icon
التغطية الحية

التقنين وارتفاع أسعار المحروقات يهددان الموسم الزراعي في ريف دمشق

2022.07.01 | 17:01 دمشق

الزراعة في ريف دمشق
الزراعة في ريف دمشق
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

أدى انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وارتفاع أسعار المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري إلى تأثر المزارع والحقول في ريف دمشق بشكل كبير، وسط شكاوى من المزارعين والفلاحين من سوء الأوضاع في ظل تراكم الأزمات الاقتصادية وعدم توفير حكومة النظام لأي حلول.

وتعتمد نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية في ريف دمشق على مياه الآبار والأنهار لريها بالماء بعد انقطاع مياه الأمطار لعدة أسابيع ودخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يؤذي المزروعات ويعرضها لمخاطر اليباس بعد شتاء قاس مر على تلك المناطق تسبب بخسائر فادحة في المحصول الشتوي.

موسم زراعي مهدد

وقال مزارعون وملاك أراضٍ لموقع "تلفزيون سوريا"، إن الموسم هذا العام سيكون (مضروباً)، إن لم نتدارك المشكلة، وهناك كثير من المزروعات والأشجار معرضة لليباس إن لم تسقَ بشكل دوري.

وأكدوا أن ارتفاع أسعار الوقود يعرضنا للخسائر الكبيرة، حيث إننا بحاجة إلى وقود للمولدة، و"لميتور الماء"، في حين اشتكى آخرون من ارتفاع أسعار نقل الماء عبر الصهاريج حيث ارتفعت أسعار النقل مؤخراً بشكل كبير أيضاً.

وقال أبو أحمد أحد فلاحي منطقة الكسوة بريف دمشق، إنه يمتلك أرضاً كبيرة، وتحتاج مزروعاتها إلى ريها بالماء مرة أسبوعياً على الأقل، ومؤخراً ارتفعت درجات الحرارة، وبات النبات بحاجة إلى المياه لينمو ويحقق الربح المرجو منه.

وأضاف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن الكهرباء مقطوعة بشكل شبه مستمر، فلا نستطيع تشغيل موتور الماء، الذي يستهلك على الأقل ليتر مازوت لكل دونم، وكما هو معلوم للجميع لم نتسلم ولا ليتر مازوت مدعوما للزراعة هذا الموسم ما دفعنا لشراء المحروقات من السوق السوداء وبأسعار مرتفعة جداً.

وأشار أبو أحمد إلى أن شراء برميل مازوت يصل إلى 125 ألف ليرة، هذا غير ثمن الشتلات والبذور والأيدي العاملة، فماذا يبقى لنا من المحصول لنرسله إلى سوق الهال؟

وأكّد أن قطع الكهرباء وحده أرهقنا، فإن اشترينا الوقود تعطلت المولدة، ولا يمكن أن نعتمد على المولدة في سقي مزارع من 40 دونما هذا "خربان بيت" بالمعنى الحرفي.

ارتفاع أسعار الشتلات والبذور

من جهته اشتكى رضوان عيسى أحد ملاك الأراضي في منطقة زاكية بريف دمشق، من عدم استجابة أي جهة لمطالبهم بخصوص المازوت الزراعي، وكان هناك نقص كبير في إمدادات السماد والبذور المدعومين، ما زاد من التكاليف.

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا" أن ارتفاع أسعار الشتلات والبذور والسماد إلى جانب التضخم في أسعار المحروقات وأجور الشحن، تسبب في ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه وانخفض المبيع ما أثر على عوائد وأرباح الفلاحين والتجار كذلك.

وأشار إلى أن مديريات الزراعة واتحاد الفلاحين ليس لديهم أي حلول والتبرير دائماً أن الأزمة الاقتصادية عالمية، والموضوع أكبر منا، وكل كلامهم وعود بوعود.

وقال أبو عزيز مزارع في منطقة "سعسع" إن الجفاف لم يبدأ الآن، إنما منذ عدة أسابيع، حيث اشتدت درجات الحرارة فجأة، ورغم أن منطقتنا تعتبر جيدة من ناحية الماء ولا يوجد نقص فيها مقارنة بمناطق أخرى، فإن المشكلة التي نواجهها هي غلاء المحروقات اللازمة لنقل الماء من الآبار أو الأنهار لأراضينا.

وأشارت إلى أن بعض المناطق القريبة مثل بيت جن وبيتما وبيت ثابر وقطنا فيها "عدان ماء" أي نهر يسقي الأراضي، وإن قلت مياهه مؤخراً إلا أنه يستطيع أن يروي المزارع على طول خطه أسبوعياً أو كل 15 يوماً بحسب حصة كل أرض.

ولفت إلى أن الأراضي التي لا تصلها مياه الأنهار تحتاج إلى "طرنبة أو موتور" لنقل الماء، وأحياناً نعتمد على الصهاريج، إلا أن كلفة النقل تكسر الظهر، ولذلك نحن أمام مشكلة.

ماذا يُزرع في أراضي ريف دمشق؟

ويشمل الموسم الصيفي في ريف دمشق زراعة "الباذنجان والكوسا والفليفلة والخيار والقثاء والبندورة والخس والبقدونس والنعنع والجرجير والفاصولياء واللوبياء والثوم والبصل الأخضر".

أما الفاكهة فتشمل كثيرا من المرزروعات الأرضية مثل "البطيخ الأصفر والأحمر والفريز والذرة وعباد الشمس"، إلى جانب ما تحمله الأشجار من "توت شامي ودراق ومشمش وتين وعنب وكرز وتفاح وإجاص وجوز"، وغيرها.

وبخصوص أسعار المحروقات، حددت حكومة النظام السوري في أيار الماضي، سعر البنزين غير المدعوم (أوكتان 90) بـ 3500 ليرة سورية، لليتر الواحد، ارتفاعاً من 2500 ليرة، كما حددت سعر البنزين (أوكتان 95) بـ 4000 ليرة، ارتفاعاً من 3500 ليرة.

كذلك حددت الوزارة سعر ليتر المازوت الصناعي والتجاري بـ 2500 ليرة لليتر الواحد، ارتفاعاً من 1700 ليرة.

وتلجأ شركة "محروقات" حالياً إلى زيادة مدة الحصول على رسالة البنزين المدعوم إلى 15 يوماً بدلاً من 10 أيام، لتخفيض كمية البنزين الموزعة بالسعر المدعوم، بكميات لا تزيد على 50 ليتراً شهرياً لكل سيارة سياحية خاصة، في حين لا يحصل سائقو السيارات العامة على البنزين إلا كل 10 أيام على الأقل، وهو ما فاقم من أزمة المواصلات ورفع من أسعارها.

ومن المتوقع أن يبقى أسلوب زيادة مدة الحصول على رسالة البنزين المدعوم متبعاً لخفض إنفاق حكومة النظام على الدعم ودفع المواطنين نحو شراء البنزين بالسعر الحر.

وسبق أن نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري عن مصدر في مصفاة بانياس أن ناقلة محمّلة بنحو 300 ألف برميل من النفط الخام وصلت إلى قبالة شاطئ المدينة، وذلك بعد وصول ناقلتين قبل أيام، كانتا محملتين بنحو مليوني برميل نفط خام.