تشهد أوساط الناشطين والسياسيين السوريين، حالة تنديد واستياء من الدور التركي غير الكافي لوقف المذبحة الحاصلة في إدلب، ما دفع هؤلاء لإصدار بيانين متفاوتين في حدتهما لمطالبة تركيا بأخذ دور فاعل لتدارك الوضع و"إيقاف التفاهمات الدولية على حساب السوريين ولا سيما مسار أستانا"
ودعا عدد من السياسيين والناشطين السوريين، للتوقيع على بيان نشروه على وسائل التواصل الاجتماعي، وجاء فيه "على مرأى العالم أجمع؛ وبصمت عربي وإسلامي ودولي غير مبرر وفي ظل تقاسم الدم السوري المسفوك بين ميليشيا بشار الأسد وجهات إقليمية ودولية تحت ذريعة محاربة الإرهاب تارة أو ضمن تفاهمات دولية على حساب السوريين ولا سيما مسار أستانا الذي شكل في نهاية المطاف مظلة للعدو الروسي وحلفائه لقتل وجرح عشرات آلاف المدنيين السوريين وتهجير أكثر من مليوني مواطن سوري من الجنوب والغوطة وحمص وحلب وإدلب".
وأضاف البيان أن الهجوم الذي يشنه النظام وروسيا على إدلب "بذريعة تطبيقه لتفاهمات أستانا ومحاربة الإرهاب"، هو في الواقع استهداف للمدنيين الذين وقفوا بصدورهم العارية ضد المنظمات الإرهابية في معرة النعمان وسراقب وكفر نبل وسواها من بلدات محافظة إدلب".
ودان البيان "بقوة الصمت العربي والإسلامي"، كما استنكر "بشدة صمت الضامن التركي، فهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن حماية السكان في إدلب من الهجمات الروسية".
وطالب البيان تركيا "بالتحرك السريع لإيقاف هذه الحملة وتحقيق نتائج ملموسة"، مضيفاً أن "الدم السوري لا يمكن أن يكون مجرد سلعة يتم المتاجرة بها في بازار الدول من أجل الحصول على مغانم مالية من هذا الطرف أو ذاك، كما أن الدم السوري ليس مجالا لبيعه في سوق المجاملة وتعزيز العلاقات بين أطراف تفاهم أستانا المشؤوم".
أما البيان الثاني الذي أطلقه عدد من السياسيين والناشطين السوريين، والذي حمل عنوان "رسالة المثقفين السوريين إلى الرئيس التركي أردوغان بخصوص أحداث إدلب"؛ ناشد أردوغان بالمساعدة "في وقف الهجمة الإجرامية".
وأشاروا إلى أن "سياسة القضم التدريجي التي تتبعها روسيا تهدف في نهاية المطاف إلى السيطرة على غالبية محافظة إدلب وحصر الوجود التركي في المنطقة الحدودية بهدف تحجيم دورها في سوريا مستقبلاً".
وأضاف البيان " فخامة الرئيس إن حكومة تركيا وشعبها الشقيق قد قدموا لشعبنا كل العون والمساندة في محنته القاسية وهو ما ستذكره الأجيال بالشكر والعرفان.. إن المأساة التي يعيش فيها اليوم مئات الألوف من سكان إدلب أكبر من أن تعبر عنها الكلمات ونحن واثقون من أنكم تتابعون ذلك بحرص وعناية".
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب كثير من الناشطين عن استيائهم من الموقف التركي الذي اعتبروه أنه غير متناسب مع حجم الحملة البرية والجوية التي تشنها روسيا وقوات النظام، وزادت حالة الاستنكار والتنديد بعد سيطرة النظام على أكثر من 30 قرية جنوب شرق مدينة معرة النعمان، ومحاصرة نقطة المراقبة التركية في الصرمان، وباتت بذلك قوات النظام على بعد 8 كم عن المدينة الواقعة على الطريق الدولي حلب – دمشق، والتي نزح أكثر من 90 % من سكانها.
ما يحدث في إدلب ليس رغماً عن تركيا ومن السخف مناشدة الضامن التركي أن يتدخل...كيف يتدخل إذا كان كل ما يحدث نتيجة تفاهمات بين الأطراف المتورطة في القضية السورية؟
— فيصل القاسم (@kasimf) December 23, 2019
ما يجري في إدلب جريمة وحشية ترتكب بحق المدنيين تحت شعار محاربة الإرهاب. المجتمع الدولي يشاهد ما يجري ولا تتجاوز ردود فعل التصريحات التخديرية. النظام يتحمل المسؤولية الأساسية، كما تتحمل أطراف أستانا باعتبارها الضامنة مسؤولية ما يجري بحق المدنيين. خاصة روسيا التي تشارك في القصف.
— Abdulbaset Sieda (@Ebdulbasit) December 22, 2019
تركيا دولة قوية ومؤثرة في المنطقة خاصة في الملف السوري وبالتحديد الشمال الملاصق لحدودها
— عبدالسلام عبدالرزاق (@abdulslamabdu) December 23, 2019
وما يحدث في إدلب لم يخرج إطلاقا عن التفاهمات معها
وكل ما يحدث من مآسي مجرد تفاصيل
الضامن التركي !#ادلب_تحت_التار #نقاط_المراقبة_التركية pic.twitter.com/LjJyDOkKXu
— نورا👯NORA (@Noor71n) December 23, 2019
نصيحة #لفايز_السراج، إذا معول على دعم تركي اسأل أهل #إدلب سيجيبونك عن مدى فعالية دعم الضامن التركي وهو يرى إدلب تباد بطيران المجرم الروسي، بل إنها تباد ضمن تفاهماته مع المجرمين الروس والإيرانيين.
— mohamad sabra (@sabra_mohamad) December 20, 2019
وسبق ذلك سيطرة النظام وروسيا قبل أشهر على ريف حماة الشمالي ومدينة خان شيخون جنوب إدلب، والواقعة أيضاً على الطريق الدولي نفسه، ومحاصرة نقطة المراقبة التركية في مورك، ما أثار التساؤلات مجدداً حول وجود اتفاق تركي – روسي يقضي بسيطرة روسيا على الطريقين الدوليين M5 وM4 وفق تفاهمات أستانا ومن بعدها سوتشي.
قبل نبع السلام: دعمت تركيا توحد الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير، كخطوة تطمينية أن معركة شرق الفرات لا تعني التخلي عن إدلب، وتوقف القصف في إدلب نسبياً
— أحمد أبازيد (@abazeid89) December 23, 2019
بعد نبع السلام: تجدد القصف وبدأت الحملة الروسية على إدلب، مع صمت تركي ونكوص الجيش الوطني خارج إدلب عن التدخل وحياد الجولاني
غالباً ما يكون خلف حملات الإبادة التي تشنها روسيا مع ربيبها الأسدي عرض استسلامي تقدمه تركيا للفصائل، لأن هذه الحملات تتم بتنسيق مع تركيا خصوصاً بعد فشل العدو في التقدم على الأرض. الحل بيدنا، تمرد ثوار الجيش الوطني و التوجه إلى جبهات إدلب، للانتقال مع أخوانهم من الدفاع إلى الهجوم
— وائل عبد العزيز | Wael Abdulaziz (@waelwanne) December 20, 2019
وحسم كثير من الناشطين رأيه بما يجري بأنه تطبيق فعلي لاتفاقات تركيا وروسيا في سوريا، وربطوا ما يجري في إدلب بما يجري في شمال شرق سوريا بعد أن أطلقت تركيا عملية نبع السلام.