icon
التغطية الحية

الأمم المتحدة: التمويل لا يكفي لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا

2022.05.21 | 10:04 دمشق

6220ac264c59b7549c7f33f0.jpg
شدد غريفيث على أهمية أن تتحول تعهدات المانحين في مؤتمر بروكسل إلى مساعدات فعلية - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارتن غريفيث، إن النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا "أكبر نداء على الإطلاق للأزمة السورية"، مشيراً إلى أن هناك "أكبر عدد على الإطلاق من الأشخاص المحتاجين".

وفي إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سوريا، شدد غريفيث على "أهمية أن تتحول تعهدات المانحين في مؤتمر بروكسل السادس حول سوريا إلى مساعدات فعلية"، داعياً إلى تجديد تفويض مجلس الأمن الدولي لآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وأضاف المسؤول الأممي أن "الافتقار إلى تمويل هذا النداء يعني أننا سنضطر إلى الاختيار بين الأولويات في استجابتنا، وسنضطر إلى اختيار خيارات صعبة"، مشيراً إلى أن "1.9 مليون شخص إضافي قد يسقطون في براثن الجوع بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وآثار الأزمة الأوكرانية".

وأوضح غريفيث أن برنامج الأغذية العالمي "أنذر أنه سيقلص برامجه أكثر في تموز المقبل، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية وتراجع مستويات التمويل، ما يؤدي إلى نتائج كارثية على الشعوب التي تعول على مساعدة البرنامج".

وأكد على أن "الوقت جوهري بالطبع، ولذلك فإن التعهدات السخية التي أعلن عنها في بروكسل يجب أن تحول في أسرع وقت ممكن إلى مساعدات فعلية".

المساعدات الإنسانية

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قال وكيل الأمين العام إنه سيستمر في "جهود لتوسيع النفاذ الإنساني عبر الخطوط"، موضحاً أن الأمم المتحدة تخطط لإرسال بعثة عبر الخطوط إلى رأس العين لتوفير المعدات الطبية بما في ذلك اللقاحات الأساسية والأدوية.

وذكر غريفيث أنه "في 16 أيار الجاري، وفّرت القافلة الرابعة عبر الحدود مساعدات غذائية لأكثر من أربعين ألف شخص في شمال غربي سوريا"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة "تعمل حالياً على آلية إرسال القافلة الخامسة وفقاً للخطة التي كنا قد اتفقنا عليها، لإرسال القوافل عبر الخطوط إلى شمال غربي سوريا. وقد تم تمديد مهمة تنفيذ هذه الخطة، التي تركز على تنفيذ خطط عبور القوافل المشتركة بين الوكالات، عبر الخطوط، إلى المجتمعات في محافظتي إدلب وحلب، حتى كانون الأول المقبل".

وأوضح أنه "كما هو معلوم، فقد سمح مجلس الأمن للأمم المتحدة وشركائها بتقديم المساعدة عبر الحدود، ولكن تنتهي مهلة هذا الإذن بعد ستة أسابيع"، مشيراً إلى أنه "من هنا تأتي أهمية أن نمدد إمكانية العبور عبر الخطوط".

وأكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية على أن "العمليات عبر الخطوط لا يجب أن تستبدل بأي شكل عمليات عبور الأمم المتحدة عبر الحدود، وعدم تجديد هذه الأذون سوف يضع حداً للمساعدات المنقذة للحياة التي نقدمها لمن يعيشون في شمال غربي سوريا بمن فيهم أكثر من مليون طفل".

مياه الشرب الآمنة

وعن وضع المياه في سوريا، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن نحو 5.5 ملايين شخص في سوريا يعولون على مياه الفرات وروافده لتأمين مياه الشرب، مشيراً إلى أن "هيئة سد تشرين حذّرت من أن السد لا يعمل سوى ست ساعات في اليوم بسبب انخفاض منسوب المياه، مما يضر بتوفير المياه والكهرباء".

وشدد غريفيث على أن "الإمداد الموثوق به من الكهرباء يعد أمراً بالغ الأهمية للخدمات الأساسية وسبل العيش وتقديم المساعدات"، مشيراً إلى أنه "بدون مضخات الري الكهربائية لا يمكن دعم المستشفيات والخدمات الحيوية الأخرى، ويجب على السكان شراء مياه الشرب، مما يزيد من تآكل قدرتهم الشرائية".

وذكر المسؤول الأممي أن "محطة مياه علوك تستمر في العمل بشكل متقطع، وتوقف الضخ عدة مرات خلال الشهر الماضي بسبب نقص الكهرباء، مما أدى إلى محدودية تدفق المياه، في حين توصل مدينة الحسكة إمدادها بالمياه بوساطة الشاحنات"، مشدداً على أن ذلك "ليس حلاً مستداماً".

مخيم الهول

وعن مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، قال المسؤول الأممي إنه حتى الآن في العام 2022، تم الإبلاغ عن 13 جريمة قتل، وأربع محاولات قتل في المخيم.

وأشار إلى أن حادثة يوم 10 أيار الجاري استهدفت مركزاً لمنظمة غير حكومية دولية، مضيفاً أنه نتيجة لذلك، عُلقت كل أنشطة المرحلة الخامسة من الاستجابة، إلى أن تتم كفالة سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني.

وأوضح غريفيث أن "الوضع في مخيم الهول أمر مخزٍ"، مضيفاً أن "56 ألف مدني يعيشون هناك، الغالبية العظمى منهم نساء وأطفال، وما يقرب من 10 آلاف طفل وأمهاتهم في الشمال الشرقي محتجزون في السجون وفي مخيمات تشبه السجون".

وأكد المسؤول الأممي على أنه "من هنا ينبغي أن نتحرك بشكل حاسم، فلا يفترض احتجاز الأطفال لمجرد ارتباطهم المزعوم بجماعات مسلحة"، مشدداً على أنه "يجب إطلاق سراحهم، إنهم بحاجة إلى الحماية والخدمات الأساسية، إنهم بحاجة إلى حياة أسرية".