icon
التغطية الحية

اقتراب الانتخابات التركية.. حظوظ أردوغان تزيد والمعارضة من دون مرشح

2023.01.10 | 17:59 دمشق

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمة ألقاها في ولاية قونية - الأناضول
إسطنبول - إسماعيل درويش
+A
حجم الخط
-A

عقدت الطاولة السداسية، أو طاولة الأحزاب الستة اجتماعها الأول في عام 2023، والعاشر منذ الإعلان عن تشكيلها مطلع العام المنصرم، وهذه الطاولة هي تحالف أحزاب معارضة لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

الطاولة السداسية تضم كلا من حزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال كليتشدار أوغلو، وحزب الجيد بزعامة ميرال أكشنار، وحزب السعادة الذي يرأسه تمل كارامولا أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان، وحزب المستقبل برئاسة أحمد داوود أوغلو، والحزب الديمقراطي برئاسة غولتكين أويصال.

انتخابات المئوية الجديدة

أشهر قليلة تفصل تركيا عن انتخابات مصيرية جدا، سيكون الفائز بها هو الذي يقود تركيا إلى القرن الثاني من عمر الجمهورية التي تحتفل بعيد ميلادها المئة خلال هذا العام 2023م.

100 عام على تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم مصطفى كمال أتاتورك، وأشهر قليلة قبل الانتخابات الأهم، وإلى الآن لم تكشف المعارضة عن اسم المرشح الذي سيواجه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في صناديق الاقتراح.

وفق الأوساط السياسية فإنه من المتوقع أن تجري الانتخابات في 14 أيار\مايو المقبل، أي قبل موعدها بأكثر من شهر، وهذا ما يريده أردوغان بينما تطالب المعارضة بانتخابات مبكرة قبل 6 نيسان\أبريل المقبل.

من يواجه أردوغان؟

الصحفي التركي عبد القادر سلفي، كشف أن المعارضة ستعلن الشهر المقبل عن مرشحها، بينما يدور الاحتمال حول ثلاث شخصيات كل منها له وعليه الكثير، أبرزها أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، الذي يتمتع بشعبية لا بأس بها، فضلا عن المحاكم الذي تواجهه خصوصا الحكم الذي صدر بحقه نهاية العام الفائت بالسجن لمدة سنتين وسبعة أشهر على خلفية اتهامات بإهانة لجنة الانتخابات المركزية، وهي قضية قديمة وقعت أحداثها في 2019 تتعلق بمهاجمة أكرم إمام أوغلو للجنة الانتخابات متهما إياها بالحمق بسبب إلغاء الجولة الأولى من الانتخابات حينذاك.

ومن الأمور التي قد تواجه ترشح إمام أوغلو هو عدم رغبة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بترشح إمام أوغلو، والأمر ذاته ينطبق على رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، حيث سبق أن نصح "كليتشدار أوغلو" كلا من رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، في الاستمرار في عملهما من دون الترشح للانتخابات المقبلة، مع تأكيده على ضرورة أن يكون المرشح المحتمل أحد قادة تحالف الستة.

أما الخيار الثالث فهو نفسه كمال كليتشدار أوغلو، فهو يطالب بأن يكون المرشح حصرا من قادة الأحزاب الستة، ويعد حزبه أكبر هذه الأحزاب ويتزعم المعارضة التركية.

تحديات كبرى

خلال العامين الماضيين كان ملف اللاجئين السوريين هو الملف الأول في برنامج المعارضة الانتخابي، إلا أن حزب العدالة والتنمية تمكن من سحب هذه الورقة من المعارضة، فأعلن بدء تطبيع العلاقات مع النظام السوري، وخاطب الشعب التركي بأن التطبيع مع دمشق هدفه حماية مصالح تركيا وإعادة آمنة للاجئين السوريين، وبالفعل سارت خطوات التطبيع بشكل متسارع، وهي الآن مقبلة على لقاء وزيري الخارجية، ومن المحتمل أن يلتقي أردوغان بالأسد مباشرة خلال أسابيع أو أشهر قليلة.

تعديل الدستور

قبل نحو شهر ونصف قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم تعديلات دستورية إلى البرلمان تتعلق بمسألة حماية حق الحجاب، وحماية العائلة من المثلية الجنسية، حيث وضع المعارضة في تحد جديد خلق لها موقفا محرجا أمام الرأي العام، إلا أن المعارضة اعتبرت أن "الحكومة تسيس الأمر في المقترحات التي قدمت للبرلمان في هذا الأمر، وتحولها إلى ورقة انتخابية"، مشترطة وضع ملاحظاتها واقتراحاتها بعين الاعتبار على التعديلات الدستورية المطروحة في البرلمان، من أجل الموافقة عليها والتوافق على إقرار التعديلات هذه بشكل مباشر، في حين أعلن العدالة والتنمية أنه قدم المقترحات إلى البرلمان ووقع عليه نواب التحالف الجمهوري الحاكم المكون من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وحزب الوحدة الوطنية، بمجموع 336 نائباً.

التعديلات الدستورية شملت المادة 24 المتعلقة بالحجاب، حيث أضيف إليها أنه "من ضمن الحقوق والحريات الأساسية لن يكون هناك أي شرط يتعلق بالاستفادة من الخدمات العامة والخاصة بمسألة غطاء الرأس أو عدم تغطيته، ولا يمكن لأي فتاة بسبب خياراتها ومعتقداتها الدينية سواء بغطاء الرأس أو اللباس الذي ترتديه أن تحرم من التعليم أو العمل أو الانتخاب أو الترشح أو ممارسة النشاطات السياسية، أو الدخول في الخدمات العامة، وبسبب خياراتها لن تتعرض للإدانة أو الاتهام أو التمييز".

قرن تركيا

في نهاية أكتوبر\تشرين الأول الماضي كشف الرئيس التركي عن رؤية "قرن تركيا" التي تتعلق ببرامج وأهداف الجمهورية في مئويتها الجديدة، وهو ما اعتبره بعضهم أشبه ما يكون ببرنامج انتخابي يقدمه للشارع التركي، حيث تحدث عن هدف قصير الأمد وهو أن يبلغ حجم التجارة الداخلية إلى تريليون دولار، بينما تصل العائدات السياحية إلى مئة مليار دولار، كما وعد بالعمل على إدخال 10 جامعات تركية على الأقل في الترتيب العالمي لأول 500 جامعة في العالم، مؤكدا أنه سيتم توفير الخدمات للمواطنين في جميع المجالات وفي مقدمتها الدعم الاجتماعي.

لمن الفوز؟

للفوز بالانتخابات على المرشح أن يحصل نسبة 50+1 من الأصوات، وفي حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى، سيتم اللجوء إلى جولة ثانية تجري بعد أسبوعين من الجولة الأولى، وسيكون المتنافسان هما المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى.

جميع استطلاعات الرأي حاليا غير دقيقة ومتضاربة، خصوصا مع وجود أكثر من 6 ملايين شاب سيصوتون للمرة الأولى في حياتهم وسيكون لهم تأثير على النتيجة، يرى محللون أن فرصة أردوغان بالفوز في فترة رئاسية أخيرة كبيرة، في حين قد يخسر حزبه الغالبية في البرلمان.