icon
التغطية الحية

"الانتخابات الرئاسية" السورية في الأردن.. لامبالاة وخوف من عقوبة النظام

2021.05.21 | 15:03 دمشق

2021-05-20t095556z_588140349_rc2jjn9kb7eq_rtrmadp_3_syria-security-election-jordan.jpg
ناخب في سفارة النظام بالأردن ـ رويترز
عمان - إياد محمد مظهر
+A
حجم الخط
-A

انتهت أمس الخميس عملية التصويت في "الانتخابات الرئاسية" السورية، في سفارة النظام بالعاصمة الأردنية عمان، بعد تمديدها حتى منتصف الليل، وكانت عملية الانتخاب قد امتدت من الساعة السابعة صباحا حتى 12 ليلا بدلا من السابعة مساءً كما كان مقررا، علما أن ساعات حظر التجوال بسبب جائحة كورونا تبدأ من الساعة 11 ليلا في المملكة.

وانتشرت عبر بعض المواقع والمنصات بعض الصور ومقاطع فيديو التي تظهر سير العملية الانتخابية داخل سفارات النظام في عدد من العواصم والدول من بينها السفارة في العاصمة عمان.

وكانت وكالة أنباء النظام "سانا"، قد نشرت سابقا نص "المادة 105" من قانون الانتخابات العامة والتي تشير إلى أن "الناخب يقترع بجواز سفره السوري العادي ساري الصلاحية والممهور بختم الخروج من أي منفذ حدودي سوري".

مشاركة ضعيفة

أحد العاملين داخل السفارة والحاضر خلال العملية الاتخابية وصف المشهد على أن الإجراءات كانت في غاية البساطة ويقول لموقع تلفزيون سوريا: "تلقينا بعض التعليمات بشأن الاهتمام بسلاسة الإجراءات وعدم تأخير المشاركين، وعلى هذا الأساس عملنا على تنظيم دخول الأشخاص ضمن عدد محدد وهو خمسة ناخبين، لينهوا عملية الاقتراع خلال دقائق قليلة ويدخل خمسة آخرون، كما قمنا بالفصل بين الجنسين في أثناء الدخول إلى مكان الانتخاب، بالإضافة إلى أن عدد المشاركين سهل علينا عملية التنظيم فأعداد المشاركين لم تكن كبيرة خاصة في ساعات الصباح الأولى".

وأضاف "استطعنا وبالتعاون مع الجهات الأمنية الأردنية الحفاظ على قوانين السلامة العامة ومراعاة الإجراءات المتبعة للوقاية من فيروس كورونا لضمان سلامة الجميع داخل السفارة وخارجها، فبعد دخول الناخب يتم تسليم جواز سفره السوري وغير منتهي الصلاحية للموظف ليتسلم بعدها البطاقة الانتخابية بعد التأكد من بعض المعلومات الشخصية عبر إدخال بياناته على الحاسب، ثم التوجه إلى الغرفة السرية لتعبئة البطاقة الانتخابية ووضعها في الصندوق".

خلال إعداد هذا التقرير قابلنا عددا كبيرا من السوريين، واتضح أنهم لا يملكون أي معلومة عن موعد الانتخابات ولم يعطوا للأمر اهتماما.

إحدى السيدات "طلبت عدم ذكر اسمها" تحدثت لموقع تلفزيون سوريا عن مشاركتها في العملية الإنتخابية قائلة: "عام 2014 كانت أعداد المشاركين في العملية الانتخابية أكبر بكثير من هذا العام، وربما يعود السبب إلى أن الكثير من السوريين هنا ليس لديهم اهتمام في ذلك حتى أنهم لا يعلمون متى موعد الانتخابات مثلي، فأنا لم أكن أعلم بموعد الانتخابات حتى صباح هذا اليوم، وصلت قرابة الساعة الواحدة ظهرا إلى السفارة، وكانت الأعداد تقدر بالعشرات، قلة أعداد الناخبين وتسريع العملية الانتخابية جنبتنا مشكلات الازدحام، فالإجراءات لكل شخص لا تتجاوز الربع ساعة، بالإضافة إلى التنظيم الجيد من قبل عناصر الأمن والدرك الأردني الذي تعامل مع الجميع بكل لطف واحترام".

وأضافت: "داخل السفارة تجد الكثير من التسهيلات، حتى أنك تستطيع أن تنتخب عبر الهوية الشخصية السورية من دون أن تبرز جواز السفر في بعض الحالات، وهذا ما حدث مع أحد أفراد عائلتي في الانتخابات السابقة منذ سبعة أعوام عندما شارك في العملية الانتخابية".

الأردن ولبنان

شهدت العديد من المناطق اللبنانية عدة إشكالات بين لبنانيين وسوريين وهم في طريقهم إلى السفارة السورية بالقرب من بيروت للإدلاء بأصواتهم.

يتنقل السوري في الأردن عبر البطاقة الأمنية التي يحصل عليها من المراكز الأمنية التابعة لمنطقته، وهي تغني عن جواز السفر في كثير من المواضع التي تخص مراجعة المراكز الحكومية الأردنية، في حين يحتاج السوري في لبنان إلى مراجعة السفارة في معظم الإجراءات الإدارية والقانونية التي يحتاجها، وهذا ما يفسر إقبال السوريين على المشاركة في الانتخابات خوفا من حرمانهم من حقوقهم التي تأتي عن طريق سفارة بلادهم هناك.

يقول عمار حمو، مدير تحرير موقع "سوريا على طول" والموجود في العاصمة عمان لموقع تلفزيون سوريا: "على عكس لبنان، السوريون في الأردن وبحكم التعامل الحكومي والترحيب الشعبي فيهم لم يتعرضوا لمضايقات ولم يستخدموا كورقة ضغط للأحزاب السياسية للدفع بهم باتجاه الانتخاب من عدمه، لكن هذا لا ينفي أن عددا من السوريين سينتخبون، ونسبتهم لا تذكر مقارنة بنحو مليون لاجئ سوري في الأردن تقريبا".

مضيفا: "هؤلاء سينتخبون لعدة أسباب: الأول خوفهم من أي حرمان من حقوقهم المدنية التي يمكن الحصول عليها عبر السفارة سواء تسجيل ولادة أو الحصول على وكالات أو استصدار جوازات، وأيضا هناك أشخاص سينتخبون بحثاً عن مخرج لهم مستقبلا وحتى لا يحسبوا على أي طرف وهم قلة بطبيعة الحال، أتوقع أيضا أن بعض رؤوس الأعمال السورية في الأردن والتي تحافظ على تجارتها بين دمشق وعمان ستنتخب درءاً لأي عائق أو أمر قد يفسد مصالحها، وأيضا هناك قلة قليلة مؤيدة للنظام من السوريين في الأردن وأتوقع أن عددا منهم سيصوت فقط وليس جميعهم لأنهم بانتخابهم يعتبرون أن سوريا آمنة والأولى أن يعيشوا فيها".

ويختم حمو حديثه "من خلال متابعتي خلال السنوات الماضية لا أتوقع أن منافذ السفارة كلها قادرة أن تستوعب أكثر من 1000 مراجع أو 2000 مراجع يوميا، ولذا إذا كان هذا الرقم أو ضعفه سينتخب يوم الخميس، وهو اليوم الوحيد المخصص لانتخاب السوريين في الخارج، فكم نسبة المصوتين بالنسبة لإجمالي عدد اللاجئين؟! هذا يكشف زيف الانتخابات وهزالها".

تسهيلات لتلميع صورة النظام

اعتبر فراس عثمان، (لاجئ سوري منذ 2012) أن حكومة النظام والسفارات التابعة لها تستهزىء بالمواطن وتتعامل معه بحسب مصلحتها ويقول لموقع تلفزيون سوريا: "إن الصور التي انتشرت من داخل السفارة خلال العملية الانتخابية توحي لنا أن القائمين على عملية تنظيم الدخول والانتخاب أنجزوا عملهم بشكل جيد من خلال تقديم التسهيلات وفق الآلية التي تساعد على التنظيم والاحترام للناخبين، في حين تختفي تلك الإجراءات عندما كنا نراجع السفارة وننتظر دورنا في طابور مزدحم تحت الشمس للحصول على وثيقة رسمية أو لتجديد جواز السفر وكأننا في مؤسسة حكومية في الداخل السوري".

وأضاف "تحاول السفارة السورية بعقليتها الأمنية تلميع صورة النظام ومؤسساته، فتعبر عن خوفها على مواطنيها عبر ارتداء الكمامات والتقيد بقواعد السلامة العامة وتوزيع المعقمات كما لاحظنا في الصور المنتشرة، في حين كانت تمطر على رؤوسهم الصواريخ والبراميل المتفجرة وشتى أنواع الأسلحة من ضمنها الكيمياوي خلال سنوات الحرب السابقة".

وختم حديثه "تمنيت لو أن كل الحكومات منعت السفارة السورية من إجراء العملية الانتخابية على أراضيها كما فعلت ألمانيا".

وكان معاون وزير خارجية النظام أيمن سوسان صرح أنّ تصويت السوريين في الخارج للانتخابات الرئاسية سيتم في جميع السفارات باستثناء السفارة في ألمانيا والقنصلية العامة في إسطنبول بسبب رفض السلطات في البلدين إجراء الانتخابات على أراضيها، وباستثناء الدول التي سبق أن أغلقت البعثات الدبلوماسية السورية فيها.

انتشر بين السوريين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بعض الإشاعات عن حرمان اللاجئ السوري من الحصول على أي مذكرة أو إخراج قيد وغيرها من الثبوتيات الرسمية من السفارة في حال امتنع الشخص عن المشاركة في العملية الإنتخابية.

بالمقابل ينفي أحد الكوادر العاملين داخل السفارة خلال متابعة حديثه لموقع تلفزيون سوريا ما يتم تداوله بشأن موضوع الشائعات: "كل ما يتم تداوله بشأن معاقبة غير المشاركين في الاقتراع عن طريق حرمانهم من استخراج ثبوتيات ومنعهم من الحصول على مصدقات رسمية من السفارة هو محض إشاعات، وهذا الشيء سبق أن تكرر في الدورة الماضية عام 2014، فليس هناك أي علامة تميز الأشخاص المشاركين في الانتخابات عن غيرهم عند مراجعتهم للسفارة".

أبو إياد، سوري يعمل في مجال التجارة ويتنقل بين دمشق وعمان، يقول لموقع تلفزيون سوريا "أستبعد تلك الإشاعات التي تقول إننا لن نحصل على تأشيرة للسفر خارج الأردن من السفارة أو حتى الحصول على أي طلب رسمي في حال مقاطعتنا للانتخابات، ورغم أن هذا سيكون له تأثير سلبي كبير على تجارتي في حال كانت تلك الإشاعات حقيقية، بكل الأحوال أنا مقاطع للعملية الانتخابية لكل المرشحين لأننا فقدنا الثقة تماما بهذا النظام وحفظنا مسرحياته، فمن غير المنطقي أن أدلي بصوتي لأي مرشح لرئاسة دولة تكلفة تجديد جواز السفر في سفارتها هنا 200 دولار، فضلاً عن التعامل السيئ للجالية في الخارج وعن الإجرام الحاصل في الداخل".