في منشور لها على منصة "فيس بوك" قالت ديانا جبور المديرة السابقة للتلفزيون السوري التابع للنظام: "تلقيت عرضا لمبادلة شقتي السكنية في المزة مقابل شقة في صحنايا.. وبعضهم اعتقد أن المنشور تهكمي لأنه لا يمكن مقارنة القيمة السوقية للعقارات في منطقة المزة بالمناطق المحيطة بدمشق مثل صحنايا".
لكن رد جبور على التعليقات الكثيرة التي أعقبت المنشور كان لافتا إذ أكدت أن "مافيا عقارية" تقف وراء الموضوع، وهذا ما أكده صاحب مكتب عقاري في منطقة (المزة الشيخ سعد) لموقع تلفزيون سوريا، إذ تحدث عن وجود ضغوط من مكاتب عقارية مدعومة من جهات حاولت بشتى الوسائل والطرق شراء عقارات ومنازل من ملاكها، إلا أن جهودهم لم تثمر إلا على نطاق ضيق جدا، إذ يفضل من يبيع منزله في المزة أن يحصر عملية البيع بالمقربين من عائلته أو من أبناء الحي بأسوأ الأحوال.
إثارة الخوف بين سكان المزة
الخبير العقاري حسيب أرناؤوط أضاف أن ما يجري في المزة هو سلب ملكية العقارات بطريقة خفية، ولأن طبيعة ملكية العقارات في المزة فيلات والمزة شيخ سعد تختلف عنها في المزة الرازي فإن الطريقة التي تم اتباعها سابقا في المزة خلف الرازي لا يمكن تطبيقها مع باقي أحياء المزة لأن الملكية بها "طابو أخضر" وهو أقوى صيغة عقارية للملكية وليست ما يسمى "حكم محكمة" كما هي في خلف الرازي.
وأوضح أرناؤوط أن قيمة المنازل في أحياء الرازي باتت بالمليارات وليست بملايين الليرات السورية، لكن هذه القيمة باتت تتراجع أمام الضربات الإسرائيلية المتتالية التي تستهدف قيادات إيرانية ولبنانية تابعة لحزب الله في المزة، حيث تفضل القيادات السكن في محيط السفارة الإيرانية.
كما لفت أرناؤوط إلى أن هناك شبكة من المكاتب العقارية المدعومة إيرانيا والتي تعمل بشكل مباشر بتوجيه من السفارة الإيرانية، وأن بعضا من أصحاب المكاتب العقارية حضر لقاء جمع بين رئيس بلدية طهران الدكتور علي رضا زاكاني، ومحافظ دمشق محمد طارق كريشاتي، والسفير الإيراني بدمشق حسين أكبري.
ولفت أرناؤوط إلى أن أخطر ما تقوم به هذه المكاتب هو نشر وإثارة حالة الخوف بين سكان المزة من خلال استئجار شقة في مبنى سكني وتأجيره حصرا لإيراني أو لبناني لدفع الناس إلى بيع منزلهم قبل أن يتعرض إلى قصف وخسارة السكن.
تدهور أسعار عقارات المزة
أبو أكرم عرض منزله للبيع والكائن في محيط "بنايات 14" قرب منطقة الشيخ سعد داخل حي المزة بمبلغ 650 مليون ليرة علما بأن المبلغ لا يمكن أن يشتري له شقة بنفس السعر خارج النطاق الإداري لمدينة دمشق والمتاخمة تماما للعاصمة أي في ضاحية حرستا أو صحنايا أو جرمانا، كما أن قيمة شقته كانت تعادل أربعة أضعاف سعر شقة بالمناطق المذكورة.
ويعزو أبو أكرم سبب تدهور أسعار عقارات المزة لأنها باتت وجهة رئيسة لقيادات الحرس الثوري الإيراني وكذلك حزب الله، وما رافقها من حالة خوف لدى الأهالي ما أدى إلى بحثهم عن وجهات جديدة وترك المزة.
وكان موقع تلفزيون سوريا قد أجرى سلسلة تحقيقات حول الاستيلاء على مناطق في محيط مناطق السيدة زينب وداريا وبساتين المزة وتمكّن معد التحقيقات من الوصول إلى قرار ترخيص شركة "ديناميك لخدمات المغتربين"، وغايتها تقديم أنشطة الخدمات الإدارية المتكاملة للمكاتب وتمثيل الشركات والوكالات المحلية والعربية والأجنبية وتملّك واستئجار واستثمار المكاتب والعقارات ووسائل النقل، وتعود ملكيتها لثائر دريد لحام وعماد يوسف الحلاق وموسى خليل متري.
يذكر أن حي المزة بات يسمى تندرا بـ"حي الاغتيالات والاختراقات الأمنية" فقد شهد تصفية أكثر من 27 شخصا بهجمات إسرائيلية مختلفة إذ وقع الهجوم الأول في الأول من تشرين الأول وأدى إلى مقتل إعلامية، و5 عسكريين بينهم مستشار إيراني، والهجوم الثاني في 2 تشرين الأول وأدى لمقتل 4 عسكريين بينهم صهر حسن نصر الله، ووقع الهجوم الثالث في 8 تشرين الأول وأدى لمقتل عنصرين من “حزب الله”، ووقع الهجوم الرابع في 21 تشرين الأول وأسفر عنه مقتل رئيس وحدة تحويل الأموال في حزب الله.