icon
التغطية الحية

البحر ميدان مواجهة جديدة.. الحرب بين إيران وإسرائيل تخرج للعلن

2021.04.16 | 10:43 دمشق

untitled-9-1.jpg
زورق تابع للحرس الثوري الإيراني يتحرك في الخليج العربي وتظهر ناقلة نفط في الخلفية - AP
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

منذ سنوات، تتواجه إسرائيل وإيران بشكل مباشر أو غير مباشر في لبنان وسوريا وقطاع غزة، لكن في الأشهر الأخيرة امتدت التوترات بين البلدين إلى البحر مع سلسلة غامضة من عمليات التخريب والهجمات التي استهدفت سفناً من الجانبين.

وتخوض إسرائيل وإيران منذ زمن "حرباً بالوكالة" في الشرق الأوسط، إذ يتقاتل "حزب الله" المدعوم من إيران مع الجيش الإسرائيلي، وكذلك حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة وتتلقى دعماً من طهران، بينما تتعرض ميليشيات موالية لإيران بانتظام لضربات إسرائيلية في سوريا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وانتقلت هذه الحرب أيضاً إلى مجال التجسس والأمن السيبراني، فقد قام جهاز الموساد الإسرائيلي بعملية في عام 2018، تمكن خلالها من الاستحصال على 55000 صفحة من الوثائق من الأرشيف النووي الإيراني، وُضعت أجزاء منها في تصرف باحثين في جامعة هارفرد الأميركية، واتهمت إيران إسرائيل على الأثر بتنفيذ هجمات إلكترونية على منشآت استراتيجية.

ثم اغتالت الولايات المتحدة رئيس "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال النافذ قاسم سليماني، في العراق، واستُهدفت إسرائيل بهجوم سيبراني طال نظام توزيع المياه، وفي نهاية عام 2020، قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في طهران، واتهمت إيران الموساد الإسرائيلي بتنفيذ العملية.

 

الحرب تخرج للعلن

تقول المحللة من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، سيما شاين، خلال نقاش مع صحفيين عبر الإنترنت، إنها "سلسلة أحداث وأحداث مضادة، ويمكن لكل طرف أن يحدّد نقطة انطلاقها بشكل مختلف"، وتضيف "قد يقول البعض إنها بدأت في كانون الثاني من عام 2015 مع استحصال الموساد الإسرائيلي على مخطوطات الأرشيف، بينما يعتبر آخرون أنها بدأت مع اغتيال سليماني، لكن كل هذه الأحداث مرتبطة بالمسألة النووية، وبمحاولة إيران التمركز في سوريا، وسعي إسرائيل إلى منعها من ذلك".

وتوضح شاين أنه "في الأسبوعين الأخيرين، رأينا أيضاً الحرب البحرية بينهما تخرج إلى العلن، بعد أن بقيت سرية لمدة عامين"، مشيرة إلى أنه "يمكن القول إننا في عملية تصعيدية بين إيران وإسرائيل".

وأعلنت إيران في عام 2019 أن ثلاثاً من ناقلاتها تعرضت لهجمات في البحر الأحمر، في هذا الوقت، تتهم إسرائيل إيران بالقيام بعمليات نقل أسلحة، في البحر أحياناً، إلى حلفائها، كما ترغب بالحد من قدرة طهران على التحايل على العقوبات الأميركية لبيع نفطها وبالتالي ملء خزائنها.

لكن في 25 من شباط الماضي تغيرت الأمور، إذ تعرضت سفينة الشحن الإسرائيلية "إم في هيليوس راي" لهجوم في البحر، ووُجهت أصابع الاتهام إلى إيران.

ثم أصيبت السفينة الإيرانية "شهر كورد" بالقرب من سوريا، تلتها إصابة سفينة الحاويات الإسرائيلية "لوري" في بحر العرب، ثم سفينة الشحن الإيرانية "سفيز" في البحر الأحمر، والثلاثاء الماضي أُعلن عن إصابة سفينة "هايبريون راي" الإسرائيلية بالقرب من ساحل الإمارات، من دون تفاصيل إضافية.

 

تصعيد في البحر 

وكتب الباحث فرزين نديمي، على موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، "حتى الآن، ظل النزاع البحري بين إيران وإسرائيل منخفض الشدة، في منطقة رمادية أقل من عتبة الأعمال العدائية المعلنة، لكن وتيرة الهجمات تتسارع ومن المتوقع أن تتسارع أكثر، أو أن تمتد حتى إلى منطقة جغرافية أكبر".

كما تحدث عن احتمال استخدام "تكتيكات جديدة"، مثل "هجمات الغواصات أو الطائرات دون طيار"، وبما أن أيا من السفن المتضررة لم تتضرر بشكل خطير، يرى نديمي أن "هناك جهوداً وحسابات لدى كل طرف لتجنب التصعيد"، محذراً من انزلاق "يمكن أن يضرّ بالنقل الدولي".

ويقول الخبير في الشؤون الإيرانية، مناحيم مرحافي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الطرفين لا يريدان تصعيداً، لكن الأمور قد تتصاعد والإسرائيليون والإيرانيون يدركون هذا الاحتمال ويحاولون تجنبه".

ويتابع "لا يمكن لإيران أن تفعل أي شيء كبير، لأن البلاد تعاني إلى حد كبير من تداعيات فيروس "كورونا"، ولكن أيضاً بسبب المفاوضات مع الغرب، فآخر ما تريده إيران هو الاصطدام مع أي جهة، لكي لا ينعكس ذلك على موقفها على طاولة المفاوضات الهادفة إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وانسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه.

لكن مرحافي يرى أن إسرائيل الرافضة بشدة لعودة واشنطن إلى الاتفاق، "تلعب بالنار" في هذه الحرب البحرية الكامنة، وكذلك في الهجوم على المنشأة النووية الإيرانية في نطنز، إذا تأكدّ أنها هي من تسببت بالانفجار فيها كما تتهمها طهران.

ويقول مرحافي إن "الخطر الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل هو الإساءة إلى علاقتها مع الولايات المتحدة".