icon
التغطية الحية

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على تنظيم "حراس الدين" وزعيميه

2022.05.31 | 13:17 دمشق

1.jpg
أحد عناصر جماعة "حراس الدين" في شمال غربي سوريا (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أضاف مجلس الاتحاد الأوروبي يوم أمس الإثنين تنظيم "حراس الدين" وزعيميها العسكري والديني إلى قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعة للعقوبات لارتباطهم بتنظيم الدولة والقاعدة.

وقال المجلس في بيان إن الإجراءات تستهدف "حراس الدين" كونها جماعة مقرها سوريا تابعة لتنظيم القاعدة، وزعيمها العسكري فاروق السوري، والديني سامي العريضي.

وبحسب البيان، فإن "حراس الدين" تتخذ من سوريا مقراً لها، وتعمل باسم القاعدة وتحت مظلتها، وشاركت في التخطيط لعمليات إرهابية خارجية .. وأقامت معسكرات عمليات في سوريا توفر تدريباً إرهابياً لأعضائها، وانضم العديد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الأوروبيين إلى صفوف الجماعة منذ إنشائها".

واعتبر المجلس الأوروبي أن تنظيم "حراس الدين" وزعيميه "لعبوا من خلال الأنشطة الدعائية أيضاً دوراً رئيسياً في تعزيز أيديولوجية القاعدة الجهادية العنيفة وفي التحريض على الأعمال الإرهابية. وبالتالي فإن حراس الدين وزعمائه يشكلون تهديدًا خطيرًا ومستمرًا على الاتحاد الأوروبي والاستقرار الإقليمي والدولي".

وبموجب قرار المجلس، سيخضع عشرة أشخاص لحظر السفر وتجميد الأصول، وكذلك ستخضع ثلاث مجموعات لتجميد الأصول.

كذلك سيتم منع الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي من توفير الأموال أو الموارد الاقتصادية للأشخاص والمجموعات المدرجة في القائمة.

إجراءات سابقة

كذلك أدرجت وزارة الداخلية الأسترالية "حراس الدين" وجماعات أخرى، في شباط الماضي، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

وبموجب القانون الأسترالي، يمكن أن يواجه من تثبت إدانتهم بارتكاب أعمال إرهابية عقوبة بالسجن تصل إلى 25 عاماً.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت في أيلول 2019، عن إدراج "حراس الدين" وقائده أبو همام الشامي، على قوائم الإرهاب.

وتشكلت مجموعة "حراس الدين"، في شباط عام 2018، من اندماج مجموعة عناصر انشقوا عن "هيئة تحرير الشام"، بسبب معارضتهم للقرار الذي أعلنته الهيئة بفك ارتباطها عن تنظيم القاعدة، في شهر حزيران 2016.

"حراس الدين".. التأسيس والعلاقة بتنظيم القاعدة

أصدرت مؤسسة السحاب الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، في التاسع من كانون الثاني 2018 بياناً بعنوان "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"، وجّهت فيه رسالة لعناصرها في "بلاد الشام". ونقل البيان على لسان الظواهري قوله "أطلب من إخواني جنود قاعدة الجهاد في الشام أن يتعاونوا مع كل المجاهدين الصادقين، وأن يسعوا في جمع الشمل ورأب الصدع"، ما اعتبر حينها إعلاناً رسمياً عن وجود تنظيم في سوريا يتبع للقاعدة، وذلك بعد إعلان الجولاني زعيم جبهة النصرة حينها، فك ارتباطه بالقاعدة في كانون الثاني عام 2017.

وفي حين لم يتطرق تنظيم القاعدة في بيانه حينها، إلى اسم الكيان الجديد التابع له في سوريا، تم الإعلان رسمياً عن تأسيس تنظيم حراس الدين في 27 شباط/فبراير 2018، والذي وصف نفسه على معرفاته الرسمية بأنه ‏"تنظيم إسلامي من رحم الثورة السورية المباركة تسعى لنصرة المظلومين وبسط العدل بين المسلمين، والإسلام هو مصدر التشريع".

وكان البيان التأسيسي لـ حراس الدين قد حث "الفصائل المتناحرة في الشام على وقف القتال فيما بينها  وإنقاذ أمّة المسلمين". حيث كانت الاشتباكات على أشدها بين هيئة تحرير الشام من جهة، وحركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام المنضويتين تحت مسمى جبهة تحرير سوريا، من جهة أخرى.

وتوالت الإنضمامات إلى صفوف حراس الدين على مدار الأشهر القليلة بعد إعلان تأسيسه، لتعلن 16 مجموعة وفصيلاً انضمامهم للتنظيم الجديد، معظمها مجموعات وكتائب وسرايا منشقة عن هيئة تحرير الشام.

تزعّم تنظيم حراس الدين، السوري سمير حجازي الملقب بـ "أبو همام الشامي"، أو فاروق الشامي كما كان يعرف في تنظيم القاعدة الذي انضم إليه أواخر تسعينيات القرن الماضي، والتحق مع "أبو مصعب السوري" لمدة عام في أحد معسكرات القاعدة في أفغانستان، وعين أميراً على منطقة المطار في قندهار، ومسؤولاً عن السوريين في أفغانستان.

ويعد الحجازي من القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة، ممن تعاملوا مع بن لادن وأبي مصعب السوري والزرقاوي وأبي حمزة المهاجر.

أرسلت قيادة القاعدة، الحجازي مبعوثاً إلى العراق في فترة التحضير لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة، لكن المخابرات العراقية اعتقلته وسلمته للمخابرات السورية التي أطلقت سراحه ليعود إلى العراق، لتعتقله المخابرات السورية مجدداً عام 2005، ثم اطلقت سراحه أيضاً ليغادر إلى لبنان ومنه إلى أفغانستان مجدداً، ثم طلبت منه قيادة القاعدة العودة إلى سوريا، لكن في طريق عودته اعتقله الأمن اللبناني لخمس سنوات، وفور الإفراج عنه عام 2012 ذهب إلى سوريا والتحق بالجولاني الذي أسس جبهة النصرة حينها، ليتسلم منصب الأمير العسكري العام.

أذاعت النصرة خبر مقتل "أبو همام الشامي" في آذار من العام 2015، إلى جانب قيادات أخرى، ليتبيّن أنها إشاعة لأغراض أمنية بهدف حمياتهم.

وتولى القيادة العسكرية في حراس الدين أبو همَّام الأردني، والمكتب الشرعي الأردنيان سامي العريدي وأبو جُليبيب الأردني. كما ضم التنظيم عدداً من الشخصيات الجهادية مثل "أبو بصير البريطاني" و"أبو أنس السعودي" و"حسين الكردي" وغيرهم من المعروفين بولائهم لتنظيم القاعدة.

هجوم ما قبل الإعلان عن حراس الدين

اعتقلت هيئة تحرير الشام في تشرين الثاني من عام 2017، كلاً من سامي العريدي (الشرعي العام السابق لجبهة النصرة)، و"أبو جليبيب الأردني" (والي درعا السابق لدى جبهة النصرة)، و"أبو همام السوري" (العسكري العام السابق لجبهة النصرة) والشرعي "أبو عبد الكريم المصري"، وخالد العاروري (قسام الأردني)، إضافة لعدد من قيادات الصف الثاني والثالث من الأجانب، بعد تداول أخبار في الأوساط الجهادية في إدلب عن تشكيل تنظيم يتبع للقاعدة.

واتهمت تحرير الشام حينها في بيان المعتقلين بأنهم يسعون "لتقويض الكيان السني وزعزعته وبث الفتن والأراجيف فيه".

وفي كانون الأول 2017، أطلق الجولاني سراح المعتقلين، بعد مطالبات من شخصيات جهادية، وبيان وقّع عليه 14 شخصاً معظمهم من الشرعيين والمنظرين الجهاديين، حمّلوا فيه الجولاني المسؤولية عن سلامة المعتقلين وطالبوه بالإفراج عنهم.