icon
التغطية الحية

الأمم المتحدة رصد مئات حالات السل في شمال غربي سوريا

2020.11.19 | 08:46 دمشق

maxresdefault.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت الأمم المتحدة إنها رصدت بين تموز من العام 2019 وحتى أيلول الماضي مئات حالات السل في شمال غربي سوريا، في حين ما زالت التحديات وبعض الأدوات مفقودة للتنفيذ الأمثل لاستراتيجية القضاء على المرض، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية.

وأوضحت منظمة "الأوتشا" التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها، أن السل المقاوم للأدوية المتعددة، والذي يتطلب علاجاً أكثر تعقيداً من السل الحساس للأدوية، يعتبر أحد أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق رؤية عام 2020 لإنهاء مرض السل.

وأكدت المنظمة، أنه منذ تموز الماضي تم الإبلاغ عن زيادة في الحالات المكتشفة للإصابة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة في شمال غربي سوريا، حيث بلغ مجموعها 12 حالة.

وأشارت أن الأدوية اللازمة لبدء علاج هذه الحالات لا تزال نادرة، ونتيجة لذلك يعاني العديد من مرضى السل في شمال غربي سوريا من تدهور في حالتهم الصحية العامة، بما في ذلك مريض يدعى حسام، ويبلغ من العمر 18 عاماً، لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى العلاج الفعال.

وبينت المنظمة أن حسام أصيب بمرض السل في سن 15 عاماً، نتيجة الظروف التي واجهها خلال الحرب، كتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعرض للنزوح الجماعي، ويمثل الوصول لأدوية السل تحدياً لحسام ومعظم المدنيين في شمال غربي سوريا، بسبب ضعف النظام الصحي، فضلاً عن إغلاق أكثر من نصف المرافق الصحية بسبب تزايد الأعمال العسكرية.

وأضافت أن هذه الظروف أدت إلى عدم اكتمال العلاج وعدم انتظام تناول أدوية السل، ما سبب تدهور حالة حسام الصحية ووفاته في تشرين الأول الماضي.

وذكرت المنظمة أنه تم تشخيص إصابة أخت حسام، البالغة من العمر 32 عاماً، بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة، وتمكنت من عبور الحدود نحو تركيا، على أمل الحصول على بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك"، كي تتمكن من تلقي العلاج في المستشفيات التركية حتى لا تواجه مصير شقيقها.

 

ما هو مرض السل والسل المقاوم للأدوية؟

يصيب مرض السل الرئتين، ويمكن أن يصل لأجزاء أخرى من الجسم مثل الدماغ، الكلى أو الحبل الشوكي، وتسبب الإصابة به عدوى بكتيرية تعرف باسم "المتفطرة السلية"، وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق القطرات المعلقة في الهواء الناتجة من سعال أو عطاس الشخص المصاب.

وابتكر لقاح يساعد على الوقاية من العدوى السلية في فرنسا بين عامي 1905 و1921، واستخدم على نطاق واسع بعد الحرب العالمية الثانية، وأظهرت العديد من الدراسات فعاليات هذا اللقاء في الوقاية من مرض السل، بينهما أظهرت دراسات أخرى وجود كثير من الإصابات رغم أخذ اللقاح سابقاً.

إلا أن معظم دول العالم ألغت برنامج التطعيم الروتيني للقاح السل، وتعتبر سوريا الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي ما زالت تعطي اللقاح، ويعطى لجميع الأطفال تحت سن ثلاث سنوات في مناطق استيطان المرض، مثل جنوب إفريقيا، التي تعتبر البلد الأكثر إصابة بالسل في العالم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو ثلث سكان العالم لديهم ما يسمى "عدوى السل الكامنة"، ما يعني أنهم أصيبوا ببكتيريا السل، لكنهم ليسوا مصابين بالمرض ولا ينقلونه.

ويتعرض الأشخاص المصابون ببكتيريا السل لخطر الإصابة بمرض السل بنسبة 10 %، ويمكن أن يصيب الشخص المصاب ما بين 10 إلى 15 شخصاً آخرين سنوياً.

وينتقل المرض عن طريق الرذاذ المتطاير الذي يحمل البكتيريا، إضافة إلى اللمس واستعمال أشياء شخص مصاب، خاصة الملابس وفرشاة الأسنان ومناشف الغسيل، وغيرها.

أما السل المقاوم للأدوية فإنه يصيب نحو 500 ألف شخص سنوياً، ويتسبب في وفاة 150 ألف حالة في العالم، والعلاجات الحالية المتمثلة في المضادات الحيوية للسل المقاوم للأدوية المتعددة مكلفة تصل حتى 1000 دولار للشخص الواحد، وغالباً ما تكون سامة بسبب آثارها الجانبية الخطيرة.

 

 

اقرأ أيضاً: "الليشمانيا" ينتشر مجدداً في دير الزور وحملة لقاح في هجين