icon
التغطية الحية

الأزمات تفاقم ظاهرة التحرش بالأطفال والنساء في اللاذقية

2021.07.28 | 06:26 دمشق

26731656_1925168160829873_339430172642220473_n.jpg
حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

"قبل سنوات غير بعيدة كنا نظن أنهم بمأمن عن الطامعين، وأن الجميع يستوي فى النظر إليهم كنموذج للبراءة، لا يمكن لهذا الجسد الصغير أن يثير شهوة، لكن كابوسا أيقظنا على واقع بات مختلفا جدا عما تربينا عليه، وأشعل في قلبي نارا تتوهج كلما نظرت إلى طفلي الذي تعرض لمحاولة اغتصاب".

كان من الصعب على إبراهيم (37) عاما من سكان مدينة اللاذقية أن يسرد ما تعرض له ابنه الأكبر محمد، لكن رغبته بتحذير الناس أقنعته بالحديث.

يقول إبراهيم في حديث لموقع تلفزيون سوريا:" كان يوما عاديا، استأذنني ابني ذو 9 أعوام للعب مع رفاقه في حديقة قريبة من منزلنا، لكن في ذلك اليوم تم استدراجه من قبل رجل أربعيني بحجة مساعدته في حمل "بيدونات ماء" وحاول سحبه إلى منزله وإدخاله عنوة".

ويتابع بصوت متقطع:" حاول هذا الذئب البشري اغتصاب ولدي الذي قاومه بجسده وبالصراخ وأحمد الله أنه استطاع الهرب بعد أن خاف المعتدي من تجمع الجيران وجاء إلينا باكيا ليروي ما حصل".

لا تبدو قصة طفل إبراهيم كثيرة الغرابة في مجتمع يعاني انتشار الفقر وانتشار المخدرات وغياب المحاسبة، ورغم أن حوادث التحرش بالأطفال كانت نادرا ما تحكى في اللاذقية لكنها اليوم باتت أمرا واقعا يحذر منه.

في حادثة مشابهة نشرت صفحة محلية في مدينة جبلة تسمى "جبلة لقش على الطبلية" رسالة وصلتها من شاب يدعى محمد صبحي خضورة يروي فيه حادثة مشابهة كان شاهدا عليها بنفسه لفتاة تبلغ من العمر 13 عاما تحرش بها رجل كبير في العمر وحاول الاعتداء عليها، ودعا جميع الأهالي إلى التيقظ وعدم ترك أبنائهم في هذه الأيام.

تقول يارا يحيى وهي اختصاصية في علم الاجتماع تقيم في مدينة أنطاكية التركية إن التحرش يزداد في المجتمعات التي تعاني من تفكك أخلاقي وتعيش أزمات نفسية وأخلاقية وهي تتفاوت بحسب شدة القوانين ونظرة المجتمع للمتحرش عليه.

وتؤكد "يحيى" أن منح الثقة للأبناء ليتكلموا عن كل ما يتعرضون له أمر ضروري لحماية الطفل، كما نبهت إلى ضرورة عدم ترك الأطفال الصغار لوقت طويل بمفردهم حتى ولو كانوا عند أقرباء لهم، وشددت على ضرورة شرح فكرة أجزاء الجسم للطفل التي يمنع على أي أحد لمسها وضرورة إخبار العائلة بأي أحد يحاول إيذاءه.

تحرش بالنساء:

في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك تحولت حادثة تحرش بفتاة عشرينية على كورنيش مدينة جبلة جنوبي اللاذقية إلى مشاجرة كبيرة سقط فيها جرحى.

بدأت المشكلة بحسب ما روت مصادر في المدينة لموقع "تلفزيون سوريا" بصراخ إحدى الفتيات عقب تحرش شاب جسديا بها مستغلا الازدحام، ليتحول الأمر إلى مشاجرة كبيرة بين الشاب وأشخاص حاولوا الدفاع عن الفتاة.

تقول عبير وهي من مدينة جبلة إن المشكلة في مسألة التحرش هي أن الفتاة تقع غالبا بين أمرين كلاهما صعب، فالأول السكوت عن الأمر وعدم الدفاع عن حقها، والثاني هو عدم السكوت وهنا تخاف الفتيات من تحول الأمر لمشكلة كبيرة كما حدث على الكورنيش ويكثر حديث الناس، وفي بعض الأحيان تتعرض لكلام غير جيد من المجتمع والأهل الذين يلومونها أحيانا بدل المتحرش.

تضيف الشابة الثلاثينية:" للأسف حوادث التحرش للفتيات في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة أصبحت شبه روتينية، على الكورنيش البحري الذي يفترض أن يكون متنفسا للناس تسمع الفتاة الكثير من العبارات المسيئة المنافية للأخلاق، البعض يستغل الازدحام ليتحرش جسديا، وآخرون أكثر جرأة يقومون بالأمر بشكل علني لاسيما في ساعات الصباح حين تكون الحركة قليلة و يستغلون الدرجات النارية للتحرش والهرب ".

السرافيس والأفران عاملان مساعدان:

نور وهي طالبة جامعية من ذات المدينة قالت في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا" بعد أن اشترطت عدم ذكر اسمها الكامل إن حوادث التحرش الأكثر انتشارا باتت تتعرض لها الفتيات في وسائل النقل وأوضحت:" منذ أزمة المحروقات التي بدأت قبل سنوات باتت السرافيس والباصات تمتلئ بشكل كبير حتى إن السائق لا يبدأ رحلته إلى اللاذقية قبل أن يضع 4 ركاب في الصف الذي لا يتسع إلا لثلاثة فقط، والمشكلة في الأمر أنه في مثل هذه الحالات تجبر الفتاة في بعض الأحيان أن تكون ملاصقة لأحد الرجال بشكل كبير بسبب عدم التزام السائق بالعدد أو تخصيص مقاعد في هذه الحالات للنساء فقط.

تضيف نور: "في مثل هذه الحوادث تكون حوادث التحرش عالية جدا وفي الكثير من الرحلات تحول الأمر إلى مشاجرات داخل السرفيس بسبب محاولة البعض التحرش جسديا بالفتيات، البعض يصمت لكن المشكلة الأكبر هو إصرار وسائل النقل على جعل المرأة فريسة سهلة للمتحرشين".

بحسب استطلاع رأي عدد من الشابات والفتيات في اللاذقية زادت حالات التحرش والمواقف التي يتعرضن لها، واللافت في حديث الفتيات أن بعضها يقع في دوائر تعليمية مثل جامعة تشرين وعلى الأفران خصوصا.