
شهدت مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، منذ عصر اليوم الأحد، اشتباكات "عنيفة" بين فصيل "أحرار الشرقية" وإحدى عائلات المدينة (آل واكي)، أسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين، قبل أن تهدأ المواجهات بتدخل قوات فصل مِن الجيش السوري الحر.
ووصلت قوات فصل مِن مقاتلي "حركة أحرار الشام" و"الجبهة الشامية" المنضويتين في صفوف "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني"، قادمين مِن مدينة جرابلس شمال شرق حلب، وانتشروا في مدينة الباب وشوارعها، لـ فض الاقتتال.
وقال مصدر محلّي مِن المدينة لموقع تلفزيون سوريا، إن قوات الفصل وضابط مِن الجيش التركي تدّخلا لـ حل الخلاف الحاصل بين "أحرار الشرقية" وعائلة "واكي"، وأن "الشرقية" انسحبت مع سلاحها الثقيل إلى مقراتها على أطراف المدينة، على أن يُسلّم الطرفان المقتتلان المتهمين إلى القوات لـ إحالتهم فيما بعد لـ القضاء.
وأضاف المصدر، أن المطلوب تسليمهم للقضاء، اثنين مِن عائلة "واكي" متهمين بإطلاق النار على عنصرين لـ"أحرار الشرقية"، وخمسة عناصر مِن الأخيرة بما فيهم القيادي "أبو جمو" الذي هدّد بالسيطرة على مدينة الباب واستقدم تعزيزات عسكرية إليها وقصفها بالسلاح الثقيل، إضافة لـ القناص الذي أودى بحياة امرأة مِن أهالي المدينة.
ولفت المصدر، أن بعض عناصر "أحرار الشرقية" وأثناء انسحابهم إلى أطراف مدينة الباب، اعتدوا على بعض المدنيين، وهاجموا محل تجاري "دراجات نارية" وأطلقوا الرصاص على بعض الدّراجات، وتوعدّوا بالسيطرة على المدينة قريباً، في ظل مساعِ ما تزال مستمرة لـ الصلح.
مِن جانبه، نشر فصيل "أحرار الشرقية" بياناً قال إنه توضيحاً لما حدث في مدينة الباب، وأنه "استمرار لحوادث متكررة واعتداءات مِن مسلحّين لا ينتمون للجيش الحر، وأن عائلة واكي أطلقت الرصاص على عنصرين لهم مِن مهجّري القلمون الشرقي، دون أي سبب"، طبقاً لما جاء في البيان.
وأسفرت المواجهات بين عناصر "أحرار الشرقية" وأشخاص مسلّحين مِن عائلة "واكي" (إحدى أكبر عائلات مدينة الباب)، إلى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة قُتلت "قنصاً"، إضافة لـ جرح نحو 25 آخرين، فضلاً عن سقوط قتلى جرحى - لم تُعرف حصيلتهم - في صفوف الطرفين المقتتلين.
واندلعت الاشتباكات - حسب المصدر - عقب مشاجرة حصلت بين عناصر مِن "أحرار الشرقية" وأحد أبناء عائلة "واكي" يعمل في الشرطة "الحرة"، تدخّل خلال مطالبة العناصر مِن أحد مدنيي المدينة بإخلاء منزله خلال 24 ساعة، لـ إسكان أحد المهجّرين القادمين مِن منطقة القلمون الشرقي، فاشتبك الطرفان بأسلحتهما، قبل أن يصل الأمر إلى القيادي في "الشرقية" المدعو "أبو جمو" (مِن أبناء محافظة الحسكة)، وجاء مع رتل عسكري مزّود بالسلاح الثقيل مِن مدينة عفرين إلى الباب، مهدّدا بقتل كل مِن يقف في وجهه للوصول إلى شارع عائلة "واكي".
وقال مصدر آخر - نقلاً عن شهود عيان مِن المدينة -، إن أسباب الخلاف هو اختطاف عناصر مِن "أحرار الشرقية" لـ شخص من عائلة الواكي فجر اليوم الأحد - دون معرفة الأسباب -، وعلى إثرها لاحق مسّلحون مِن العائلة عناصر "الشرقية" وأخلوا سبيل المختطف، وأطلقوا النار على إثنين مِن العناصر، نقلا إلى المشفى الذي اقتحمته "الشرقية" في وقتٍ سابق اليوم.
وشهدت مدينة الباب (منذ سيطرة فصائل الجيش الحر عليها في عملية "درع الفرات")، العديد مِنه حالات الاقتتال بين الفصائل كان آخرها ما حصل من اشتباكات بين "أحرار الشرقية" و"فرقة الحمزة" في منطقة عفرين وانتقلت إلى مدينة الباب، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
يذكر، أن أهالي مدينة الباب خرجوا، أمس السبت، في مظاهرة طالبت بمحاسبة أحد قياديي "فرقة الحمزة" المدعو "حامد بولاد" والملقّب بـ"اليابا"، على خلفية اقتحامه مشافي المدينة، واعتدائه على الكوادر الطبية بينهم (ممرضة)، أصرّ أهالي المدينة على أن تقتص منه علناً.