
رفعت "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا العلم السوري الجديد، على جميع مؤسساتها ومرافقها بعد أيام على سقوط النظام السوري، وجاء هذا القرار بعد اجتماع ما يسمى بـ "مجلس الشعوب الديمقراطي"، الذي أصدر بياناً يؤكد أن سكان المنطقة جزء من المكونات السورية الأصيلة.
وأوضح البيان أن "هذه الخطوة تأتي في إطار مرحلة جديدة من تاريخ سوريا، إذ يشكل علم الاستقلال رمزاً لتطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة والوحدة الوطنية". وأشار المجلس إلى أن هذه المبادرة "تسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية بعد سنوات من القمع والتهميش التي فرضها النظام السوري على الشعب".
من جهته أكد "مجلس الشعوب الديمقراطي" التزام "الإدارة الذاتية" بتمثيل تطلعات الشعب السوري بكل مكوناته والعمل على تحقيق العدالة والمساواة. وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب توحيد الجهود لبناء سوريا ديمقراطية تضمن حقوق جميع مكوناتها.
تاريخ العلم ورمزيته
أعادت المعارضة السورية العلم الأخضر ذا النجمات الثلاث ليرفرف من جديد في مختلف أنحاء البلاد، معلنة إسقاط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، وشكلت هذه اللحظة حدثاً تاريخياً أعاد للعلم رمزيته التي ارتبطت بالاستقلال والمقاومة.
وظهر العلم لأول مرة في 1 كانون الأول 1932 في دمشق، خلال فترة الاستعمار الفرنسي، واستُخدم رسمياً مع استقلال سوريا عن فرنسا في 17 نيسان 1946. نص دستور عام 1950 على تصميمه بثلاثة ألوان: الأخضر والأبيض والأسود، مع ثلاث نجمات حمراء خماسية في منتصفه، رمزت في البداية إلى حلب ودمشق ودير الزور، ثم شملت جبل الدروز وسنجق اللاذقية بعد ضمّهما إلى سوريا عام 1936، لكنه استُبدل عام 1963 بعلم جديد أقرّه حزب البعث.
يمثل علم الثورة امتداداً لتاريخ النضال السوري، وبالرغم من شهوده مراحل مختلفة بين الاعتماد والإهمال، لكنه ظل حاضراً في وجدان السوريين، لا سيما في العقد الأخير. يمثل العلم اليوم رؤية جديدة لسوريا ما بعد الأسد، ويُعتبر رمزاً لتوحيد السوريين تحت مظلة الاستقلال والحرية.