icon
التغطية الحية

اكتشاف نقود عربية داخل كنز للفايكنغ في السويد

2020.11.26 | 12:46 دمشق

2ec2b59f-831c-454b-9f58-7f409a74ef9b.jpg
اكتشاف نقود عربية في السويد - صورة من الانترنت
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قبل أن يصبح للعرب حضور واسع في السويد وتصبح الجالية العربية أكبر الجاليات الأجنبية، كان الفايكنغ قبل 1000 عام، يسافرون إلى بلاد العرب والمسلمين في الشرق من أجل التجارة، وتعد آلاف القطع النقدية الفضية العربية التي تحويها كنوز الفايكنغ في السويد والتي يتكرر اكتشافها بين الحين والآخر خير دليل على ذلك الحضور والنشاط التجاري الكبير. 

كان آخر هذه الاكتشافات كنز فضي يعود تاريخه لمدة تزيد على 1000 سنة اكتشفه فريق علماء آثار في مزرعة فيك بي هولم بضاحية تابي شمال استوكهولم. الكنز أخفي في جرة مدفونة بأرض المزرعة ووُجد فيها عقود وخواتم فضية وكذلك قطع نقدية فضية منها 5 قطع عربية.

أنتون أملي باحث في علم الآثار والتجارة خلال حقبة الفايكنغ، يقول إن اكتشاف القطع النقدية العربية ضمن كنز الفايكنغ يعتبر أمرا عاديا بالنظر إلى شبكة التجارة الواسعة التي كانت تربط منطقة إسكندنافيا وخاصة ما يعرف اليوم بالسويد ومناطق التجارة الشرقية مرورا بروسيا باتجاه بيزنطا القديمة وبلاد الخلافة، ولذلك نجد تبادلاً واسعاً من خلال القطع الفضية العربية على وجه أخص.

الفايكنغ وهو مصطلح يطلق قديما على شعوب المناطق الإسكندنافية وتحديدا ملاحي السفن والمقاتلين والتجار، كانوا على اتصال وثيق مع الثقافات الأخرى ومن بينها العالم العربي الإسلامي.

وعرف الفايكنغ بالسفر إلى منطقة البلطيق وروسيا من أواخر القرن الثامن إلى القرن 11، ولكنهم وصلوا أيضا إلى شمال أفريقيا والقسطنطينية وصولا إلى بغداد التي أطلقت عليها العديد من الكتابات السويدية اسم السوق العربي الكبير.

لماذا تتركز آثار هذه الاتصالات في القطع العربية فقط؟

أوضح أنطوان أملي أن القطع النقدية العربية كانت شائعة وتعرف إقبالا كبيرا عليها لأنها تحوي كمية عالية من الفضة المركزة، لذلك كانت للقطع العربية شعبية كبيرة.

وتم نقلها من العالم العربي عبر الوديان الروسية حيث انتقل العديد من الإسكندنافيين إلى تلك المنطقة من أجل التجارة وعادوا بكميات كبيرة من النقود الفضية العربية.

كما نجد في التاريخ أمثلة كثيرة عن بعض الإسكندنافيين الذين استقروا لبعض الوقت في بلاد الخلافة لأجل التجارة وأمور أخرى.

وأضاف أنطون أملي أن الإقبال على النقود العربية بالتحديد يعود إلى جودة فضتها العالية إذ تصنع النقود العربية من الفضة الخالصة بنسبة 100% في حين القطع النقدية المصنعة في أوروبا هي خليط من الفضة والمعادن الأخرى.

وتحتل الفضة مكانة في غاية الأهمية بالنسبة للفايكنغ لكونها المادة التي كانت تتداول بشكل كبير بالمقايضات التجارية، ثم إن قيمة القطع النقدية في تلك الحقبة تحسب بوزنها وليس بقيمتها المالية مثل ما هو متعارف عليه اليوم.

والجدير بالذكر أن القطع النقدية العربية التي تم اكتشافها مؤخرا في ضاحية تابي شمال استوكهولم وكانت على شكل قلادات حولها أصحابها للاستعمال كحلي. ويعكف باحثون مختصون في جامعة استوكهولم على دراسة لتحديد مصدرها وتواريخ صدورها.

اقرأ أيضاً: الميليشيات الإيرانية تنقل آثار دير الزور إلى العراق