أكد الائتلاف الوطني السوري، في بيان رسمي، أن العمليات العسكرية التي أطلقتها فصائل المعارضة في شمالي سوريا ضد قوات النظام تهدف بشكل أساسي إلى حماية المدنيين وردع اعتداءات قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران.
وقال الائتلاف في بيانه: "إن الاعتداءات التي بدأت بها قوات النظام والميليشيات الأجنبية المدعومة إيرانياً منذ أشهر على الشمال السوري، وأخذت مساراً تصاعدياً بشكل يومي، باستخدام القصف الصاروخي والمدفعي والطائرات المسيرة (الدرون) مستهدفةً المدنيين والمنشآت المدنية العامة، والتي كان آخرها استهداف مدرسة في أريحا يوم الثلاثاء الماضي، وأسفر عنها سقوط عدد من الشهداء المدنيين بمن فيهم أطفال، أدت إلى ازدياد الضغط الشعبي المطالب بوقف تلك الهجمات العدائية المتصاعدة".
عملية لوقف الاعتداءات
وبحسب البيان، فإن ذلك "دفع القيادات العسكرية في تلك المناطق إلى إطلاق عملية لمجابهة مخططات النظام والميليشيات الإيرانية الداعمة له، لوقف وردع تلك الاعتداءات، ولتأمين حماية المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، ولتأمين عودة النازحين والمهجرين إلى قراهم وبلداتهم التي تم تحريرها من الميليشيات الطائفية المدعومة إيرانياً، عودة طوعية وآمنة وكريمة".
وأشار البيان إلى أنه لا بدّ من إيصال سوريا إلى بر الأمان وحمايتها من المشاريع التقسيمية والانفصالية، مضيفاً: "نريد عودة سوريا دولة مستقلة ذات سيادة غير منقوصة على كامل أراضيها، دولة ذات نظام حكم قائم على أسس الديمقراطية والعدالة والحرية، وسيادة القانون الذي يضمن حقوق المواطنين بمكوناتهم كافة ويكفل حرياتهم".
وختم البيان: "على النظام وداعميه أن يعلموا أنه لا مناص من العودة إلى طاولة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصل إلى الحل السياسي لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسوريا بشكل كامل وصارم، ولا سيما القرارين 2254 و2118. لا يوجد أي حل قابل للاستدامة وإعادة توحيد سوريا أرضاً وشعباً غيره".
معركة "ردع العدوان"
منذ يوم أمس، يشهد الواقع الميداني في شمال غربي سوريا تطورات عسكرية متسارعة، بعدما أطلقت فصائل المعارضة هجوماً مفاجئاً على مواقع تابعة لقوات النظام السوري في ريف حلب الغربي، وذلك بعد رصد حشود لها، وفق "إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت مسمى "ردع العدوان" على المعركة.
وقرّب الهجوم الأخير فصائل المعارضة بشكل ملحوظ من أبواب مدينة حلب الغربية، حيث باتت المسافة الفاصلة بينهما لا تتجاوز 5 كيلومترات، كما سيطرت الفصائل على مواقع استراتيجية، من أبرزها الفوج 46، الذي يشكّل نقطة دفاعية مهمة للنظام.
في تطور آخر، شنّت الفصائل اليوم هجوماً جديداً على محور مختلف في ريف إدلب الشرقي، قرب مدينة سراقب الواقعة على الطريق الدولي دمشق - حلب M5، الذي يُعتبر شرياناً اقتصادياً وعسكرياً هاماً في سوريا.
ويمكن القول إنّ الفصائل حققت خلال عمليتها اختراقاً استراتيجياً في تحصينات مواقع النظام، بعد السيطرة على بلدة خان العسل الواقعة على مشارف مدينة حلب، فضلاً عن السيطرة على بلدات داديخ وكفربطيخ وجوباس على محور سراقب شرقي إدلب.