icon
التغطية الحية

البيت الأبيض يعد "خارطة طريق للتطبيع" بين إسرائيل والسعودية.. التفاصيل والخلفيات

2022.06.24 | 08:01 دمشق

baydn_mhmd_bn_slman_bynyt.jpg
إدارة بايدن تسعى لتحقيق التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بينيت وبايد وبن سلمان (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

قال مسؤولون في الإدارة الأميركية، إن البيت الأبيض يعمل في الآونة الأخيرة على صياغة "خارطة طريق" للتطبيع بين إسرائيل والسعودية كجزء من الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط في منتصف الشهر المقبل.

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن أربعة مسؤولين أميركيين، وصفهم بالمطلعين على الموضوع من دون أن يكشف هوياتهم، الأربعاء الماضي، أن بايدن يعمل على تدفئة العلاقات بين الرياض وتل أبيب، ودفع "اتفاقيات أبراهام" نحو الأمام.

التطبيع بين إسرائيل والسعودية

وقال الموقع الإخباري الإسرائيلي إن مسؤولي البيت الأبيض قدموا الأسبوع الماضي إحاطة مغلقة لخبراء من معاهد البحوث في واشنطن وذكروا مصطلح "خارطة طريق للتطبيع" دون الخوض في التفاصيل.

وأضاف المسؤولون بأنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق تطبيع قبل الزيارة أو خلالها، ولكنهم شددوا على أن بايدن سيناقش القضية خلال محادثاته في الشرق الأوسط.

وأوضح المسؤولون الأميركيون أن “استراتيجية البيت الأبيض هي استراتيجية تقدم تدريجي خطوة بخطوة".

وفي سياق متصل، ألمح مسؤول كبير في إدارة بايدن، أول أمس الأربعاء، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي إلى أن زيارةبايدن قد تؤدي إلى إجراءات تطبيع مع إسرائيل من قبل الدول العربية التي لم تنضم رسمياً بعد إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.

ويشير المراقبون إلى أن بايدن يريد أن تكون إحدى نتائج زيارته للشرق الأوسط تحقيق إنجاز سياسي للتخفيف من الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي لأنه سيلتقي محمد بن سلمان بعد عام ونصف من تجاهله للأخير على خلفية قضايا حقوق الإنسان.

قال مسؤول إسرائيلي كبير، لموقع "واللا"، إنه لا يتوقع انفراجة كبيرة نحو التطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه رجح أن يتم التوصل إلى اتفاق سعودي للسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق عبر الأجواء السعودية على متن رحلات إلى الهند وتايلاند والصين.

في مقابلة مع مجلة أتلانتيك في آذار/مارس الماضي، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن بلاده لا ترى إسرائيل كدولة معادية، لكنها حليف محتمل لها العديد من المصالح المشتركة.

لكن ولي العهد جدد شرط المملكة العربية السعودية لقبول التطبيع مع إسرائيل، وهو إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

في 24 من أيار/مايو الماضي، كشفت تقارير إسرائيلية أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات سرية بين إسرائيل والسعودية ومصر حول صفقة محتملة لاستكمال نقل ملكية الجزيرتين الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، تيران وصنافير، إلى السعودية.

وبحسب موقع "واللا"، إذا تم التوصل إلى اتفاق تطبيع، فقد يشمل أيضاً إجراءات تطبيع سعودية تجاه إسرائيل مثل السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور عبر المجال الجوي السعودي أو القيام برحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية للحجاج المسلمين في إسرائيل.

زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط

في 14 من حزيران/يونيو الجاري، أعلن البيت الأبيض، أن بايدن سيجري أول جولة رئاسية له في الشرق الأوسط تستمر أربعة أيام وتشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والمملكة العربية السعودية.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الأسبوع الماضي، إن "الولايات المتحدة تؤيد توسيع وتعميق العلاقات بين إسرائيل والدول العربية".

بحسب ما هو معلن سيصل الرئيس الأميركي إلى إسرائيل مساء 13 من تموز/ يوليو المقبل، في زيارة تستغرق 40 ساعة، من ضمنها زيارة الأراضي الفلسطينية ولقاء محمود عباس في بيت لحم، ومن ثم يتجه إلى مدينة جدة السعودية.

وفي اليومين التاليين، 15 و16 من تموز/يوليو، سيلتقي بايدن بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان.

وقال بيان البيت الأبيض إن الغرض من الزيارة هو "تعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وازدهارها"، في ظل الحديث عن وساطة أميركية للتقريب بين تل أبيب والرياض.

عقب الإعلان عن زيارة بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بأنه سيتم الكشف عن إجراءات أميركية لتعزيز تكامل إسرائيل في الشرق الأوسط وازدهار المنطقة بكاملها، إلى جانب اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني والمدني بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، أن زيارة بايدن للمنطقة يمكن أن تؤدي إلى دفء العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وفد أميركي في الرياض للوساطة وليس للتطبيع

بدوره، ذكر  موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، أن زيارة بايدن للسعودية تأتي وسط تقارير تفيد بأن اثنين من كبار مستشاريه قاما بزيارة سرية للسعودية لإجراء محادثات بشأن الوساطة بين الرياض وتل أبيب.

وبحسب ثلاثة مصادر أميركية، وصل مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي لشؤون الطاقة، عاموس هوخشتاين، المقرب جداً من بايدن، إلى السعودية لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين السعوديين.

أفادت صحيفة "يسرائيل هايوم" أن الرئيس الأميركي سيعلن خلال زيارته لإسرائيل عن إقامة منتدى أو ترتيب أمني يضم إسرائيل والسعودية والدول الموقعة على اتفاقات أبراهام، ومصر والأردن.

هدف هذه الخطوة، في المقام الأول، التعامل مع التهديد الإيراني المتزايد في جميع أرجاء المنطقة، لا سيما بعد سعي طهران لامتلاك سلاح نووي وعدوانها في المنطقة المتمثلة في إطلاق طائرات من دون طيار.

وقالت مصادر لـ "يسرائيل هايوم"، وصفتها بأنها مطلعة على التفاصيل، إن هذه ليست اتفاقية تطبيع مع السعودية بعد، لكنها تتعلق بالتعاون الأمني بين البلدين.

تحركات عربية مكوكية استعداداً لـ "قمة جدة"

في السعودية، من المقرر أن يشارك بايدن في قمة جدة دول مجلس التعاون الخليجي الستة ومصر والعراق والأردن والولايات المتحدة الأميركية.

يشار إلى أن المنطقة شهدت في الأيام الأخيرة زيادة في التحركات السياسية واللقاءات أجراها قادة عرب في إطار تحسين العلاقات والتنسيق لتوحيد المواقف.

الأحد الماضي، استضافت مصر قمة ثلاثية شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الملك الأردني عبد الله الثاني والملك البحريني حمد بن عيسى، في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، كانت للتشاور والتنسيق واستعداداً لقمة جدة.

الإثنين الماضي، وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى القاهرة، في إطار جولة شملت مصر والأردن وتركيا، في أول جولة خارجية له منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.

وأمس الخميس، أجرى العاهل الأردني زيارة "مفاجئة" إلى أبو ظبي للقاء رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، استعداداً لقمة جدة.

وفي الوقت نفسه، زار وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد أنقرة، أمس الخميس، وأعلن مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو رفع التمثيل الدبلوماسي لبلديهما إلى مستوى سفير.