icon
التغطية الحية

الأسد يكبّل اللجنة الدستورية ويغازل روسيا: أنقذتمونا من الخطر

2020.10.05 | 15:06 دمشق

sdf56.jpg
بوتين يحضن الأسد خلال زيارته إلى موسكو- 21 تشرين الثاني 2017 (وكالات)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

وجد رئيس النظام بشار الأسد، في دخول التدخل الروسي في سوريا -قبل أيام- عامه السادس، مناسبة للظهور عبر لقاء تلفزيوني ليرسل عبارات الشكر لموسكو، خافضاً جناح الاعتزاز بقواته وأجهزته الأمنية، متناسياً من قتل منهم لكي يبقى، إذ ظهر جامعاً لكل كلمة ثناء للجيش الروسي، حتى إن الأسد دعا المواطنين الروس لزيادة فخرهم بجيشهم لما حققه هذا الجيش في سوريا التي يحكمها.

اقرأ أيضاً: حملة للتذكير بمجازرها.. خمس سنوات على تدخل روسيا في سوريا عسكريا

 ومن قناة "زفيزدا" التلفزيونية التي تعد منبراً لوزارة الدفاع الروسية، أكد الأسد أن تدخل الجيش الروسي في سوريا أنقذه ونظامه من الخطر، مجدداً في الوقت ذاته، اتهام أميركا والغرب ودولاً عربية بالوقوف إلى جانب السوريين الذين انتفضوا ضد نظامه، وطمعاً في تحقيق الحرية والعدالة.

الأسد لم يغفل في مقابلته تجديد تصريحاته المقيّدة لعمل "اللجنة الدستورية"، التي تعد وفق مفهوم الأمم المتحدة السبيل للوصول إلى حل سياسي ينهي حالة الحرب في سوريا، وتعبّر تصريحات الأسد في كل مرة عن اللجنة الدستورية، عن عدم إيمانه إلا بالحل العسكري وإراقة الدماء.

عصي الأسد في عجلات اللجنة الدستورية مجدداً

ليس جديداً على بشار الأسد إطلاقه تصريحات يُفهم منها إصراره على وضع العثرات أمام عمل اللجنة الدستورية في جنيف، إلا أن كلامه للقناة الروسية، أمس الأحد، يعد تعبيراً عن ما لم يفصح عنه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في ختام الجولة الأخيرة من أعمال اللجنة نهاية آب الماضي، إذ ألمح لافروف إلى الضغوط الأميركية على إيران التي تعد طرفاً في الحل السياسي في سوريا وفق رأيه، كما أشار الوزير الروسي إلى وجود مشكلات بين طرفي اللجنة.

بشار الأسد عبر عن ذلك بشكل مباشر، حين قال إن الوفد الذي يدعمه نظامه لن يناقش، في اجتماعات اللجنة القادمة "قضايا تتعلق باستقرار سوريا"، معبراً بطريقة أو بأخرى أن اللجنة الدستورية تؤدي إلى إضعاف نظامه، لأن أميركا تدعم الطرف المقابل لوفده في هذه الاجتماعات، وفق قوله.

ومما يؤكد عدم جدية بشار الأسد في المضي لتحقيق أهداف عمل اللجنة الدستورية، هو ما قاله مستبقاً اجتماع اللجنة الأخير في 24 من آب الفائت، إذ رفض أي عملية سياسية لا تتوافق مع وجهة نظره ولا يكون طرفاً فيها، مستخدماً عبارة "لن يكون سوى في أحلامهم"، في تأكيد واضح من قبله على رفضه أي مبادرات ومفاوضات سياسية تجري خارج إرادته، ولا يتحكم بمخرجاتها.

حتى إنه بذلك (بشار الأسد)، يقف عكس الموجة الروسية الإيرانية التي تمثلت بلقاء وزيري خارجية البلدين في أيلول الفائت، إذ حمل اللقاء تأكيداً لسعي الدول الضامنة لمسار "أستانا" (تركيا وروسيا وإيران) لتقريب وجهات النظر، والتقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية، لكن الأسد يبدو من خلال حديثه مع قناة وزارة الدفاع الروسية يقف أمام هذه الرغبة بـ"سقف عال" من الطموح.


تبجيل طياري روسيا ومهاجمة أميركا.. الأسد يختصر 5 سنوات من قتل جنود بوتين للسوريين

استهل بشار الأسد بداية حواره مع قناة "زفيزدا" الروسية، بعبارات التغزل والمديح بالطيارين الروس.

حاول الأسد تنقية الصورة العاتمة التي طُبعت في أذهان السوريين حول وحشية القوات الروسية وقصفها لمواقع مدنية، وارتكابها عشرات المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، مدعياً أن الروس انتقوا خلال السنوات الماضية أهدافهم بعناية.

واعتبر الأسد، أن استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية في الأراضي السورية يساعد في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة، وأن القاعدتين الروسيتين الرئيسيتين (حميميم وطرطوس) لهما أهمية كبيرة في هذه المواجهة.

اقرأ أيضاً: قتل ومجازر واعتداءات.. تدخل روسيا في سوريا وصمة عار في تاريخها

ورأى الأسد أن هذا التوازن الدولي بحاجة إلى دور روسيا، وأن سوريا تستفيد من هذا التوازن، لمواجهة ما وصفها بـ "الهيمنة الأميركية في المنطقة".

وفي خضم هجومه على أميركا والغرب ودول عربية، وحديثه عن التوازنات في سوريا والمنطقة، أقر الأسد بأن نظمه كان يواجه "موقفاً خطيراً" قبل التدخل العسكري الروسي، في ظل سيطرة فصائل من المعارضة على مدن وبلدات رئيسية.

THYT5U6767JU567UY.jpg

 

مراقبون يرون أن ظهور الأسد في هذا التوقيت عبر قناة تابعة لوزارة الدفاع الروسية، يأتي ضمن أسلوب موسكو في إظهار الوصاية الكاملة على الأسد ونظامه، خاصة أن وسائل الإعلام الروسية لعبت دوراً مهماً خلال السنوات الماضية في توجيه رسائل من الأسد وله على حد سواء.

كما جرى في نيسان الفائت، حين شكلت مجموعة صحف روسية حلقة ضغط على الأسد حين نشرت تقارير عن فساده هو وحكومته، مثلت رسالة له لتراخيه في إنجاز الاتفاقات مع موسكو.

ولعل قناة "زفيزدا" التي خصها الأسد بهذا الحوار في هذا الوقت، هي من أولى القنوات التي التقطت الموقف المهين له في قاعدة حميميم نهاية 2017، حين منعه العسكر الروس من اللحاق بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي كان يزور القاعدة حينئذ.