icon
التغطية الحية

الأزمة المعيشية في سوريا تحرم الأطفال من "الخرجية"

2023.06.05 | 10:16 دمشق

الأزمة المعيشية في سوريا تحرم الأطفال من "الخرجية"
أم وأطفالها في أحد شوارع العاصمة دمشق ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

حُرم الأطفال في دمشق من تقليد (الخرجية) المتوارث عبر الأجيال وهو مبلغ مالي يحصل عليه الطفل يومياً ليشتري به ما يريد سواء من البسكويت والشوكولا أو الشيبس والمثلجات، فلم يعد مبلغ  ألف ليرة يشتري شيئاً جيداً للطفل، رغم أن تأمين هذا المبلغ يومياً شبه مستحيل للأطفال في كثير من الأسر خاصةً الموجود فيها أكثر من طفل.

"الخرجية" مصروف لا تقدر عليه العائلات السورية

يحاول بعض ذوي الأطفال الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا، منع أطفالهم من المغريات الموجودة بالمحال، ويقول أبو المجد وهو أب لطفلتين، إنه عندما يمر من أمام المحال التي تضع أكياس الشيبس في الخارج، يحاول "التحايل على ابنتيه لصرف انتباههما منعاً من طلبهما شراء أي شيء، حيث أحاول أن أجعل تلك المشتريات مرتبطة بإنجازات خاصة أو مناسبات معينة، ولم تعد مرتبطة بالمصروف اليومي".

لا ينكر أبو المجد تعرضه للإحراج عندما يقرر الشراء لابنتيه، ويقول "عندما أصطحبهما للشراء تقريباً مرة في الأسبوع، تكون والدتهما قد اتفقت معهما على شراء شيء واحد فقط منعاً لأي إحراج، لكن عند الدخول للمحل تبدأ الفتاتان بالبحث والاختيار ومع كل خيار أسأل البائع عن السعر في حال كان فوق الـ1500 ليرة أقوم بإرجاعه وأطلب منهما البحث من جديد حتى تجدا ما يناسب المبلغ المرصود وهو 3000 ليرة، وفي بعض الأحيان تخرج الفتاتان باكيتين لعدم قدرتي على شراء ما ترغبان به".

الشراء بمبلغ 1500 ليرة لكل طفلة أمر صعب وليس سهلا ويسبب الإحراج لـ"أبو المجد" وغيره نتيجة ارتفاع أسعار "الأكلات الطيبة" كما تسمى. يقول أبو عدنان وهو أب لثلاثة أطفال، إن "أقل سعر لبسكويتة أو شيبس أو مثلجات هو 2000 ليرة، وما دون ذلك يكون بنوعيات سيئة أو بحجم صغير جداً، فهناك بعض أكياس الشيبس بـ1000 ليرة فيها نحو 5 – 7 حبات فقط من نوعية طعمها سيئ، وكذلك البسكويت الذي لا يتجاوز حجم القطعة منه حجم إصبع اليد.

لو أراد أبو عدنان إعطاء أطفاله يومياً مبلغاً وسطياً 1500 ليرة يحتاج إلى 4500 ليرة أي 135 ألف ليرة شهرياً، بينما دخله الشهري بالكاد يصل إلى مليون ليرة على حد تعبيره وهو يعمل بمهنة البناء، وفي أغلب الأحيان لا يعمل.

حيل مخيفة

من إحدى الأساليب التي تتبعها أم فراس ولديها طفل وطفلة بعمر 5 و7 سنوات على التوالي، هي إقناعهم أن تناول "الأكلات الطيبة والبوظة" يومياً سام ويسبب مشكلات في النمو، حتى إنها راحت تقنعهم بأن بعض الأطفال توفوا نتيجة تناولهم لهذه المأكولات يومياً.

منتجات مجهولة الهوية في السوق

أصحاب محال التقاهم الموقع، أكدوا أن مبيعات "الأكلات الطيبة" انخفضت كثيراً خاصةً بعد أن وصل سعر كيس الشيبس الجيد نوعاً ما إلى 3 آلاف ليرة والبسكويتة أو الشوكولا من النوعيات الوسط إلى 2000 ليرة والبوظة بين 1500 – 3000 ليرة، والمرطبات الصغيرة بين 1500 – 2500 ليرة، وهذه الأسعار لا تتيح لذوي الأطفال الإمكانية لمنح أطفالهم مبالغَ يومية (خرجية) تغطيها.

يشير أصحاب المحال إلى أنهم باتوا يتجهون لشراء نوعيات متدنية كثيراً لا يتجاوز سعرها الألف ليرة لتلبية مستوى القدرة الشرائية لبعض الأسر، بينما حتى هذه النوعيات لا تستطيع كثير من الأسر تأمينها لأطفالها سواء يومياً أو أسبوعياً، في حين اختفت الكثير من النوعيات المعروفة لعدم قدرة المعامل على إنتاجها بسعر يناسب القدرة الشرائية بعدما انخفض الطلب عليها.

واتجه أصحاب بعض المحال لبيع الشيبس (المقرمشات) أو البسكويت والشوكولا الفرط، وهي مواد غذائية مجهولة الهوية وتاريخ الصنع، لكن بات الإقبال عليها كبيراً الفترة الأخيرة نتيجة قدرة رب الأسرة على التحكم بالمبلغ الذي سيشتري به للأطفال.