icon
التغطية الحية

الاحتلال الإسرائيلي يصعد في القدس وتوقعات بتجدد المواجهات

2021.06.07 | 14:50 دمشق

israeli-hebron.jpg
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين من عملياتها ضد  الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، حيث اعتدت على إحدى مراسلات القنوات العربية، واعتقلت الناشطة منى الكرد في حي الشيخ جراح وشقيقها في ظل حديث عن قائمة اعتقالات طويلة، قبل أن يتم الإفراج عنهما بعد ساعات.

وبحسب تقرير لوكالة "الأناضول" فإن جماعات استيطانية متطرفة دعت لـ "مسيرة أعلام" في القدس القديمة يوم الخميس المقبل، ووافقت الشرطة الإسرائيلية أمس الأحد على تنظيم المسيرة التي يشارك فيها آلاف المستوطنين، على الرغم من معارضة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لها، خشية العودة إلى التصعيد من جديد.

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يصعد عدوانه على القدس لإنقاذ نفسه

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يصعد عدوانه على القدس لإنقاذ نفسه"، مضيفة أنه يحاول "إفشال تشكيل حكومة التغيير في إسرائيل عبر تفجير الأوضاع في القدس".

وأضافت أن نتنياهو يعتقد أن قطع الطريق أمام الحكومة الإسرائيلية القادمة يتم عبر توتير الأوضاع في القدس، وذلك لأنه من الممكن أن يسبب ردود فعل قوية في جميع الأرض الفلسطينية.

وأبلغ زعيم حزب " هناك مستقبل" يائير لابيد، الأربعاء الماضي الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين نجاحه في تشكيل حكومة، الأمر الذي يعني الإطاحة بنتنياهو الذي قد يواجه إدانات بقضايا فساد بعد إخراجه من الحكم.

"فتح" تدعو للنفير العام الخميس المقبل

قالت اللجنة المركزية لحركة "فتح" في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" إن الشعب الفلسطيني "لن يقبل دفع ثمن صراعات الفاشيين في إسرائيل على الحكم"، داعية المجتمع الدولي للتدخل السريع لوقف "هستيرية نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي ولجم تحركاته في القدس، التي تهدد بانفجار المنطقة برمتها".

ودعت اللجنة المركزية كوادرها والجماهير الفلسطينية إلى "النفير العام" الخميس المقبل وذلك بالتزامن مع دعوات لتنظيم مسيرة للمستوطنين الإسرائيليين.

 

 

وقال الصحفي والكاتب الفلسطيني من مدينة رام الله محمود فطافطة إنه لا يستبعد العودة مجددا إلى "دورة المواجهة"، مشيرا إلى أن السيناريو الأقرب هو مواجهة شعبية ميدانية واسعة، بسبب تصعيد الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في حي الشيخ جراح وفي بلدة سلوان بالقدس المحتلة.

وبيّن أن هناك عدة عوامل تجعل اتساع المواجهة الشعبية مسألة وقت ليس أكثر ومن بينها "أن هناك معلومات تفيد بأن جهود التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في حالة تعثر، بالإضافة إلى التوجه الإسرائيلي لتشكيل حكومة لا تقل تطرفا عن سابقتها، يقودها شخص مولع بالاستيطان وهو نفتالي بينيت".

وأوضح أنه يجب أن تكون هناك قوة أكبر من مصر للضغط على إسرائيل كالولايات المتحدة الأميركية، لافتا إلى أن أميركا "غير متشجعة للانخراط بقوة في إدارة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي حتى الآن، وما يهمها بالدرجة الأولى هو حماية إسرائيل".

وأفاد "فطافطة" أنه في ظل الوضع الاقتصادي الداخلي الصعب، ووجود سلطة "ضعيفة لا توليها إسرائيل أي اهتمام"، فإن الباب مفتوح أمام كل الاحتمالات، مستبعدا تحول المواجهة الشعبية إلى مواجهة عسكرية في غزة.

إسرائيل تجعل من الفلسطينيين وقودا لصراعاتهم

أكد الصحفي الفلسطيني محمد عبد ربه أن اعتقال قوات الاحتلال الناشطة منى الكرد وشقيقها من منزلهما في حي الشيخ جراح ثم اعتقال رئيس لجنة الدفاع عن حي بطن الهوى المهدد بالاستيطان زهير الرجبي جميعها "أحداث تؤشر إلى نوايا إسرائيلية بالتصعيد".

وأردف أن هناك حديثا عن قائمة معتقلين آخرين، وهذا يدخلنا في مرحلة جديدة من التصعيد، في حال شن الاحتلال حملة اعتقالات واستهداف للنشطاء الذين يقودون التصدي للاستيلاء على المنازل، مشيرا إلى أن التهمة التي تطلقها المحاكم الإسرائيلية على المعتقلين هي "التحريض والإخلال بالنظام العام وإثارة المشاعر".

 

 

وتوقع عبد ربه أن مسيرة المستوطنين يوم الخميس المقبل ستحدد مسار المواجهة مع الاحتلال، قائلا إن هناك خوفا كبيرا من تصعيد يكون أخطر من السابق، فيما لو سُمح لـ "مسيرة رقصة الأعلام" بالوصول إلى القدس القديمة ومنطقة باب العامود".

ولفت إلى أن اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل "يجعلون من الفلسطينيين وقودا لصراعاتهم"، مضيفا أنه قد نشهد "موجة صدامات أخرى إذا سمح بالمسيرة، وقد نشهد جرائم أو مجازر خاصة وأن كثيرا من المستوطنين يشاركون في المسيرة بأسلحتهم".

وأوضح أن الأنظار تتجه أيضا إلى غزة "التي ستكون حاضرة بقوة في الأيام القادمة" في إشارة منه إلى تحذيرات فصائلية من تنظيم المسيرة.

 

 

وتفجرت الأوضاع في فلسطين في الـ 13 من نيسان الفائت من جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في مدينة القدس، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في غزة استمرت لمدة 11 يوما وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بتاريخ الـ 21 من أيار الفائت.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة في الشهرين الأخيرين عن سقوط 290 قتيلا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات، خلال إطلاق حركة "حماس" صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل.