اعتقلت الشرطة الروسية أمس السبت نحو مئتي شخص بين ناشطين سياسيين وأعضاء مجالس بلدية خلال مشاركتهم في منتدى للمعارضة في موسكو.
وشاركت شخصيات من أكثر من خمسين منطقة روسية في المنتدى الذي عقد في فندق بشمال موسكو، تحضيرا للانتخابات الإقليمية والمحلية المقررة في أيلول، والذي أقامته منظمة "الديمقراطيون الموحدون" المدعومة من المعارض ميخائيل خودوركوفسكي.
وبعد مرور نحو أربعين دقيقة على انطلاق المؤتمر نفذت الشرطة عملية دهم واعتقلت عددا من المشاركين.
وجاء في تغريدة أطلقها خودوركوفسكي أنه "تم اعتقال كل المشاركين في منتدى أعضاء البلديات في موسكو"، واصفا الأمر بأنه "مخالف للدستور".
В Москве задержан ВЕСЬ форум муниципальных депутатов России! Более 100 депутатов муниципальных советов со всей страны.
— Ходорковский Михаил (@mich261213) March 13, 2021
Диктатура отбрасывает последние фиговые листочки..
Призываю депутатов представительных органов поддержать коллег и заявить о неконституционности таких действий! pic.twitter.com/FzlRRGO6eO
ومن بين المعتقلين شخصيات معارضة بارزة على غرار إيليا ياشين، وفلاديمير كارا مورزا، ويوليا غاليامينا، ويفغيني روزمان، وأندري بيفوفاروف. كما تم اعتقال عدد من الصحافيين.
وجاء في تعليق نشره ياشين على فيس بوك "نهاية ذات رمزية كبيرة لمنتدى قصير الأمد: أعضاء مجالس بلدية في حافلات الشرطة، وشرطيون ملثمون يلوون أذرع الناس".
من جهتها، أعلنت شرطة موسكو في بيان أنه تم اعتقال نحو مئتي شخص، وأوضحت أن مشاركين كثرا في المنتدى لم يضعوا كمامات، وأن بعضا من الموقوفين هم أعضاء في منظمة سبق أن أعلن أن عملها "غير مرغوب فيه".
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية من داخل مركز للشرطة قال بيفوفاروف إن المشاركين في المنتدى اعتقلوا لأن السلطات تعتقد أن المؤتمر من تنظيم "روسيا المفتوحة"، وهي حركة أسسها خودوركوفسكي تعدّها السلطات "منظمة غير مرغوب فيها".
وعلى غرار "روسيا المفتوحة"، تتبع منظمة "الديمقراطيون المتحدون" التي أقامت المنتدى، لخودوركوفسكي، وفق بيفوفاروف الذي أشار إلى أن السلطات كانت تبحث على ما يبدو عن ذريعة لوقف منتدى المعارضة.
ومساء السبت أفاد عدد من الناشطين الذين اعتقلوا أنه قد أطلق سراحهم بانتظار استدعائهم للمثول أمام المحكمة، وقال كارا مورزا إنه أطلِق سراحُه، وإن تحقيقا قد فتح بحق منظمة غير مرغوب فيها وأنشطتها.
وأطلق بيفوفاروف ليل السبت، تغريدة قال فيها إن الشرطة أخبرته أنها تتعرض لضغوط لقمع معارضي الكرملين. وقال بيفوفاروف "الشرطيون يسخرون مما يفعلونه".
ويقيم خودوركوفسكي في المنفى، وكان يملك شركة النفط العملاقة "يوكوس"، قبل إدانته في قضيتين مثيرتين للجدل وقضائه عشر سنوات في السجن.
واتّهم فريق نافالني السلطات بالسعي إلى ترهيب المعارضة قبل الانتخابات البرلمانية. وجاء في منشور للفريق على إنستغرام أن "سبب إلغاء المنتدى واضح: السلطات تخشى أي منافسة خلال الانتخابات وتُرهب معارضيها". وأضاف: "إن شعبية روسيا الموحدة (الحزب الحاكم) في أدنى مستوياتها، وسيصبح الفوز في الانتخابات، ولو تم تزويرها، أكثر صعوبة".
وجاء في تغريدة أطلقها كيريل مارتينوف، المحرر السياسي في صحيفة "نوفايا غازيتا"، أبرز الصحف الروسية المستقلة، أن "العمل السياسي في روسيا جريمة، بات الأمر رسمياً".
وقال المحلل السياسي سامي غالياموف إن المنتدى كان سيمر مرور الكرام لو لم تتدخّل قوات إنفاذ القانون الروسية. وكتب: "لا أحد يهتم فعلاً لموضوع الحكم المحلي"، مضيفاً أن المنتدى "بات الآن حدثاً سياسياً بالكامل".