icon
التغطية الحية

"الإدارة الذاتية" تمنع بيع السكر في الأسواق وتحصره في "الكومينات"

2022.01.17 | 14:27 دمشق

1.jpg
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

تشهد مناطق "الإدارة الذاتية" أزمة حادة في مادة السكر منذ أسابيع، حيث وصل سعر الكيلو الواحد إلى 8 آلاف ليرة سورية في محافظة الحسكة.

وتحتكر "الإدارة الذاتية" منذ سنوات استيراد وتجارة مادة السكر وحصرت بيعه عبر "مؤسسة نوروز الاستهلاكية" التابعة لها بعد أن كانت سابقاً توزع كميات قليلة على التجار وأصحاب المحال في مناطقها.

أزمة السكر في مناطق "الإدارة الذاتية"

وقال تجار وأصحاب محال لموقع تلفزيون سوريا إن "الإدارة الذاتية أوقفت توزيع مادة السكر على التجار ومحال البقالة منذ قرابة عشرة أيام وحصرت بيعه في مراكز مؤسسة نوروز التابعة لها".

ويتجمع أهالي مدن وبلدات الحسكة في طوابير منذ ساعات الفجر أمام مراكز "مؤسسة نوروز" للحصول على كمية 5 كيلوغرامات لكل عائلة بسعر 12 ألف ليرة.

وأوضح أحد رؤساء الكومينات (لجان الأحياء) لموقع تلفزيون سوريا أنهم "تلقوا توجيهات بتزويد المجالس المحلية بعدد العوائل التابعة لها تحضيراً لتزويدهم بكميات من مادة السكر لبيعها عبر بطاقة المحروقات للمواطنين".

وكذلك تحصر "الإدارة الذاتية" توزيع مازوت التدفئة والغاز المنزلي على المواطنين عبر بطاقة المحروقات وهي بطاقة سنوية توفر لحاملها الحصول على 440 لترا من مازوت التدفئة على دفعتين سنوياً وأسطوانة غاز واحدة شهرياً بسعر مدعوم.

ويرى تجار وأصحاب محال بأن "الإدارة الذاتية" مسؤولة عن أزمة السكر لأنها تحتكر استيراد هذه المادة وتمنع التجار من استيراده وأنها خلقت هذه الأزمة تمهيداً لحصر بيعه عبر "الكومينات" ومراكز "مؤسسة نوروز".

ويبرر مسؤولو "الإدارة الذاتية" قرارتهم بمنع التجار من استيراد مادة السكر بأنه يهدف لمنع الاحتكار ورفع سعر المادة وفقدانها في الأسواق في حين يقول اقتصاديون بأن منح التجار الحرية في استيراد مادة السكر سوف يخلق منافسة في الأسواق وبالتالي استمرار توفرها وبأسعار مخفضة.

وقال صاحب محل مواد غذائية في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "سياسة الإدارة الذاتية الاقتصادية واضحة وهي احتكار وتجار كل المواد الرئيسية كالسكر والطحين والمحاصيل الزراعية ومواد البناء".

وأضاف أن "حصر بيع مادة السكر في مؤسسة نوروز بداية والآن عبر الكومينات الغاية منه هو تحقيق أرباح مالية كبيرة للإدارة الذاتية وإقصاء المحال والتجار عن بيع هذه المادة بالرغم من أنها كانت تباع في الأسواق بربح لا يتجاوز 200 ليرة للكيلو الواحد".

وأشار إلى أن "هذا الإجراء سوف يساهم في بيع مادة السكر بأسعار مرتفعة لعدم توفرها في المحال والأسواق حيث وصل سعر الكيلو الواحد في السوق السوداء إلى 8 آلاف ليرة سورية".

تحول مناطق سيطرة النظام لسوق سوداء في الحسكة

وقال حسن السلوم مواطن من مدينة القامشلي إن "معظم أهالي المدينة لا يزالون يشترون المحروقات كالمازوت والغاز من مناطق سيطرة النظام في أطراف حي طي وزنود بأسعار مضاعفة والتي أصبحت عبارة عن سوق سوداء".

وأوضح أن مادة "السكر متوفرة في حي زنود الواقع تحت سيطرة النظام جنوب المدينة، بسعر يتراوح بين 3000 إلى 3500 ليرة وسط فقدانه من مناطق الإدارة الذاتية بالقامشلي".

وذكر صاحب بقالية في مدينة القامشلي أنه "مع كل أزمة في المحروقات أو الغاز أو السكر أو الطحين تنشط بيع هذه المواد في مناطق سيطرة النظام".

وألمح إلى وجود تجار في مناطق سيطرة النظام يعملون لصالح متنفذين في "الإدارة الذاتية" بقوله إن "مصدر هذه المواد هي الإدارة الذاتية ولا أحد يمكن له توريدها للمنطقة بشكل مستقل".

يتهم مراقبون "الإدارة الذاتية" باتباع سياسة اقتصادية قائمة على احتكار وحصر تجارة واستيراد معظم المواد الأساسية في مناطقها والتضييق على التجار وكبار رؤوس الأموال المنافسين في المنطقة والذين لا يتبعون لها إذ يوجد مجموعة من التجار المعروفين بعملهم كـ "واجهة" لمشاريع وأعمال اقتصادية تعود ملكيتها وعائداتها إلى "الإدارة الذاتية" فعليا.