icon
التغطية الحية

اغتيالات تشمل ضباطا بارزين في الساحل السوري.. صراع نفوذ أم تصفية حسابات؟

2021.12.14 | 05:16 دمشق

1598942733642431459.jpg
تلفزيون سوريا - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

تصاعدت وتيرة الاغتيالات التي طالت ضباطا بارزين في الساحل السوري خلال الشهرين الماضيين، وسط غموض كبير وتكتم عن الجهة التي تنفذ هذه الاغتيالات.

وقبل أيام نعت صفحات إعلامية موالية للنظام، ضابطين أحدهما برتبة عقيد قتلا في محافظتي اللاذقية وطرطوس في ظروف غامضة.

وذكرت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا أن مدنيين عثروا على المدعو "بسام رشو" (49 عاما)، والذي يشغل منصب نائب رئيس الرابطة الفلاحية في محافظة اللاذقية وأحد الضباط المتقاعدين، مقتولاً على يد أحد أبناء بلدته، لأسباب مجهولة. وأوضحت أن عملية الاغتيال تمت في قرية برابشبو بريف اللاذقية.

كما نعت صفحات موالية، العقيد في صفوف النظام المدعو "عبد المجيد سليمان حبوس" (58 عاما) الملقب بـ "أبو غفار" بظروف غامضة، في قرية حمام واصل بمنطقة بانياس، بريف محافظة طرطوس.

 

العقيد سليمان حبوس_0.jpg

 

في غضون ذلك ذكرت شبكة "أخبار اللاذقية" أن الضابط برتبة عميد ركن أكثم الحسين توفي من جراء "مضاعفات المرض" وينحدر من قرية سنديانة عين حفاض، بمنطقة صافيتا التابعة لريف طرطوس، في حين تحدثت مصادر أن العميد توفي من جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في ريف طرطوس ولم يكن مريضا.

ويشغل العميد الحسين قائد اللواء الثاني (اقتحام) التابع للفيلق الخامس والمدعوم بشكل مباشر من روسيا.

وفي الفترة ذاتها نعى موالون للنظام العميد في "الحرس الجمهوري" رجب مهنا، والذي شغل قائداً ميدانياً في إحدى جبهات ريف حلب ودمشق والغوطة والمنحدر من ريف اللاذقية.

 

العميد رجب مهنا.jpg

 

كما نعت صفحات موالية أخرى العقيد علي سلمان علي المنحدر من قرية الجبيبات الغربية قرب جبلة.

وفي السياق ذاته نعى موالون في الساحل قبل أيام العقيد "سائر غسان سبيهي" الذي ينحدر من قرية "حميميم" بريف جبلة، وأشارت إلى أن سبب وفاته فيروس "كورونا". 

 

thumbnail_العقيد سائر سبيهي.jpg

 

وكانت اللاذقية تحديدا شهدت على مدار الأعوام الماضية اغتيال شخصيات وضباط بارزين من أبرزهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد أحد أبناء عم بشار الأسد في ظروف غامضة.

 كما شهدت اللاذقية أيضا مقتل العميد علي حامد مخلوف مدير نادي الضباط بمدينة اللاذقية والمقرب من ابن خال رئيس النظام رامي مخلوف.

في حين قتل في تموز الماضي العميد المظلي حسّان محمود حسن خلال عودته من دير الزور نحو قريته القرداحة في ظروف غامضة أيضا.

ما أسباب الاغتيالات؟

وحول أسباب تصاعد وتيرة الاغتيالات قال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف جبلاوي لموقع تلفزيون سوريا: إن معظم من تم نعيهم مؤخراً في الساحل السوري قتلوا بطرق مشابهة وكان لافتاً إلى أن أكثرهم تم اغتياله عبر حوادث سير مدبّرة أو بالرصاص، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل لافت وبدأت تدور كثير من الأسئلة حول أسبابها.

وأضاف الناشط أن هناك تكتما كبيرا من النظام وتشديدا على إظهار الوفاة بأنها لأسباب مرضية، في حين ذكرت العديد من الصفحات المحلية أن بعض الضباط ظروف قتلهم كانت مجهولة تماما.

ويرى الناشط أن ما يحدث هو سلسلة متصلة من تصفيات تسعى جهات للتخلص منها وبعض من الضباط القتلى كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في الساحل لا سيما العميد أكثم الحسين الذي كان مسؤولا عن تطويع شبان لصالح "الفيلق الخامس" في الساحل.

ولم يستبعد جبلاوي أن تكون هذه الاغتيالات ضمن صراع واسع داخل أجهزة النظام الموالي بعضها لإيران وأخرى لروسيا.

روسيا تهيمن على المشهد

من جانبه قال الضابط المنشق عن قوات النظام تيسير غزال في حديث لموقع تلفزيون سوريا إن الاغتيالات في صفوف ضباط النظام البارزين لم تقتصر على الساحل وإنما طالت أماكن أخرى.

وأشار الضابط المنحدر من اللاذقية إلى أن كلا من روسيا وإيران تسعيان للسيطرة على بنية "الجيش السوري" واستبعاد الضباط والقادة غير المتعاونين معها وهذا السبب الأول للاغتيالات التي نشهدها.

وأضاف أن الصراع يتركز حاليا بين الفرقة الرابعة المدعومة من قبل إيران والتي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد وبين الفيلق الخامس الذي يمثل روسيا مع بعض الألوية الأخرى.

توقعات بزيادة عمليات الاغتيال

وتوقع الضابط المنشق أن يشتد هذا الصراع خلال الأشهر المقبلة وأن تتصاعد وتيرة الاغتيالات في كلا الطرفين.

من جانب آخر رجّح مصدر في مدينة جبلة (فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) أن تكون هذه الاغتيالات هي صراع نفوذ بين روسيا وإيران، وأرجع السبب إلى تصفية حسابات بين أجهزة أمن ومتنفذين للسيطرة على السرقات وعمليات التهريب.

وأشار المصدر في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن قبضة النظام تراجعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة وبات الساحل تحت سيطرة قادة ميليشيات وقادة أجهزة أمنية يعملون على تنفيذ مصالحهم ويعقدون صفقات فيما بينهم لتقاسم الأرباح، مضيفاً أن هذه الاغتيالات تأتي في سياق الجرائم الكثيرة المنتشرة في الساحل مؤخراً.