطلع العام الجاري بدأت الأزمات تضرب قطاع تربية المواشي في دير الزور من خلال تقلص مساحات الرعي في بادية دير الزور ثم تدهور الموسم الزراعي هذا العالم في الأراضي التي تعتمد على مياه الأمطار من جراء قلتها إضافةً إلى غلاء الأعلاف والفساد الحاصل في المؤسسات الحكومية.

وبدأ مربو المواشي بيع ماشيتهم في الآونة الأخيرة بمدن وبلدات غرب الفرات بأسعار تتراوح بين 150 و 200 ألف ليرة سورية للرأس الواحد في الأسواق المحلية لتجار يذهبون بها نحو مدن حماة وحلب والعاصمة دمشق وبيعها هناك بأسعار مرتفعة.
ويشهد القطاع البيطري فقدانا لبعض الأدوية البيطرية من جهة وعدم وجود الأطباء وهروبهم نحو مناطق سيطرة "قسد" وبعضهم نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني من جراء فرض الإتاوات عليهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام مما أدى إلى تفاقم الوضع البيطري بشكل كبير وملحوظ في مناطق سيطرة قوات النظام غرب الفرات.
وتحدث المربي "عبد الوهاب الهندي" بأن تكاليف العلاج أصبحت مرتفعة ويلجأ المربون إلى الصيدليات البيطرية لعلاج وتفقد مواشيهم لعدم وجود أطباء بيطريين في جميع مناطق غرب الفرات.
وقال أحد الصيدليين البيطريين في ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام إن معظم الأطباء هاجروا باتجاه شرق الفرات وبعضهم نحو المناطق المحررة لعدم توافر مناخ آمن لممارسة عملهم بمناطق سيطرة النظام في ريف دير الزور.
وعن ارتفاع التكاليف البيطرية أشار الصيدلي إلى أن الأدوية البيطرية تأتي معظمها من العاصمة دمشق وأجور الشحن وإتاوات الحواجز تضاف إلى سعر الأدوية البيطرية مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بنسبة تتراوح بين 20 و 25 في المئة عن سعرها الحقيقي.