icon
التغطية الحية

التقيا في أولمبياد طوكيو وكل في فريق.. ما قصة الشقيقين السوريين ماسو؟

2021.07.24 | 13:01 دمشق

ghyty.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تناقلت وسائل إعلام النظام وصفحات التواصل الاجتماعي يوم أمس صورة للشقيقان السوريّان محمد وعلاء ماسو، في أولمبياد طوكيو 2020، وهما يحتضنان بعضهما بعضاً "بعد أن فرقت بينهما الحرب"، حيث حضر اللاعب محمد ماسو ضمن الوفد القادم من دمشق، في حين أن شقيقه علاء يلعب ضمن الفريق الأولمبي للاجئين على مستوى العالم.

ويعد محمد ماسو، وهو لاعب الترياثلون (السباحة، والجري، والدراجة الهوائيّة) اللاعب السوري الوحيد الذي تأهل في هذه اللعبة، وهو ممثل فريق النظام في منافسات أولمبياد طوكيو، أما شقيقه علاء فيشارك في هذه البطولة ممثلاً عن اللاجئين في العالم في رياضة السباحة.

وبدأت قصة الشقيقين مع السباحة منذ أن كان علاء وهو الأخ الأصغر يبلغ من العمر 4 سنوات، حيث بدأ والدهما بتدريبهما على السباحة، واستمرا بممارستها إلى حين قررت العائلة عام 2015 إرسال ابنيهما إلى أوروبا بعد وصول الأخ محمد الأكبر إلى سن سيضطر فيه إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ما كانت الأسرة ترفضه لعدم رغبتها في مشاركة أبنائها في النزاع السوري مع أي طرف كان.

وروى موقع "دويتشه فيله الألماني DW" قصة علاء في تقرير نشرته في نيسان الفائت، وجاء فيه: "ثابر علاء إلى جانب أخيه محمد طيلة سنتين واجتهدا في التدريب مع الوالد. بعد ذلك، انتقل لمجموعة بنادي الاتحاد بحلب مع مدربه أبو فراس، استمر عضوا ضمن الفريق لمدة 3 سنوات، حصل خلالها على أول ميدالية جمهورية له في بطولة المدارس بمدينة اللاذقية".

انتقل علاء بعد ذلك إلى المجموعة الأولى بنادي الاتحاد مع المدرب محمود جدعان الذي كان بطل غرب آسيا في السباحة، واستمر مع مدربه حتى بلوغه سن 15 عاماً، إلى غاية مغادرته سوريا، خلال تلك الفترة حقق بطولة الجمهورية لفئته العمرية ورقما سوريا قياسيا لفئة الصغار، لم يتم تجاوزه لمدة 11 عاماً، وهو مسافة 50 مترا حرة، فكانت فترته الأخيرة في سوريا تتسم بتطور كبير على يد مدربه حقق فيها إنجازات كثيرة بعمر صغير.

قصة اللجوء وكيف افترق الأخوان؟

عندما قرر الأخوان اللجوء ومغادرة سوريا هرباً من الخدمة الإلزامية كان هدفهما الوصول إلى هولندا، مرورا بدول عدة من بينها تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا والنمسا ثم ألمانيا.

وقال علاء لـ DW إنهما وحين وصلا إلى إحدى نقاط التفتيش في ألمانيا، "طلب منا إمضاء أوراق للتأكد من سجلنا الإجرامي، لكننا في الواقع أمضينا طلب لجوء دون أن ندرك"، ما يعني أن الشقيقين تقدما بطلب لجوء في ألمانيا من دون معرفتهما بذلك.

وصل الشقيقان إلى هولاندا وبقيا فيها مدة 6 أشهر لكن وصل قرار بترحيلهما إلى ألمانيا أي البلد الأول الذي طلبوا فيه اللجوء وهم غير مدركين لذلك.

حاولا عبر محام الطعن في القرار قانونياً، لكن الأمر كان مستحيلا، ليضطرا للعودة إلى ألمانيا.

خلال فترة وجودهما في هولندا، تابع الشقيقان ماسو التدريب كما اعتادا، وبعد الوصول إلى ألمانيا طلبا الانضمام إلى فريق مدينة هانوفر، وتم قبولهما كل في فئته العمرية من دون صعوبات.

الانضمام إلى فريق اللاجئين

يقول علاء: "سنة 2018 حاولت المشاركة باسم الفريق السوري بالبطولات الدولية، وراسلتهم في الموضوع، لكنهم أهملوا طلبي ورفضوه"، يحكي علاء بحسرة لا تخفيها نبرة صوته. لكن نصيحة إحدى بطلات الفريق السوري بتقديم طلب الانضمام إلى فريق اللاجئين كان نقطة التحول في حياته.

يقول علاء "سمعت نصيحتها، وبعثت طلب الانضمام إلى فريق اللاجئين سنة 2019، وتوصلت برد فوري من رئيس المشروع يرحب بي ويعدني بدراسة الملف والرد، وهو أمر لم أتوقعه ألبتة وفرحت به كثيراً ومنحني أملاً بعد الخيبة التي سببها لي رفض الفريق السوري".

بعد شهرين قُبل طلبي، وأصبحت عضواً ضمن الفريق منذ شهر ديسمبر/كانون الأول بشكل رسمي.

خلال تلك الفترة كان علاء قد تقدم بطلب الانضمام إلى فريق اللجنة الأولمبية في ألمانيا، مشيراً في طلبه أنه تقدم بطلب عضوية فريق اللاجئين. تمت الموافقة على طلبه بعد شهرين، بعدما تأكدت اللجنة من سلامة وقوة ملفه، بسبب ما حققه سابقاً من ألقاب.

لم يتحدث تقرير DW عن الأخ الأكبر محمد الذي يشارك الآن في فريق النظام، إلا أن ناشطين تحدثوا أنه عاد إلى سوريا بعد أن دفع بدل الخدمة الإلزامية في سوريا.

وفي نيسان من العام 2015 رفع محمد ماسو علم النظام وهو يتقلد الميدالية الفضية لسباق الترياثلون الأولمبي في بطولة كأس آسيا بالفلبين بمدينة سوبيك باي.

2498.jpg

 

وفي آب 2019 شارك محمد ضمن منتخب النظام في منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط الشاطئية الثانية التي استضافتها مدينة باتراس اليونانية.

 

 

أما علاء فلم يظهر أي موقف مناصر للثورة السورية، ورصد موقع تلفزيون سوريا على حسابه في فيس بوك منشورين له يشكر فيهما محمود جدعان معتبراً إياه "مدربي وأخوي الكبير وصاحب الفضل الكبير ب كل شي عندي".

والجدير بالذكر أن جدعان من مؤيدي رئيس النظام بشار الأسد.

 

 

يشار إلى أن اللاجئين السوريين حصلوا على حصة الأسد من الفريق الأولمبي للاجئين، المشارك في دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020" التي بدأت فعالياتها أمس الجمعة، حيث يضم منتخب اللاجئين 9 لاعبين سوريين، في حين يضم منتخب سوريا، الذي شكّله نظام الأسد، 6 لاعبين سوريين.

وانطلق حفل افتتاح الأولمبياد بحضور إمبراطور اليابان، ناروهيتو، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، وسط ألعاب نارية في الاستاد الأولمبي.

واقتصر حضور حفل الافتتاح على 950 شخصاً، بينما عادة ما يكون العرض الافتتاحي مليئاً بنجوم الرياضة ويعج بالمشاهير، وفُرضت إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي، ورفعت لافتات تطالب الجماهير "بالتحلي بالهدوء حول الاستاد".

 

كلمات مفتاحية