icon
التغطية الحية

الأضرار البيئية تهدد مستقبل سوريا ما بعد الحرب

2021.03.03 | 13:01 دمشق

000_1wo6hm.jpg
صهريج مياه شرب للمدنيين اقامته إحدى المنظمات الإنسانية في محافظة الحسكة - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

بعد ما يقارب عقداً من الصراع، بدأت الأضرار التي لحقت بالبيئة السورية تظهر كمأساة مدمرة أخرى، وإن كانت أقل وضوحاً، من مخلفات الحرب العسكرية ونيرانها.

ووفق تقرير لموقع "world politics review"، المختص بنشر تحليلات الخبراء في مجالات البيئة، فإن "التربة والمياه الملوثتين تؤديان إلى تفاقم المعاناة الشديدة للمدنيين، وتقويض قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتهديد مستقبل البلاد بعد الحرب".

ونبّه خبراء سوريون ودوليون إلى ضرورة معالجة الآثار البيئية للحرب على وجه السرعة، وإلا ستصبح الأضرار والعواقب الإنسانية المترتبة على ذلك أكثر خطورة.

وقالت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة جورجتاون، مروة الداودي، إن "قوات نظام الأسد وفصائل المعارضة العسكرية والميليشيات الكردية والجماعات الإرهابية مثل داعش، جميعها متواطئة في مستويات متفاوتة من الضرر البيئي".

 

تلوث التربة والهواء

وأضافت الداودي أن "الهجمات على آبار النفط والمصافي والمنشآت الصناعية أدت إلى تلويث تربة البلاد وهوائها ومياهها، علماً أنه في غياب الإدارة البيئية الفعالة يتم إلقاء المواد الكيميائية والنفايات السامة في البحيرات والأنهار".

وأشارت إلى أن " قطاع الزراعة، وهو أحد أعمدة الاقتصاد السوري قبل الحرب، انكمش بأكثر من 40 % من حيث القيمة الحقيقية".

ولفت التقرير إلى ما وصفه بـ "تسليح المياه"، حيث إن "الجهات الحكومية وغير الحكومية حاولت اكتساب ميزة عسكرية من خلال استهداف الخزانات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، أو عن طريق تحويل موارد المياه أو تكديسها".

 

الافتقار إلى مياه الشرب الآمنة

ونقل التقرير عن بيانات الأمم المتحدة أن حوالي 15.5 مليون سوري، أي أكثر من 90 % من السكان داخل سوريا، يفتقرون إلى مصادر مياه الشرب الآمنة، ما يزيد من مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المعدية.

وفي هذا السياق، أشار ويم زويغنينبيرغ، مدير البرامج في منظمة "PAX" غير حكومية، ومقرها هولندا، إلى أن "سكان سوريا يواجهون مخاطر عدة، من مصادر المياه الملوثة والتلوث والمواد الكيميائية السامة وصولاً إلى فقدان التنوع البيولوجي والتربة المتدهورة".

 

القدرة على مواجهة تغير المناخ

وأوضح زويغنينبيرغ أن "التأثيرات البيئية للحرب يمكن أن يكون لها أيضاً عواقب ضارة على قدرة الدولة على مواجهة تغير المناخ"، كاشفاً أن "25 % من غطاء الأشجار في سوريا قد اختفى خلال الحرب ومعها، اختفت مصارف الكربون المهمة".

وأضاف أن "هذه الخسارة تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية المحلية، مع جعلها أقل تنوعاً وقدرة على الصمود، ما يجعل السوريين أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك تآكل التربة والجفاف وأنماط الطقس المتطرفة".

وختم التقرير بالقول إن "استهداف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنفايات والطاقة هو سلاح حرب منتشر بشكل متزايد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

 

 

اقرأ أيضاً: 140 إصابة سرطانية بقرية في ريف حماة بسبب "الإسمنت"