icon
التغطية الحية

"الإسلامي السوري" يعزز دوره كمرجعية في الداخل.. الأهمية والتأثير

2021.08.09 | 14:58 دمشق

أسامة الرفاعي
قائد "الجبهة الشامية" يستقبل رئيس المجلس الإسلامي السوري أسامة الرفاعي في ريف حلب (تويتر)
+A
حجم الخط
-A

بتنسيق مباشر مع قيادة "الجبهة الشامية" في الجيش الوطني السوري وتحت حمايتها، دخل رئيس المجلس الإسلامي السوري أسامة الرفاعي إلى منطقة ريف حلب الشمالي قادماً من تركيا، وأجرى عدة لقاءات مع المؤسسات المدنية وقادة الفصائل العسكرية، في زيارة وضع خلالها حجر الأساس لمبنى المجلس الإسلامي في مدينة اعزاز، التي باتت تحتضن اليوم مقار ومكاتب معظم كيانات المعارضة السورية، بما فيها الائتلاف الوطني ووزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.

تتزامن الزيارة مع توجه مؤسسات المعارضة السورية لتعزيز وجودها في الداخل السوري، والتقرب من الحاضنة الشعبية إلى جانب التطورات على الصعيد العسكري، المتمثلة بانخراط كبرى فصائل الجيش الوطني السوري ضمن غرفة القيادة الموحدة "عزم"، ومع جهود كبيرة تبذلها "هيئة تحرير الشام" للتغلغل في شمالي حلب، والتوسع على حساب فصائل الجيش الوطني.

جولة أسامة الرفاعي شمالي حلب

تكفلت "الجبهة الشامية" بتنسيق دخول رئيس المجلس الإسلامي إلى منطقة شمالي حلب، وحمايته خلال اجتماعاته مع بعض المؤسسات والدعاة والمشايخ في المنطقة، وكان لافتاً حضور قائد الجبهة "أبي أحمد نور" في معظم اللقاءات التي أجراها "الرفاعي".

أبو أحمد نور.jpg
"أبو أحمد نور" برفقة رئيس المجلس الإسلامي السوري أسامة الرفاعي

وقال القيادي في "الجبهة الشامية" محمد الخطيب إنّ الفصيل كان له دور الخدمة والحماية وتأمين الأمور اللوجستية فقط، بينما تكفّل مجلس الأمناء في المجلس الإسلامي بوضع برنامج الزيارات والاجتماعات.

وذكر "الخطيب" في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا أن "الرفاعي" التقى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة وممثلي وقادة الفصائل في الجيش الوطني، إضافةً لعدة روابط شرعية ومحلية.

ووصف قائد "الجبهة الشامية" الزيارة بـ"الخطوة المباركة العزيزة"، والتي من شأنها أن تعزز ارتباط مؤسسات الثورة العسكرية والمدنية بمرجعيتها المتمثلة بالمجلس الإسلامي السوري.

والتقى "الرفاعي" خلال جولته بمجلس أمناء المجلس الشرعي في محافظة حماة، وأعضاء الهيئة العمومية في المجلس الإسلامي الموجودين في الداخل السوري، كما زار الثانوية الشرعية في قرية تركمان بارح، وجامعة حلب الحرة، وعدداً من العلماء والدعاة الكرد في مدينة عفرين.

وبحسب عضو الهيئة العامة بالمجلس الإسلامي السوري وسام القسوم، فإن الزيارة تهدف إلى تعزيز دور المجلس الإسلامي كمرجعية في الداخل السوري، وزيادة التواصل مع الفعاليات في شمالي سوريا.

وقال "القسوم" لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ المجلس سيتخذ مقراً دائماً له في مدينة اعزاز، وسيعمل على زيادة التلاحم الثوري والتواصل مع أصحاب القرار للعمل على تحسين الوضع في "المناطق المحررة" وفق استطاعته من جميع الجوانب، كما سيعمل على تعزيز عمل اللجان التي تسعى للإصلاح ورد المظالم.

"الرفاعي" يجتمع مع قادة التشكيلات العسكرية

حضر أسامة الرفاعي اجتماعاً في مقر وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة بمدينة اعزاز، ضم قادة معظم الفصائل العاملة في الجيش الوطني السوري، والجبهة الوطنية للتحرير، وقادة الشرطة العسكرية والمدنية.

واجتمع "الرفاعي" بشكل منفصل مع قيادة حركة "أحرار الشام"، التي شهدت انشقاق عدة ألوية عسكرية عنها وانضمامها لصفوف "الجبهة الشامية".

وأشار مصدر مطلع على تفاصيل اللقاء إلى أن اجتماع "الرفاعي" مع قيادة "أحرار الشام" لا علاقة له بانتقال عناصر من الحركة لـ"الشامية"، مضيفاً أن سبب اللقاء المنفصل، هو أن قائد "الأحرار" عامر الشيخ، لم يحضر اجتماع المجلس مع وزير الدفاع وقادة الفيالق والفصائل في الجيش الوطني بسبب انشغاله بعمل آخر، فطلب لقاء مع "الرفاعي" فيما بعد، تعويضاً عن الغياب.

ودارت عدة نقاشات بين رئيس المجلس الإسلامي وقيادة "أحرار الشام"، منها مستقبل وجود الحركة في محافظة إدلب، والعلاقة مع "هيئة تحرير الشام".

وبحسب ما أكد المصدر - فضّل عدم الكشف عن هويته - في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا فإن اللقاء تناول الدعوات التي توجه للحركة بين الحين والآخر للخروج من محافظة إدلب نحو شمالي حلب، تفادياً للعمل تحت مظلة "تحرير الشام"، إذ قال بعض القادة إن الحركة مستعدة للخروج في حال أفتى المجلس الإسلامي بذلك، إلا أن المشايخ ذكروا خلال اللقاء أن الأمر لا يجوز شرعاً، نظراً لوجود الحركة في نقاط التماس مع قوات نظام الأسد، والتخوّف من شن عمليات عسكرية جديدة على المحافظة.

أهمية توسع المجلس الإسلامي شمالي سوريا وتأثيره

يقول المجلس الإسلامي على موقعه الرسمي إنه "يسعى لحمل المسؤوليات والتطلعات والآمال المعقودة عليه، متخذاً من أرض الوطن نقطة الانطلاق ونقطة النهاية، ويتطلع عبر دوره المرجعي إلى توحيد الموقف الإسلامي الصادر عن العلماء المسلمين في سوريا وبلاد أهل السنة جمعاء، وجمع طاقاتهم وتفعيلها بشكل متكامل وفق منهج الاعتدال والوسطية، والتواصل مع الجهات كافّة لبيان المطلب الحق للشعب السوري الثائر، وحشد الدعم من شعوب العالم لإنجاح الثورة وصيانتها".

ويضيف المجلس أنه ينشط في "التنسيق وتوحيد الجهود"، حيث ذكر أنه نظّم مجموعة من الزيارات واللقاءات للداخل السوري، بهدف التحكيم في بعض نقاط التنازع بين الفصائل، إضافة لتشكيل عدد من اللجان للتنسيق بين الهيئات العاملة في المجال الشرعي والقضائي، مع تنظيم لقاءات وفعاليات وورش العمل لبحث قضايا الثورة وسبل معالجة مشكلاتها.

وحول زيارة "الرفاعي" اعتبر الأستاذ الجامعي الدكتور محمد نور حمدان أنها مهمة جداً، خاصة أن الشيخ "الرفاعي" له رمزيته على مستوى دمشق وسوريا، والعالم الإسلامي بشكل عام.

ويتوقع "حمدان" أن وجود العلماء إلى جانب قادة التشكيلات والفصائل العسكرية، ستكون له آثار إيجابية، في ظل وجود انقسامات بين بعض الفصائل، لذلك فهي تحتاج لمن يوجهها، ويرشدها وينصحها.

أسباب الزيارة

يعتقد الباحث الإسلامي جمعة لهيب، أن من أسباب الزيارة الرغبة التركية كما يبدو بالانتقال من حالة الفوضى في شمالي سوريا إلى العمل المؤسساتي، وبدت ملامح هذه الرغبة مع دخول الحكومة المؤقتة والائتلاف للشمال، إضافة للعمل على "تنقية صفوف الجيش الوطني وتنظيمه"، ومحاولة توفير الغطاء الديني من خلال المجلس الإسلامي.

وقال "لهيب" إن "انتقال المجلس رسمياً للداخل سيحتم عليه تحمل المسؤولية الدينية والتاريخية بمواجهة فكر الغلو والتطرف، إضافة لسحب الشرعية الدينية من المشيخة التابعة للنظام".

وأضاف "لهيب" في حديث لموقع تلفزيون سوريا: "أتمنى أن لا يتجاوز تأثير المجلس على الداخل إلا بقضيتين، الأولى بنشر تعاليم الدين الحنيف وعدم السماح باستغلال الطغاة والغلاة له، والثانية بإصلاح ذات البين، والدعوة للسلام ووحدة الصف بين مكونات الشعب السوري".

وأعرب الباحث الإسلامي عن تخوفه من تدخل المجلس بالتفاصيل السياسية وإغراقه فيها على حساب مهمته الأصلية، حيث قال إن "العمل والممارسة السياسية قد تضطر صاحبها لفعل حرام خشية الوقوع بكبيرة، هذا الفعل قد يكون مبرراً بذاته لكن عندما يتم إسباغ الشرعية الدينية مؤسساتياً، فعندها ستظهر المؤسسة الدينية محللة لحرام وتضعها أمام فتنة بعين حاضنتها الشعبية، والمفروض أن يبقى عملها الدعوة للمثالية والتوجيه العام وضبط الصورة الكلية".

العلاقة مع "هيئة تحرير الشام"

تسعى "هيئة تحرير الشام" للتقرّب من المجلس الإسلامي السوري، في محاولة منها لكسب غطاء شرعي لها، لكنها لم تتلق رداً إيجابياً حتى الآن.

وذكر مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، بعث برسائل لرئاسة المجلس الإسلامي يعرض فيها تسهيلات لدخول الدعاة إلى محافظة إدلب، لكن المجلس يرفض ذلك حالياً، نظراً للانتهاكات الكبيرة الصادرة عن الهيئة، وتاريخها الحافل بالقضاء على الفصائل السورية.

ولا يتوقع أن يكون للمجلس الإسلامي السوري أي دور في إدلب، في ظل هيمنة "هيئة تحرير الشام" عليها، حسب الدكتور محمد نور حمدان، الذي ذكر أن المجلس اتخذ موقفاً واضحاً من الهيئة، كما لا يمكن إغفال أن المجلس يشترط للانضمام إليه، أن يكون المنضم خالياً من فكر التطرف والغلو.

وأشار إلى وجود اختلاف كبير من الناحية الفكرية بين المجلس الإسلامي وهيئة تحرير الشام، مضيفاً أن الجولاني يحاول الآن التواصل مع أكبر عدد ممكن من مؤسسات المعارضة، لكسب شرعية، وإثبات بعده عن فكر التطرف.