icon
التغطية الحية

الأولى من نوعها.. قرية سكنية مخصصة للمكفوفين شمالي إدلب | صور

2022.04.11 | 08:15 دمشق

photo_2022-04-11_07-49-20_2.jpg
قرية النور للمكفوفين (خاص تلفزيون سوريا)
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

نجح وسيم رحمون، المهجر من قرية "بسقلا" جنوبي إدلب بعد إقامة دامت سنة ونصفا في خيمة ضمن منطقة "كفرلوسين" بريف إدلب، في الحصول على شقة سكنية مسقوفة، ضمن معايير تؤمن مستوى معقولاً من الخدمات، وتناسب ظرفه الخاص.

"رحمون" وهو رب أسرةٍ "كفيف" ولديه ثلاثة أطفال، استفاد من مشروع يؤمن شققاً سكنية، بعد أن تقدم بطلب تسجيل وكان من المقبولين، يتحدث لموقع تلفزيون سوريا عن فرق كبير بين حياة الخيام والاستقرار في الشقة السكنية، وخاصةً له على اعتبار أنه كفيف ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.

وافتتحت جمعية الضياء الإنسانية بدعمٍ من جمعية بصائر الخيرية ـ الكويتية، قرية "متكاملة للمكفوفين في الشمال السوري" في منطقة "الكمونة" شمالي إدلب، أواخر شهر آذار الماضي، ضمن حفل جمع القائمين على العمل مع العائلات المستفيدة.

وقرية "نور للمكفوفين" هي القرية الأولى من نوعها في إدلب المخصصة لفئة المكفوفين، ومجهزة لـ 120 عائلة، إلا أنّ المرحلة الأولى منها تستقبل 60 عائلة فقط، وباقي الشقق السكنية في التجهيز، بحسب القيّمين على المشروع.

 

 

"الخلاص من الطرق الوعرة"

السير على طريق مستوية، قد يكون تفصيلاً بسيطاً لدى البشر، إلا أنّ لدى "المكفوفين" يعتبر شيئاً هاماً ويوفر عليهم الكثير من المشقّة، وهو ما تحدّث عنه "رحمون".

ويقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "أكثر ما كنا نعاني منه في حياة الخيمة كـ"كفيف" هو التنقل ضمن الطرق والأزقّة الوعرة التي تعرضنا لحوادث ومشكلات، لكن من خلال ما تؤمنه الشقة الجديدة تجاوزنا مختلف المصاعب".

بينما حاتم الحميد، وهو والد لمكفوف، تسلّم شقة من قرية "النور"، يلفت إلى حجم التباين بين سكن المخيم العشوائي والقرية السكنية، على ولده "محمد" الذي فقد بصره بقصف جوي روسي.

يقول "الحميد" لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "الإقامة في مخيم تغيب فيه الطرقات المستوية والبنى التحتية شاقة على حالة كفيف مثل ابنه محمّد، فالتنقّل ومحاولة الخروج من الخيمة تحتاج إلى مساندة دائماً".

ويتطلع "الحميد" إلى توسعة في الشقة الممنوحة لعائلته الكبيرة حتى يتخلصوا نهائياً من حياة الخيام وينتقلوا إلى الشقة الجديدة، إلا أنّ في الوقت الحالي، على اعتبار أن الشقة غرفة واحدة، سينتقل ولده "محمد" مع عائلته فقط للإقامة فيها.

ما مميزات القرية؟

مصطفى الزيادي، وهو المدير التنفيذي في الداخل لـ"جمعية الضياء الإنسانية" (الجهة المنفذة للمشروع)، يقول في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "القرية تؤمن شقة سكنية للمكفوف وعائلته، مؤلفة من غرفة ومنتفعات، إلى جانب ملعب للأطفال ومسجد ونقطة طبية ومحال تجارية وشبكة صرف صحي ومياه".

وتأتي أهمية المشروع من كونه يخلّص هذه الفئة الضعيفة اجتماعياً من حياة المخيمات، أو يوفر على المستفيدين إيجار منزل، ويؤمّن مسكناً مجانياً يوفّر الخدمات الرئيسية.

وفي مرحلة لاحقة، يشير "الزيادي" إلى أنّ "المحال التجارية ضمن سوق صغيرة داخل قرية، سيفتتحها قاطنو القرية من المكفوفين ويطلقون أعمالهم الخاصة بعد خوض تدريب يمكنهم من دخول سوق العمل".

ويوضح أنّ "المشروع زوّد شقق المكفوفين بأرضية نافرة، إذ يستطيع الكفيف السير على بلاط نافر دون مساعدة أحد والتحرّك داخل الشقة، سواء إلى المطبخ أو الحمّام، وكذلك بعلامة وواجهة نافرة تميز كل شقة عن الأخرى، تمكّن الكفيف من تمييز شقته بحرفٍ خاص به منقوش على باب الشقّة".

 

 

"فئة مهضومة الحقوق"

للوقوف على واقع فئة المكفوفين في منطقة شمالي غربي سوريا، تحدّث محمد جبارة رئيس "الجمعية العامة للمكفوفين" لموقع تلفزيون سوريا عن تراجع الاهتمام والمشاريع المانحة لفئة المكفوفين إلى حدٍّ كبير في المنطقة، رغم امتلاكها قدرات كبيرة على التغيير وتحسين واقعها ذاتياً.

يقول "جبارة"، إنّ "المنطقة تفتقر لمشاريع تهتم بفئة المكفوفين وخاصةً المشاريع التعليمية التي تؤمّن لهم فرصاً تدريبية مهنية، عبر مراكز خاصة، لدخول سوق العمل ضمن حرف ومهن معينة كالنقش على الزجاج وصناعة القشّ وغيرها من الحِرف".

وتعتبر "الجمعية العامة" من المؤسسات الفاعلة في مجال دعم فئة المكفوفين في الشمال السوري، إلا أنّها تشتكي من غياب المنح التي تساعدها على إطلاق مشاريع تنموية تستهدف المكفوفين على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم، بحسب "جبارة".

ويقدّر محدثنا "جبارة" وجود قرابة 3 آلاف مكفوف في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، بحسب إحصاءات أجرتها الجمعية، يحتاجون إلى تأهيل ورعاية.

وفي ظل غياب الدعم، يقتصر نشاط الجمعية العامة للمكفوفين على النشاطات الترفيهية، التي تأتي أهميتها وفقاً لـ"جبارة" للفت انتباه العالم لوجود هذه الفئة، آملاً أن تتحرك الجهات المانحة لإطلاق مشاريع تنموية قريبة في المنطقة.