icon
التغطية الحية

"الاستيلاء الصامت" أسلوب جديد في قلب الحقائق: عام 2043 رئيس بلدية إسطنبول سوري

2022.05.04 | 07:35 دمشق

fryijwsxoaadfkr.jpg
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يبدأ فيلم "الاستيلاء الصامت" في 29 نيسان من العام 2011، من أحلام زوجين يعيشان حياة رفاهية واستقرار في تركيا، وينتظرون مولوداً يحلمان بمستقبله كطبيب، إلا أن التلفاز ينقل أخباراً عن الحرب السورية وبداية لجوء السوريين إلى تركيا.

يعرض الفيلم صوراً لعشرات السوريين يقطعون الأسلاك الشائكة إلى القرى الحدودية التركية في محافظة هاتاي، يرفعون أعلاماً تركية ويقولون إنهم يريدون التحدث بالتركية والعيش بديمقراطية مثل الأتراك، ويطالبون الرئيس رجب طيب أردوغان بنجدتهم.

يقول الزوج لزوجته إنه لا يتوقع قدوم المزيد من اللاجئين، لأنهم لن يستطيعوا دخول البلاد على راحتهم، واستخدم بعدئذ سؤالاً سبق أن استخدمه مناهضو وجود السوريين في تركيا خلال السنوات السابقة "هل تركيا خان يمر منه من أراد؟".

ينتقل الفيلم إلى 3 أيار من العام 2043، ويظهر مدينة إسطنبول وكأنها في حالة خراب، وهيمن على أحيائها السوريون، وبدوا وكأنهم "عصابات" تطارد الأتراك، الذين يظهرهم أقلية في المدينة، فضلاً عن أن رئيس بلدية إسطنبول سوري.

تظهر العائلة التي رأيناها في بداية الفيلم، مع ابنها الذي أصبح عمره 32 عاماً، وعوضاً عن أحلام والديه له بكلية الطب، يعمل الابن في تنظيف المشفى كعامل خدمات، وهو في حال أفضل من أصدقائه الأتراك، لأنهم جميعاً عاطلون عن العمل، والسوريون يهيمنون على البلاد ويسيطرون عليها.

يوجّه الابن إلى والديه اللوم بقوله "أتمنى أن نعود إلى العام 2020، لقد وصلنا إلى هنا بسببكم"، في إشارة إلى الشعب التركي في الوقت الحالي.

السلطات التركية توقف منتجة الفيلم

أعلنت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في المديرية العامة للأمن التركي عن توقيف هاندي كاراجاسو، التي أنتجت فيلماً بعنوان "الاستيلاء الصامت"، قالت إنه "يحرض على العداء والكراهية ضد اللاجئين السوريين".

ووفق بيان صادر عن الأمن التركي فإن الفيلم تم بثه على قناة يوتيوب تدار من حساب باسم مستعار، ويتضمن "معلومات مضللة حول طالبي اللجوء"، مشيراً إلى أن الحساب سبق أن نشر منشورات "استفزازية تتعلق باللاجئين السوريين والمهاجرين في تركيا"،

 

 

مضلل ومليء بالأكاذيب

وقالت وسائل إعلام تركية عدة إن فيلم "الاستيلاء الصامت" يهدف إلى "تحريض الأمة التركية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ويؤجج مشاعر الاستفزاز والعنف العنصري ضدهم".

وأوضحت أن الفيلم، الذي نشر عبر "يوتيوب"، شاركته العديد من الحسابات المناهضة للاجئين والمعادية لوجودهم في تركيا خلال وقت قصير، وتم الترويج له قبل نشره.

وأعلن نائب وزير الداخلية التركية والمتحدث الرسمي باسمها، إسماعيل جاتاكلي، أن "بعض الشخصيات الأكاديمية المزعومة مثل أوميت أوزداغ وسنان أوجان وبنجي باش ينشرون أكاذيب بأن هناك 10 ملايين سوري في تركيا"، واتهمهم بأنهم "يحرضون على الكراهية ضد الأجانب".

ووصف جاتاكلي، في تغريدة عبر "تويتر" الفيلم بأنه "مضلل ومليء بالأكاذيب وعار على الإنسانية، وأشعر بالخجل منكم"، مؤكداً أن إدارة الهجرة ستقدم "شكوى جنائية" ضدهم.

 

 

أوميت أوزداغ أمر بإنتاجه ودفع تكاليفه

وأعلن زعيم حزب "الظفر"، أوميت أوزداغ، بأنه هو من طلب صنع الفيلم، ودفع تكاليف إنتاجه، ووافق على كل المعلومات التي وردت فيه، مضيفاً أن السوريين "ليسوا الشعب التركي، هم ضيوف، والفيلم لا يحوي أي ضغينة أو عداء".

 

 

ورداً على تغريدة نائب وزير الداخلية التركي، قال أوزداغ: "جبان ذلك الذي لم يذكر في الشكوى الجنائية، ستتم محاكمتك وإدانتك من قبل الوجدان القومي للأمة التركية في محكمة التاريخ التركية، أنت تتعاقد بالوكالة في مشروع حرب أهلية إمبريالية، إنك تغتال الهوية الوطنية لتركيا".

 

يشار إلى أن "حزب النصر" يُعرف بسياسته المعادية للاجئين، من خلال الظهور الإعلامي المتكرّر لزعيمه، أوميت أوزداغ، على وسائل إعلامية متعددة، فضلاً عن منشوراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي يسيء فيها إلى اللاجئين السوريين في تركيا، ويُطالب بترحيلهم.

وسبق أن رفعت جمعية "إعلام اللاجئين - Mülteci Medyası"، شكوى جنائية ضد أوزداغ، إثر تصريحات له احتوت على خطاب كراهية تجاه اللاجئين السوريين.