icon
التغطية الحية

"الإدارة الذاتية" تفرض على الصحفيين الانتساب لاتحاد إعلامي تابع لها

2022.03.28 | 15:09 دمشق

083f565a-9739-4eb8-8f48-1faf13286af2.jpg
مؤتمر اتحاد الإعلام الحر (فيس بوك)
الحسكة - سامي الحسن
+A
حجم الخط
-A

قررت دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية إلزام الصحفيين جميعاً بالانتساب إلى اتحاد الإعلام الحر التابع لها كشرط رئيسي للحصول على مهمة صحفي للعمل في مناطقها بشمال شرقي سوريا.

وأسس اتحاد الإعلام الحر في 2012 من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي لتنظيم العمل الإعلامي في مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب حينذاك.

وقال جوان إبراهيم رئيس دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية خلال مقابلة مع إذاعة محلية إن "هذا الإجراء جاء في إطار فصل الصحفيين عن العاملين في مجال الصحافة من جراء تزايد عدد الأشخاص العاملين في هذا المجال دون أن يكون لهم نتاج صحفي".

ويشترط اتحاد الإعلام الحر تقديم كل صحفي روابط لعشر مواد إعلامية وصحفية من إعداد وكتابة الصحفي خلال آخر عام للحصول على حق العضوية في الاتحاد.

ورفض العديد من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في مناطق سيطرة "قسد" فرض الإدارة الذاتية انتساب كوادرها لـ "اتحاد الإعلام الحر" ذي التوجه الموالي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

وقال عضو سابق في اتحاد الإعلام الحر مقيم في أوروبا حالياً لموقع تلفزيون سوريا إن "إلزام الصحفيين بالانضمام لاتحاد تابع للسلطة وغير مستقل هو انتهاك صارخ بحق العمل الصحفي وتضييق جديد بحق الصحفيين العاملين في مناطق سيطرة قسد".

مشيراً إلى إن "الغاية من تأسيس اتحاد الإعلام الحر منذ البداية كان توجيه الصحفيين بما ينسجم مع أجندات وسياسات الإدارة الذاتية والحزب الحاكم (PYD) بشكل غير مباشر عبر تنظيم حملات إعلامية ضد المعارضين والمضادة لتركيا والفصائل المعارضة في أثناء الهجمات على مناطق قسد".

 

 

وأشار الصحفي إلى أن "معظم الصحفيين المستقلين استقالوا من اتحاد الإعلام الحر خلال العاميين الماضيين من جراء ضعف دور الاتحاد وعدم قدرته على الدفاع عن حقوق الصحفيين ووقف الانتهاكات بحقهم في مناطق الإدارة الذاتية".

ونظّم الاتحاد خمسة مؤتمرات دورية منذُ تأسيسه وخلالها جميعها بقيت رئاسته محصورة في أشخاص ينتمون لحزب الاتحاد الديمقراطي من العاملين سابقا في الوسائل الإعلامية التابعة لحزب الإدارة الذاتية والعمال الكردستاني.

وقال مصدر مطلع إن "اتحاد الإعلام الحر يدار فعلياً من قبل خلية إعلامية تتكون من قيادات في حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي وكوادر من حزب العمال الكردستاني ولا يمكنه إصدار قرار دون الرجوع للأخير".

وتعرض رؤساء في الاتحاد للتوبيخ مراراً من قبل خلية الإعلام من جراء إصدارهم بيانات خجولة حول انتهاكات ارتكبت بحق الصحفيين من قبل الشبيبة الثورية والقوات الأمنية بعد ضغط وانتقادات واسعة من قبل الأعضاء المستقلين داخل الاتحاد.

ويقول صحفي من مدينة عامودا لموقع تلفزيون سوريا إن الإدارة الذاتية عمدت مؤخراً إلى التضييق الممنهج ضد الصحفيين المستقلين والمؤسسات الإعلامية المحلية غير التابعة والموالية لها.

وأشار الصحفي إلى أن هذا التضييق شمل حصر تغطية الأحداث المهمة بالوسائل الإعلامية التابعة للإدارة الذاتية وبأشخاص موالين للسلطة وكذلك عدم منح المهمات الصحفية وتأخيرها بحجج وذرائع عديدة.

انتهاكات واسعة بحق الصحفيين في مناطق قسد

وزادت حدة التضييق على الناشطين والصحفيين في منطقة الإدارة الذاتية والتي شملت إجراءات من قبيل إيقاف صحفيين وخطف آخرين والاعتداء عليهم بالضرب ومصادرة أموالهم وأجهزتهم الشخصية وسحب رخص من بعض المؤسسات الإعلامية.

وأوقفت الإدارة الذاتية مصور وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، مطلع العام الجاري، دليل سليمان عن العمل بعد تصويره لمشاهد جوية تُظهر حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي.

واعتقلت استخبارات "قسد" في شهر شباط الفائت، ثلاثة صحفيين من محافظة الحسكة وهم صبري فخري، ودارا عبدو وأحمد صوفي والذين يعملون لصالح شبكة "ARK" التي تبث برامجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتتبع لـ "الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا" أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض.

وتشهد مناطق سيطرة "قسد" انتهاكات واسعة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إذ أوقفت الإدارة الذاتية عمل قناة "كوردستان "24 العام الفائت وأوقفت شبكة روداو الإعلامية في مناطقها في 5 شباط الجاري بعد يومين من تعرض طاقم القناة للخطف والتعذيب من قبل استخبارات "قسد" بمدينة القامشلي.