
حذرت الأمم المتحدة من أزمات تواجه عشرات الآلاف من السوريين العائدين حديثاً إلى بلادهم، من جراء افتقار معظمهم إلى المأوى، بالإضافة إلى الفرص الاقتصادية المحدودة.
وبحسب بيان صحفي أصدرته الأمم المتحدة، فقد عاد أكثر من 125 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الفائت. ومع ذلك "لا تملك العديد من الأسر سوى القليل من المأوى والفرص الاقتصادية المحدودة".
ونقل البيان عن ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جونزالو فارغاس يوسا قوله: "حتى ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، فإن الحياة الجديدة للعديد من العائدين في سوريا تعني للأسف النوم محاطين بأغطية بلاستيكية".
More than 125,000 refugees have gone back to Syria since the fall of Assad on 8th December. They did - and continue to do so, daily - full of hope after years in exile.
— Gonzalo Vargas Llosa (@llosa_gonzalo) January 9, 2025
And yet, like for this family, return looks very grim.
In recent weeks, there has been talk in high-level… pic.twitter.com/TJ4Hf5dH2h
وكان يوسا يشير بـ"الكلمات" إلى اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء الفائت وغيره من الدوائر الدولية حول الحاجة إلى "التعافي المبكر" و"إعادة البناء".
وخلال الاجتماع، وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا المرحلة الانتقالية بأنها لحظة "فرص عظيمة ومخاطر حقيقية"، مع بقاء الوضع الإنساني "حرجاً".
ووفقا للأمم المتحدة، يحتاج ما يقرب من 15 مليون سوري إلى الخدمات الصحية، في حين يواجه 13 مليوناً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي. كما نزح أكثر من 620 ألف شخص بسبب ظروف الشتاء.
17 مليون سوري بحاجة للمساعدات
وبحسب البيان الصحفي المذكور، فإن الدمار الذي خلفته 14 عاماً من الحرب في سوريا أصبح الآن أكثر وضوحاً. فبالإضافة إلى 125 ألف نازح، عاد ما يقرب من نصف مليون شخص من النازحين داخل سوريا إلى شمال غربي سوريا بحلول نهاية شهر كانون الأول الفائت.
وبشكل عام، تقدر الأمم المتحدة أن نحو نصف سكان سوريا نزحوا داخلياً، وأن نحو ثلثهم يقيمون في المخيمات. وعلاوة على ذلك، يعتمد نحو 17 مليون شخص حالياً على المساعدات الإنسانية.
في هذه الأثناء، تتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة نحو مليون شخص إلى البلاد في النصف الأول من هذا العام.
منظمة الهجرة تطلق نداءً للمساعدة
ويوم الخميس الفائت، ضاعفت المنظمة الدولية للهجرة نداءها للمساعدات المالية لسوريا، بهدف دعم 1.1 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الستة المقبلة.
ولتلبية النداء، تقول المنظمة الدولية للهجرة إنها تحتاج إلى 73.2 مليون دولار، وهو ما يزيد عن المبلغ الأصلي الذي بلغ 30 مليون دولار والذي طلبته في كانون الأول. وقالت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب في بيان لها: "إن المنظمة الدولية للهجرة ملتزمة بمساعدة الشعب السوري في هذه اللحظة التاريخية حيث تتعافى البلاد من صراع دام ما يقرب من 14 عاماً".
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، سيتم استخدام الأموال لتوفير مواد الإغاثة الأساسية والنقد والمأوى ومساعدات الحماية والمياه والصرف الصحي والنظافة والخدمات الصحية. كما ستذهب الأموال المطلوبة إلى تقديم الدعم للتعافي للأشخاص الذين يتنقلون، بما في ذلك النازحين أو الذين يستعدون للانتقال.