icon
التغطية الحية

"التجارة الداخلية" تسمح بصناعة أشباه الألبان في سوريا.. ما تأثيرها على الصحة؟

2021.06.14 | 17:23 دمشق

الأجبان والألبان في سوريا
الأجبان والألبان في سوريا
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أصدر وزير التجارة الداخلية في حكومة النظام طلال البرازي قراراً يسمح لمعامل الألبان والأجبان المرخصة أصولاً بتصنيع منتجات أشباه الألبان والأجبان.

وتعرّف أشباه الألبان والأجبان على أنها منتجات غذائية تتشابه مع مثيلاتها المصنعة من الحليب بالطعم واللون والقوام ولكن فوائدها الغذائية أقل، ويدخل في صناعتها الزيوت النباتية غير المهدرجة والنشاء وبودرة الحليب ومنكهات غذائية ومواد أخرى.

وقالت صحيفة الوطن الموالية إنّ وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام، اشترطت على المعامل عدم خلط خطوط إنتاجها من منتجات الألبان، بمنتجات أشباه الألبان وعدم تسمية تلك المنتجات بأسماء منتجات الحليب كاللبن واللبنة، والاستعاضة عنها بمصطلحات تتناسب مع طبيعة المادة مثل: "كريم مالح، حامض قابل للدهن، تركيبة، قوالب تغطية".

60c6fd9242360405410cbaa7.jpg
صورة متداولة للقرار الصادر عن "التجارة الداخلية"

مبررات القرار

أما المبررات فأشارت "التجارة الداخلية" إلى أنّ القرار الخاص بتصنيع أشباه الألبان والأجبان يأتي بسبب "عدم توافر المواد الأولية (الحليب الطازج، الزبدة الحيوانية) في الأسواق المحلية وارتفاع أسعارها بما لا يتناسب مع دخل المواطنين حالياً ولجوء الصناعيين إلى استخدام حليب البودرة لارتفاع مخاطر تلف الحليب الطازج في حال توافره لعدم توافر آليات نقل مبردة من المزارع إلى المعامل تضمن وصول حليب سليم وقيام الفلاحين بإضافة المواد المعقمة الضارة كالكلور والفورم ألدهيد والماء الأوكجيني إلى الحليب الطازج، ووجود هذه المواد في الأسواق منذ أكثر من 10 سنوات وضرورة مراقبة تركيبها".

وعن المواد الداخلة في تصنيع أشباه الألبان والأجبان، يقول أبو شاكر وهو تاجر مواد غذائية في دمشق لموقع تلفزيون سوريا، إن صناعة أشباه الألبان يدخل فيها مزيج من مادة السبيداج الصحي والزبدة وبودرة الحليب، كما تضاف مادة "النشاء" التي تسهم في إعطاء القوام للمنتجات.

كما تلعب الزبدة النباتية دوراً بإكساب اللبن المذاق الدسم، وفي هذا الخصوص يقول أحد الباعة إن إضافة زبدة حيوانية يعطي مذاقاً أفضل لكن الكلفة سترتفع كون الزبدة الحيوانية كلفة صناعتها أكبر.
أما السبيداج أو ما يطلق عليه محلياً بالسبيداج الصحي، (تستخدم في الدهانات)، وتسهم في إكساب القوام، كما أنها تدخل في صناعة بودرة الأطفال عادةً، كما تعطي للبنة شكلاً ممتازةً أكثر من اللبنة المصنوعة من الحليب.
ويشير إلى أن هذه الصناعة انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة في دمشق وريفها، مضيفاً أن عدة معامل صغيرة بدأت في إنشاء خطوط تصنيع لـ "أشباه الألبان" في مدينة دوما بعد سيطرة جيش النظام عليها عام 2018.
وعن مذاقها، يؤكد أنها تتسم بالطعم ذاته للألبان والأجبان المنتجة من الحليب والقوام نفسه، باختلاف أنها لا تحتوي مركبات صحية للجسم.

 

 

وحول الفرق بين سعر الألبان المنتجة من الحليب الصافي والأصناف المصنعة اعتماداً على السبيداج والزبدة (الزيوت المهدرجة)، يبين أبو شاكر أنّ الأخيرة أرخص بكثير لكون المواد الأولية الداخلة في صناعتها متوافرة وبأسعار مقبولة ولا مهما ارتفعت أثمانها فإن أسعار الحليب تبقى أغلى بكثير.

ومن الناحية التسويقية، يقول الباعة إن الألبان التي يدخل السبيداج في صناعتها تمتاز بالقوام والتناسق أكثر من الألبان المشتقة من الحليب وهذا ما يساعد على تسويقها وبيعها، عدا السبب الرئيس وهو انخفاض سعرها مقارنة بمشتقات الحليب.

تأثير أشباه الأجبان والألبان على الصحة

وفي وقت سابق، قال مدير دائرة المخابر في مديرية التجارة الداخلية التابعة للنظام يحيى الخالد: إن بعض أصناف مشتقات الألبان قد تحتوي على نشاء أو دسم نباتي مهدرج، نافياً أن يشكل استخدامها ضرراً على الصحة إلا إذا ثبت وجود نوع من الجراثيم فيها أو ثبت وجود عفن أو شوائب أو مواد غريبة، ويتابع الخالد أن بودرة الحليب التي تستخدم في صنع اللبنة والجبنة مسموحة وصالحة وتعد نظامية عن طريق الاستيراد.

من جهته أكد رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة دمشق الدكتور سعد القصيري لصحيفة تشرين التابعة للنظام، أن استخدام بودرة الحليب في صناعة الألبان والأجبان مسموحة وإن كانت قيمتها الغذائية أقل من الحليب الطبيعي مبيناً أن استخدام النشاء يؤثر في مرضى السكري كما أن استخدام الزيوت المهدرجة يؤدي إلى أمراض الكولسترول والبدانة.