icon
التغطية الحية

الائتلاف يزور أربيل.. التوقيت والمباحثات وردود الأفعال

2021.03.04 | 16:33 دمشق

evnz5emxyaaiqps.jpeg
الحسكة - جان أحمد
+A
حجم الخط
-A

تستمر لقاءات وفد الائتلاف الوطني السوري برئاسة الدكتور نصر الحريري في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وفيها جرت العديد من المشاورات مع الزعيم مسعود بارزاني يوم أمس، ومع المسؤول السياسي للملف السوري في إقليم كردستان العراق، الدكتور حميد دربندي، وبحث معه اليوم الخميس، الوضع الميداني والسياسي السوري وملف اللاجئين.

وتتزامن هذه الزيارة الهامة مع عدد من التطورات الجديدة والقديمة نسبياً، فالمجلس الوطني الكردي يسعى لإعادة المباحثات مع أحزاب "الوحدة الوطنية الكردي" بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، والتي تعثرت مؤخراً بعد هجوم على مكاتب المجلس وتصريحات معادية له من قبل الطرف الآخر. وكذلك زيادة التوتر بين الإقليم إلى حد الاشتباكات نهاية العام الفائت، حيث منعت حينذاك قوات البيشمركة قيادات من حزب العمال الكردستاني من الوصول إلى جبل قنديل عبر الإقليم، ويضاف إلى هذه التطورات المباحثات الجارية بين تركيا والعراق وقيادة الإقليم لطرد مجموعات حزب العمال من منطقة سنجار.

وسبق الزيارة بأيام قليلة حملة أمنية أطلقها الجيش الوطني ضد من وصفهم بالمفسدين في مختلف المدن التي يسيطر عليها، وذلك استجابة لمطالب الناشطين والمنظمات الحقوقية بإيجاد حلول للانتهاكات ضد المدنيين وخاصة في منطقة عفرين التي يوجد بها العدد الأكبر من المواطنين السوريين الأكراد.

وقال الائتلاف في بيان صادر عنه يوم أمس عقب اللقاء مع البرزاني إنه تمت مناقشة العلاقات الثنائية وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة وآخر المستجدات الميدانية والسياسية، وأشاد الحريري بـ "المواقف المبدئية والثابتة للزعيم بارزاني وللإقليم من الثورة السورية منذ انطلاقها والدور الكبير في دعم الشعب السوري ومطالبه في الخلاص من النظام المجرم، ودعم تطلعاته في الحرية والكرامة".

وأكد الحريري على ضرورة "استمرار العلاقة المميزة مع الإقليم من أجل مواجهة التحديات الخطيرة في المنطقة لا سيما في سوريا، والتي تتمثل في ميليشيات نظام الأسد والنظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية مثل PKK والقاعدة وداعش".

وبدوره أكد الزعيم بارزاني على "استمرار دعم الشعب السوري في ثورته من أجل تحقيق كل تطلعاته في الحرية والكرامة ودعم الائتلاف الوطني بكل مكوناته بما فيها المجلس الوطني الكردي في النضال من أجل تحقيق الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي في سوريا".

ورحب بارزاني مجدداً باللاجئين السوريين مؤكداً أن الإقليم مفتوح دوماً للإخوة والجيران السوريين، بحسب بيان الائتلاف.

واليوم عقد الحريري ووفد الائتلاف لقاء مع المسؤول السياسي للملف السوري في إقليم كوردستان العراق، الدكتور حميد دربندي، وبحث معه الوضع الميداني والسياسي السوري وملف اللاجئين، وسعي الائتلاف إلى فتح مسار الحكم الانتقالي الوارد في القرار 2254 بإشراف الأمم المتحدة، ودان الحريري "استهداف مدينة أربيل من قِبل مجموعات من الحشد الشعبي تزامناً مع الهجمات التي تتعرض لها السفارة الأميركية في بغداد".

 

 

وسبق أن زار الائتلاف السوري منذ تأسيسه إقليم كردستان العراق، والتي شملت زيارة مقارّ البيشمركة السورية (الجناح العسكري للمجلس الوطني الكردي) وأجرى لقاءات مع الأحزاب الكردستانية، والشخصيات الوطنية لتعزيز العلاقات بين حكومة الإقليم والائتلاف.

 

الائتلاف: ثمن مواقف حكومة كردستان حيال الثورة السورية واللاجئين

قال يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري وأحد أعضاء الوفد لموقع تلفزيون سوريا، إن هذه الزيارة ليست الأولى ولا الأخيرة لإقليم كردستان, وتأتي في سياق الحراك السياسي والدبلوماسي لقيادة الائتلاف، مؤكداً بأن قيادة الائتلاف حريصة دائماً على التشاور والتنسيق مع حكومة الإقليم، ولفت إلى أنهم التقوا بالعديد من الشخصيات البارزة في الحكومة وفي مقدمتهم الرئيس مسعود البرزاني وممثلية المجلس الوطني الكردي، الذين ناقشوا معهم العديد من القضايا المشتركة وتبادلوا وجهات النظر في كثير من المواضيع.

وأشار مكتبي إلى أنهم استعرضوا "خطر الإرهاب الذي يهدد الجميع، والمتمثل بإرهاب بشار الأسد الذي قتل أكثر من مليون شخص وهجر أكثر من اثني عشر مليوناً ضمن سوريا وخارجها، وكذلك خطر تنظيم الدولة والقاعدة، التي أرادت أن تفتك بالمنطقة، والشبيهة بالمليشيات الطائفية الحاقدة المدعومة من النظام الإيران، وأيضاً خطر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD".

وتابع المكتبي: "الجميع يعلم موقف حكومة إقليم كردستان الداعم والمؤيد للثورة السورية ولتطلعات الشعب السوري باستعادة كرامته وبناء دولة القانون والمؤسسات والتعددية، كما تم تطرقنا لخطر المشروع الإيراني العابر للحدود والذي يزعزع دولاً برمتها مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، كما نثمن عاليا استقبال كردستان قرابة الـ 250 ألف لاجئ سوري هربوا من عمليات القتل التي مارسها النظام السوري وتنظيم الدولة".

وأوضح مكتبي بأن الحديث تطرق إلى عملية إدارة "المناطق المحررة التي لا زالت مستهدفة من قبل النظام السوري وخلايا تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديموقراطي PYD، وهذا كان جلياً في سلسلة الانفجارات التي جرت في تلك المناطق والتي حصدت أرواح عشرات المدنيين ومن بينهم أطفال ونساء".

وتناولت اللقاءات تفعيل دور المجلس الوطني الكردي وخاصة في "المناطق المحررة"بشكل أكبر، وأن يكون مشاركاً في حل الإشكالات التي تحدث هناك، ولقي هذا التعزيز دعماً من قبل السيد مسعود البرزاني.

وأبدى مكتبي إعجابه ببرلمان إقليم كردستان العراق وخاصة مراعاتهم لحقوق المكونات الأخرى، وأكد على ضرورة الاستفادة منها في المرحلة القادمة، في الوقت الذي تعمل فيه اللجنة الدستورية على صياغة دستور جديد لسوريا.

 

البرزاني ندد بانتهاكات الجيش الوطني في عفرين ورأس العين

كشف مصدر خاص مطلع على المباحثات لموقع تلفزيون سوريا، أن مسعود البرزاني أعرب لوفد الائتلاف عن تنديده بالممارسات والانتهاكات التي يقوم بها عناصر الجيش الوطني وبشكل خاص في كل من منطقتي عفرين ورأس العين من خطف وفرض إتاوات وغيرها، وأشار البرزاني إلى ضرورة تسليم هذه المناطق لإدارة مدنية أو إلى أبناء تلك المدن.

 

 

يكيتي: الائتلاف لم يبد الاهتمام الكافي للاجئين في الإقليم

نشر موقع يكيتي ميديا التابع لحزب يكيتي الكردستاني – سوريا وهو أحد الأحزاب الرئيسية للمجلس الوطني الكردي، بأن نواف رشيد رئيس ممثلية المجلس الكردي في إقليم كردستان العراق، أشار بكلمته في لقاء مع وفد الائتلاف، إلى وجود تقصير من قبل الائتلاف حيال اللاجئين، بقوله: إن التقصير وعدم إيلاء الاهتمام الكافي لهذا الكم الهائل من اللاجئين واضح من قبل الائتلاف، وذلك في كل الجوانب والمجالات وأهمها التعليم والصحة  حتى في الأيام التي كان لدى الائتلاف إمكانيات مادية أكبر، باستثناء مرة واحدة يتيمة، وهي تقديم مبلغ 200 ألف دولار في بداية عام 2014.

 

موقف الإدارة الذاتية وأحزاب كردية من زيارة وفد الائتلاف

كتب آلدار خليل القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي ورئيس الوفد المفاوض للأحزاب الوحدة الوطنية في الحوارات الكردية / الكردية مع المجلس الوطني الكردي، منشوراً على صفحته على الفيس بوك قال فيه: "الدواعش الذين كانوا قبل حوالي ثلاثة أعوام على بعد كيلو مترات من هولير (أربيل)، اليوم يدخلونها بحفاوة، المرتزقة، الإرهابيون الذين شردوا أهل عفرين وأبادوهم وفعلوا ذات الأمر في سري كانية - رأس العين و تل أبيض - كري سبي يدخلون هولير بزي الساسة والدبلوماسيين".

 

بلاتلاتلبت.jpg

 

وقال علي شمدين، عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا (أحد الأحزاب التي كانت منضوية تحت مظلة المجلس)، في تصريح لموقع نورث برس المقرب من الإدارة الذاتية، إن الشارع الكردي “قلق جداً” من أهداف زيارة نصر الحريري رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى أربيل.

وحذر "شمدين" من أن يقوم الائتلاف الوطني، عبر وفده، بـ "استغلال مكانة إقليم كردستان لدى شرائح المجتمع الكردي".

وأضاف "شمدين"، إن "تعزيز العلاقات بين الشعبين الكردي والعربي، ليس مفيداً وحسب، وإنما ضروري، ويخدم المصالح المشتركة بينهما".

 

موقف الائتلاف من المفاوضات الكردية - الكردية وتأثير زياتهم عليها

أكد يحيى مكتبي بأن الائتلاف توقع منذ انطلاق المفاوضات الكردية – الكردية، أنها لن تصل إلى أي نتيجة، والسبب الجوهري لهذه التوقعات هو "الارتباط العضوي والوثيق للـ PYD مع تنظيم الـ PKK، كما استبعد مكتبي أن تؤثر هذه الزيارة على الحوارات الكردية بشكل مباشر، وأكد بأن هذه الزيارة لن تلاقي أي ترحاب من قبل PYD "لأن مشروع الأخير عابر ولا يخدم المصلحة الوطنية السورية العليا".