icon
التغطية الحية

"التقشف بلغ حده الأقصى".. "الأونروا" تحذر من انهيارها

2021.12.24 | 09:03 دمشق

image1170x530cropped.jpg
قال المفوض العام للأونروا إن التقشف بلغ حده الأقصى وأصبح يؤثر على جودة خدمات الوكالة - UNRWA
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، من أن "النقص المزمن وطويل الأمد في التمويل بات يمثل الآن تهديداً وجودياً"، مشيراً إلى أن هذا النقص قد يؤدي إلى انهيار الوكالة الأممية.

وفي رسالة مفتوحة إلى اللاجئين الفلسطينيين، قال لازاريني إن "التقشف بلغ حده الأقصى، وأصبح يؤثر على جودة خدماتنا، ويصل التقشف إلى حده الأقصى عندما لا نتمكن من زيادة عدد اللاجئين الفقراء الذين نستطيع دعمهم في وقت يتفشى فيه الفقر".

وأضاف أن "التقشف يصل إلى حده الأقصى عندما نضع 50 طفلاً في غرفة صفية واحدة، أو نترك الأطفال الأشد حرماناً دون وسائل نقل أو قرطاسية، ويصل التقشف إلى حده الأقصى عندما لا يتمكن الطبيب من قضاء أكثر من ثلاث دقائق مع المريض، ويصل التقشف إلى حده الأقصى عندما يكون العديد من المعلمين وعمال النظافة عاملين بالمياومة، هؤلاء هم موظفون في الخطوط الأمامية ويؤلمني حقاً أن الأونروا لا يمكنها حتى الآن منحهم وظائف أكثر استقراراً".

وأوضح لازاريني أنه "يدرك، بشكل مؤلم، أن الأخبار عن الوضع المالي الصعب للأونروا تضيف طبقة أخرى من الضيق إلى حياة اللاجئين"، مشيراً إلى أنه "عندما ينهار كل شيء من حولكم، تصبح القدرة على إرسال أطفالكم إلى المدرسة والحصول على الرعاية الصحية والمشاركة في شبكة الأمان الاجتماعي هي بمثابة شريان حياة".

 

اللاجئون الفلسطينيون: صدمات وإحباط وتهديد بالتهجير القسري

وتحدث المسؤول الأممي عن اجتماعاته العديدة مع لاجئي فلسطين، على مدار العام، بما في ذلك الأطفال في غزة الذين أصيبوا بصدمات نفسية، في شهر أيار الماضي، بسبب التصعيد العسكري في القطاع.

كما أشار إلى لقاء عائلات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، التي قال إنهم "يعيشون تحت تهديد يومي بالتهجير القسري"، بالإضافة إلى لقائه باللاجئين في مخيم جنين، موضحاً "رأيت تأثير العنف المتزايد في الضفة الغربية على حياتهم".

ووفق المفوض العام للوكالة الأممية فإنه التقى أيضاً بلاجئين من مخيمي اليرموك وحمص للاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذين "عبروا عن إحباطهم بسبب البطء في وتيرة عودتهم إلى ديارهم"، وأضاف أنه "في لبنان، التقيت بخريجين شباب في مخيم برج البراجنة، كان أملهم الوحيد في مستقبل أفضل هو الهجرة إلى الخارج عبر طرق هجرة خطرة، وفي الأردن، أخبرني اللاجئون عن المصاعب المالية الهائلة التي واجهوها في ظل كورونا".

وتقدم "الأونروا" خدماتها لـ 5.7 ملايين فلسطيني مسجلين كلاجئين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن.

 

حقوق الفلسطينيين مرسّخة في القانون الدولي

وقال لازاريني إنه "منذ العام 2018، تعرضت الوكالة وولايتها لهجمات سياسية متزايدة، تهدف هذه الهجمات إلى الإضرار بسمعتها"، موضحاً أن هذه الهجمات "تستند إلى فكرة حمقاء وخاطئة، مفادها أن إغلاق الأونروا سيؤدي إلى محو 5.8 ملايين لاجئ فلسطيني".

وأضاف "اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن حقوقكم، بما في ذلك حقكم في العودة والتعويض، مرسخة في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ولا علاقة لها بولاية الأونروا".

 

حشد التمويل

وأشار لازاريني إلى أن الأزمة المالية التي شهدتها الوكالة هذه السنة ليست أزمة أخرى جديدة، موضحاً أن  "تمويل المانحين للوكالة ظل راكداً منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وظل قاصراً عن ملاقاة المبلغ اللازم لضمان استمرار الخدمات بجودة عالية، وفي الوقت نفسه، استمر عدد اللاجئين في النمو، فيما ارتفع الفقر ومجالات الضعف بصورة حادة"، مؤكداً على أن "الأزمة المالية ذات طبيعة وجودية".

وشدد على أن "الأونروا" بحاجة إلى مزيد من التمويل طويل الأجل من المانحين الحاليين، وتوسيع قاعدة المانحين، وزيادة حشد التمويل بالقنوات الرقمية، بما في ذلك التبرعات الإسلامية، مضيفاً أن ذلك "يتطلب منا النظر في آليات ونماذج الشراكة والتمويل المبتكر لضمان استمرار وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى جميع الخدمات".

يشار إلى أن "الأونروا" تأسست بقرار من "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لقضيتهم.