icon
التغطية الحية

الاعتداءات على "الوطني الكردي" تضع مظلوم عبدي أمام مفترق طرق

2020.12.17 | 06:44 دمشق

33ebbd24-3fe6-4df3-ae30-60b41fae7b49.jpg
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تتعرض مكاتب الأحزاب الكردية المنضوية في "المجلس الوطني الكردي" إلى اعتداءات متكررة في مناطق مختلفة من ريف الحسكة، قرأ فيها مراقبون رسائل عدة أهمها ضرب المفاوضات الكردية- الكردية، إلى جانب أنها تعكس -أي الاعتداءات- نوعاً من التجاذبات ونزاع السيطرة الذي تعيشه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) متمثلة بقائدها، مظلوم عبدي، مع "حزب العمال الكردستاني" (PKK).

"الوطني الكردي" لتلفزيون سوريا: "الاتحاد الديمقراطي" يعرقل إخراجط

اابلا "pkk" من سوريا

في تعليقه على الاعتداءات التي تجاوز عددها الخمسة خلال أقل من أسبوع، دان "المجلس الوطني الكردي" الاعتداءات، معتبراً أنها خطوة تأتي للنيل من المفاوضات الكردية- الكردية.

وقالت الأمانة العامة للمجلس، في بيانها، إن "هذا التصعيد يأتي بعد إجراءات استفزازية أخرى، باستجواب جهات أمنية تابعة لإدارة عوائل مقاتلي (البيشمركة)، وتهديدهم واعتقال أنصار للمجلس"، ولفتت إلى أنها تهدف إلى إشاعة القلق والإحباط بين عامة الكرد.

وكان المجلس الوطني الكردي، المنضوي في صفوف المعارضة السورية من خلال "الائتلاف الوطني"، انخرط بدعوة من قيادة "قسد"، في حوار منذ نيسان الفائت، مع "حزب الاتحاد الديمقراطي"، المهيمن على هذه القوات، من خلال ذراعه العسكرية، "وحدات حماية الشعب".

 ويجري الحوار بدفعٍ وإشراف من وزارة الخارجية الأميركية، بهدف ترتيب البيت الكردي في سوريا، وتشكيل مرجعية سياسية واحدة تمثل الأكراد السوريين في استحقاقات الحلّ السياسي، تحت مظلّة الأمم المتحدة. وخاض الجانبان جولات حوار عديدة، حيث اتفقا على كثير من المسائل، لكن هذا الحوار اصطدم أخيراً بعقبة يبدو من الصعب تجاوزها في الوقت الراهن، وهي وجود كوادر لـ "pkk" في قوات "قسد"، وفي "الإدارة الذاتية" للشمال الشرقي من سوريا، وهو كلام أكده لتلفزيون سوريا، عضو "المجلس الوطني الكردي"، فؤاد عليكو، الذي لم يستبعد أن ينشب صراع مسلح بين "قسد" و"pkk".

اقرأ أيضاً.. المجلس الوطني الكردي: حزب العمال الكردستاني يعرقل الحوار الكردي

 ويضيف عليكو أن "المجلس الوطني الكردي" يُصر على خروج كوادر "pkk" المصنف إرهابياً من قبل دول عديدة، بشكلٍ كامل من سوريا، لإنجاز اتفاق، بينما لا يزال "الاتحاد الديمقراطي"، الذي يُنظر إليه على أنه نسخة سورية من "pkk"، يتلكأ في قبول عودة كوادر هذا الحزب إلى مقرهم في جبال قنديل، على الحدود المشتركة بين تركيا والعراق وإيران.

وعلل عليكو رفض "الاتحاد الديمقراطي" و"pkk" الخروج من سوريا بسببين، الأول متعلق بصورتهما أمام أنصارههما، إذ إنها ستهتز، والثاني هو فقدان مورد مهم اقتصادياً لعناصر "pkk" إذا خرجوا من سوريا، إذ إنهم يتدخلون في معظم مفاصل الحياة الاقتصادية والمالية والعسكرية لـ "قسد"، وفق تأكيده.

اقرأ أيضا: الوجهة جبل قنديل.. البيشمركة تحبط تسللاً للـ PKK ووحدات الحماية

مظلوم عبدي أمام مفترق طرق

من جانبه قال الباحث المختص بالشأن الكردي، بدر ملا رشيد، إن هذه الاعتداءات تأتي ضمن متغيرات محلية وإقليمية، موضحاً أنه دولياً تغير طاقم الخارجية الأميركي الذي كان يشرف على عملية الحوار، وكان يتكون من شخصيات منخرطة في ملف شمال شرقي سوريا منذ عدة سنوات، من جهة أخرى هناك متغيرات تحدث في إقليم كردستان العراق، وهي أحداث تلقي بظلالها على الأحداث في شمال سوريا.

أما عن موقف قائد "قسد" مظلوم عبدي، الذي كان قد أكد أن قوى الأمن الداخلي ستتدخل بشأن ما وقع، فيرى ملا رشيد، أنه غير واضح بشكلٍ كبير حتى الآن، فهو (عبدي) أمام مفترق طرق حقيقي، وفق ملا رشيد، مضيفاً "قد حاول البارحة القيام بإعطاء رسائل ترضي الطرفين، منها الوقوف إلى جانب حزب العمال الكُردستاني، ضد الحزب ذي الغالبية البرلمانية في إقليم كردستان العراق، بالمقابل أعلن رفضه لما يحدث من حرق لمكاتب المجلس الوطني الكُردي، لكن عملية الرفض وحدها لن تكفي في حال لم تتم محاسبة التنظيمات المشرفة على عملية حرق واستهداف شخصيات ومكاتب المجلس الوطني الكُردي".

 وتابع ملا رشيد، أنه في حال كان لدى مظلوم عبدي رغبة حقيقية في إخراج عناصر "حزب العمال الكُردستاني" من سوريا، وفق ما صرح، فسيواجه موانع كبيرة من قبل الحزب، لكنه بالمقابل سيحصل على دعم من أطراف عدة في هذا الاتجاه، كون ملف إدارة عناصر الحزب الملف السياسي والعسكري في شمال شرقي سوريا من خلف المشهد، أصبح عائقاً أمام تطبيع الأوضاع في المنطقة وتيسير عملية مشاركتها بشكلٍ فعال في العملية السياسية السورية الوطنية.

خلافات عميقة بين "pkk" و"قسد" تلقي بظلالها خارج شمال شرقي سوريا

يبدو أن ما يجري من اعتداءات على مكاتب " الوطني الكردي" مرتبط بحلقة طويلة من التجاذبات التي تحدث شمال شرقي سوريا، والتي تعدّت الحدود ووصلت إلى إقليم كردستان العراق.

فقد أحبطت قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق، فجر أمس الأربعاء، عملية تسلل لعناصر من "وحدات حماية الشعب" (YPG) و"حزب العمال الكردستاني" (pkk)، بعد اشتباكات بين الطرفين بالقرب من معبر سيمالكا الحدودي.

وقال وكيل وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، سربست لزكين إن "مجموعة من عناصر وحدات حماية الشعب هاجمت في الساعة 4:30 نقطة لقوات البيشمركة في منقطة سيحلا لتدور اشتباكات بين الجانبين استمرت ساعة كاملة".

وأكد أن البيشمركة تمكنت من دحر القوات المهاجمة التي حاولت التسلل من الأراضي السورية إلى الإقليم، وأشار إلى أن الأخيرة حاولت السيطرة على نقطة عسكرية للبيشمركة.

اقرأ أيضا: هجمات جديدة لـ"YPG" على مكاتب المجلس الوطني الكردي

ولم تسفر الاشتباكات عن وقوع خسائر ضمن صفوف قوات البيشمركة رغم شدتها، بحسب لزكين.

مصادر من "قسد" في القامشلي، قالت لموقع تلفزيون سوريا، إن 3 عناصر من " YPG" أصيبوا من جراء الاشتباكات مع البيشمركة، موضحة أن سرية تضم أكثر من 40 عنصراً من " YPG" دخلت فجر اليوم إلى كردستان العراق بالقرب من معبر سيمالكا الحدودي شرقي الحسكة، برفقة كوادر من "pkk"، بغية العبور إلى جبل قنديل والخضوع لتدريبات عسكرية هناك.

وكشفت قوات البيشمركة محاولة التسلل لتندلع اشتباكات بين الطرفين، وانسحب عناصر وحدات الحماية وحزب العمال إلى سوريا.

وأكدت المصادر أن قيادات "pkk" أو ما يعرفون بـ "كوادر جبل قنديل"، تسعى لنقل مقاتلين من سوريا، بينهم أطفال دون الـ 18، إلى جبل قنديل لتلقينهم تدريبات عسكرية.

ودعا لزكين التحالف الدولي لاتخاذ موقف إزاء الهجمات المتكررة التي ينفذها "حزب العمال، والفصائل المنضوية تحت لوائه".

وتابع قوله "نعلم أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لا يستطيع الخروج عن أوامر حزب العمال".

وفي هذا السياق، قال عليكو إن إقليم كردستان العراق اتفق مع الحكومة المركزية في بغداد على التصدي لهم " ومنع دخولهم إلى العراق والعبث بأمنه".

وأشار إلى أن "pkk" تتهم قيادة إقليم كردستان العراق بالعمل لمصلحة تركيا، في حين أن الإقليم يحاول إبعاد المشكلات عن أراضيه، وهو ما يدفع "pkk" لاتباع أساليب أخرى لإحداث مشكلات داخل الإقليم كدفع بعض مؤيديه للخروج في تظاهرات ضد قيادة الإقليم وافتعال أعمال تخريبية، وفق قوله.