تمثل عملية تعليم اللاجئين مهمة صعبة ومعقدة وطويلة كونها تحتاج إلى قدر كبير ومتعب من التعاون، وذلك بحسب ما ذكره العديد من الخبراء الذين تحدثوا خلال ندوة أقامتها حول هذا الموضوع جامعة ولاية أريزونا الأميركية.
إذ وصفت جولي كاسبر، مديرة تعليم المعلمين والقيادة لدى أكاديمية تعليم اللاجئين التابعة لمنظمة تعليم الأطفال الدولية، والتي أدارت الحوار في تلك الندوة، تلك العملية بأنها: "ملحة"، وقالت: "هنالك أرواح معلقة بذلك، ولهذا لابد لذلك أن يتم الآن".
فبحسب وكالة اللاجئين الأممية، بلغ عدد الأشخاص الذين اضطروا للنزوح من بيوتهم بسبب النزاع أو العنف أو الخوف من الاضطهاد أو بسبب خروقات تتصل بحقوق الإنسان نحو 90 مليوناً.
عاصفة رملية معقدة
أقيمت هذه الجلسة تحت عنوان: "التعاون ومقاربات النظم البيئية لتعليم اللاجئين" ومولت من قبل مكتب المشاركة العالمية التابع لكلية ماري لو فولتون لإعداد المعلمين بجامعة أريزونا، بالشراكة مع منظمة تعليم الأطفال الدولية.
وكان من بين الخبراء المشاركين في تلك الندوة، الدكتور عدنان طوران، الذي يحضر لنيل شهادة الدكتوراه لدى كلية إعداد المعلمين، وهو من أصول كردية، كما أنه لاجئ هو وأفراد أسرته، إذ هرب إلى تركيا، ثم عمل مع لاجئين سوريين وعراقيين، وصار يبحث اليوم بالطرق التي يمكن من خلالها للمنظمات غير الحكومية، مثل المنظمات غير الربحية أن يكون لها دور وتأثير على عملية استيعاب اللاجئين، حيث قال: "اكتشفت في مراحل عديدة بأن المنظمات غير الحكومية تنتهك هذه السلطة التي تبيح لها استغلال الخطاب السياسي والسلطة السياسية لتغيير الروابط الثقافية لدى مجموعات المهاجرين، أي أن المنظمات غير الحكومية تتبع لسلطة سياسية، كما أن عملية تعليم المهاجرين أو اللاجئين أعقد مما نتخيل، وذلك ما أدركته من خلال تجربتي في تركيا، بما أن جميع السلطات تتهرب من هذه المسؤولية".
وتحدث طوران عن وجود عدد كبير من المنظمات غير الحكومية التي تختلف برسالتها وأهدافها، وقال: "إن هذا المجال يشبه العاصفة الرملية، لأن الأدوار فيه غير محددة".
التعليم كجسر لإعادة التوطين
أما ميريام فيلدبلوم، وهي المديرة التنفيذية وإحدى مؤسسي منظمة تحالف الرؤساء من أجل التعليم العالي والهجرة، وهي منظمة غير ربحية لا تتبع لأي حزب من الأحزاب، فقد شاركت في تلك الندوة، بما أنها تبحث بسياسات الهجرة والمواطنة، وكانت مديرة للجامعة قبل أن تطلق هذا التحالف، وخلال الجلسة قالت: "كما تعرفون لا توجد مشكلات جديدة، فهي لم تبدأ مع الإدارة السابقة ولن يتم حلها في الوقت الراهن، ولكن هناك دور لكل فرد منا عليه أن يلعبه، ويشمل ذلك ما يقوم به رؤساء الحرم الجامعي".
في حين بحثت أملاتا بارسود، التي ترأس الجانب العملي للقيادة لدى منظمة تعليم الأطفال الدولية، في مسألة التعاون التي تعتبر قضية معقدة، وقالت: "عندما شرعت بالبحث الخاص بأطروحتي، نصحني من بحثوا بمسألة التعاون ألا أفعل ذلك لأنها مسألة بغاية التعقيد وتشوبها الكثير من المشكلات"، ولهذا فإن التركيز برأيها يجب أن يكون على خبرات محددة ضمن مجال التعاون، وأضافت: "يجب أن تكون هنالك أهداف مشتركة ورؤية مشتركة للدبلوماسية والتواصل، كما يجب أن يكون هنالك ثقة وعلاقات على مستوى آخر... بيد أننا نعمل في بيئة انهارت فيها الثقة، لذا يمكن للتعاون أن يخفي الديناميكيات غير المتكافئة للقوة".
إلا أن فيلدبلوم توقعت تحركاً قريباً من قبل إدارة بايدن، كونها تحدثت عن دعم موجه لفئة جديدة من اللاجئين، وهذا الدعم لا يحتاج إلى تأييد من قبل الكونغرس، حيث قالت: "طالب الرئيس في آخر تقرير له بتأمين تمويل ورعاية للطلاب اللاجئين حتى يدرسوا في الكليات والجامعات..ألا أن ذلك يمثل عنصراً جديداً يغير قواعد اللعبة، لأنه يتصل بمدى قدرة السياسة عندما تتغير على تمكين المئات بل الآلاف من الطلاب اللاجئين على القدوم إلى الولايات المتحدة كل سنة حتى يتابعوا دراستهم وتعليمهم، وحتى يكون ذلك جسراً لإعادة توطينهم في حال رغبوا بذلك".
المصدر: موقع جامعة ولاية أريزونا