icon
التغطية الحية

التطبيع وإعادة اللاجئين.. هل يصافح كليتشدار أوغلو بشار الأسد دون أن يصافح بوتين؟

2023.05.14 | 17:44 دمشق

فلاديمير بوتين برفقة بشار الأسد في قاعدة حميميم العسكرية بسوريا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم العسكرية بسوريا
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

ساعات تفصل عن نتائج الانتخابات التركية التي ستسهم في تحديد مسار الملف السوري في ثنائية التطبيع واللاجئين، من حيث السرعة والخطوات المتبعة في السير بهذه العملية. إلا أن المتغيرات الجديدة ستكون ذات تأثير أكبر في حال فوز مرشح الطاولة السداسية كمال كليتشدار أوغلو الذي أعلن عزمه على تقوية علاقته بالاتحاد الأوروبي وأميركا، على عكس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان الذي اتبع سياسة متوازنة مع الغرب وروسيا وخاصة عقب غزو أوكرانيا ومؤخرا مع دول المنطقة العربية.

سياسة الحزب وسياسة الدولة

سياسة كليتشدار أوغلو في حال فاز بالانتخابات الرئاسية ستتضح لاحقا بما يتعلق باللاجئين السوريين ومسار التطبيع مع النظام السوري، وهي ترتبط بسياسة الدولة أكثر من ارتباطها بسياسة حزب الشعب الجمهوري، لأن الملف السوري ملف دولي وإقليمي، وسيضطره للتعامل مع الموقف الأميركي وموقف الاتحاد الأوروبي من التطبيع مع النظام وترحيل اللاجئين، علما أن واشنطن أعربت عن رفضها للتطبيع المجاني العربي مع النظام، ولم تذكر التطبيع التركي الذي بدأ مساره برعاية روسية.

ورغم أن حزب الجمهوري محسوب على اليسار إلا أنه عرف بمعاداته للاجئين، هو ما يقربه من سياسات الأحزاب اليمينية في أوروبا والتي تلتقي مع سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين أن تركيا تعتبر عبر التاريخ دولة حاضنة للاجئين وهي من ثوابت سياستها كدولة ومثال ذلك تعاملها مع لاجئي البلقان والقوقاز والعراق وأخيراً سوريا، رغم تخلل المشهد حملات عنصرية تشتد مع الأزمات الاقتصادية. 

ولكن، سياسة الحزب وسياسة الدولة في حال وصل كليتشدار أوغلو للرئاسة عليها أن تتفاهم وتتخذ قرارات ومواقف بعد مخاطبة الحلفاء والأصدقاء والأفرقاء. 

في آذار الماضي، التقى كليتشدار أوغلو بالسفير الأميركي جيف فليك في أنقرة، مما أثار غضب أردوغان، الذي يشك في واشنطن بسبب تصريحات الرئيس جو بايدن خلال حملة الانتخابات الأميركية لعام 2020 حيث قال إنه سيدعم المعارضة وإنه يجب على الرئيس التركي "دفع الثمن".

وقبل ذلك بعام، هاجم كليتشدار أوغلو الولايات المتحدة قائلا إنها ملأت اليونان بقواعد عسكرية وأن حزبه مستعد لدعم حكومة أردوغان إذا أرادت إغلاق جميع المنشآت العسكرية الأميركية في تركيا. وأضاف "نحن ضد الجنود الأجانب على أرضنا بقدر ما نحن ضد النيوليبرالية. نحن مستعدون لعمل كل ما هو ضروري".

كليتشدار أوغلو بين البيت الأبيض والكرملين

وعد كيليتشدار أوغلو بتقريب تركيا من الولايات المتحدة وحلفائها، مع الحفاظ على علاقة مستقرة وطيبة مع روسيا، لكنها شهدت بداية متوترة عقب اتهامه روسيا بالتدخل بالانتخابات التركية وتسريب فيديو "جنسي" للمرشح الرئاسي عن حزب البلد المعارض محرم إنجه ما دفعه للانسحاب وطبعا رد الكرملين بتكذيب اتهامات كليتشدار أوغلو الذي عليه أن يحدد موقفه من العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا قبل أن يباشر بالتطبيع مع النظام السوري وسحب قواته من شمال غربي البلاد بحسب شروط النظام.

الخبير في الشؤون التركية، أصلي أيدينتاشباش قال لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية "إن تركيا ستميل أكثر قليلاً نحو أوروبا أو الناتو، حتى لو لم تكن محوراً كاملاً فسيكون ذلك تغييراً هائلاً في ميزان القوى العالمي، لا سيما مع حرب روسيا على أوكرانيا".

الميل نحو الغرب يتطلب الانسجام مع سياساته، ومن ضمنها موقف البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي من النظام السوري، ومن عودة اللاجئين السوريين من دون ضمانات أممية، ودون البدء بعملية انتقال سياسي وفق القرار 2254، وهو مرفوض بالنسبة إليهما، وتبدو أولوية كيليتشدار أوغلو بحسب تصريحاته هي مناقشة إنهاء الحرب في سوريا مع بشار الأسد، وتنفيذ خطته التي أعلن عنها حول إعادة اللاجئين إلى سوريا "بدعم أوروبي"، مع عقد تفاهم حول قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب، التي تهدد المناطق الحدودية التركية ونفذت عمليات داخل الأراضي التركية، آخرها تفجير "تقسيم"، باعتبار هذا الموضوع أمنا قوميا وهو سياسة دولة. 

في المقابل رعى فلاديمير بوتين عملية التطبيع التركي مع النظام السوري، وهو ما شكل عاملا إيجابيا للحكومة التركية قبل الانتخابات الرئاسية، حيث انتهى مؤخرا لقاء جمع بين وزير خارجية النظام السوري ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بالتالي سيكون صعبا على كليتشدار أوغلو أن يصافح الغرب وبشار الأسد في وقت واحد من دون أن يصافح فلاديمير بوتين، وهو ما يجعله في المنتصف بين البيت الأبيض وسياساته وسياسات الكرملين.