icon
التغطية الحية

ارتفاع تكاليف الزواج في الغوطة الشرقية والصالة تصل إلى مليوني ليرة

2021.11.10 | 05:13 دمشق

salat-afrah-fy-trkya-mwq-afdl-1.jpg
صالة أعراس (إنترنت)
ريف دمشق - سيلا عبد الحق
+A
حجم الخط
-A

شهدت صالات الأفراح ارتفاعاً كبيراً في أجورها حيث بلغت تكاليف صالة قصر الشموع المشهورة في مدينة دوما مليوناً ومئتي ألف ليرة سورية في الليلة الواحدة ولمدة ساعتين فقط وكل خدمة إضافية بالصالة تكلف زيادة مئتي ألف ليرة سورية أما صالة قصر البيان وهي بمواصفات أقل من الشموع فبلغت أجرتها ثمانمئة ألف ليرة سورية أما بقية الصالات الموجودة ضمن المدينة فما زال معظمها خارج الخدمة.

وتحدث السيد أكرم من مدينة دوما عن غلاء صالات الأفراح قائلاً "لا يكاد يمر يوم إلا وهناك عرس في صالة الشموع والتي أجرتها يعجز عنها 80% من أهالي المدينة وعند السؤال تجد أن معظم من قام باستئجارها إما أصحاب الثروات المفاجئة الذين استفادوا من الحرب أو من المغتربين الذين قاموا بالخطبة من المدينة ولذا تعد أجرتها بالنسبة لهم عادية أما بقية أهل المدينة والذين طحنت قلوبهم الحرب والحصار وغلاء الأسعار فيكفيهم الحضور ومشاهدة البذخ للناس الآخرين".

الحلم المستحيل

أم محمد وهي خياطة من سكان مدينة دوما تحدثت لموقع تلفزيون سوريا عن آثار الغلاء على مهنتها "منذ خمسة وعشرين عاماً وأنا أخيط بدلات الأعراس لنساء المدينة عاصرت وواكبت معظم الزيجات في المدينة، لا يمر علي شهر إلا وأخيط فيه فستاناً أو بدلة عرس لعروس من بنات المدينة، منذ بدأت الثورة توقف العالم أولا عن الخياطة واعتمدت على الاستعارة والاستئجار ولذلك قمت بخياطة عدة بدلات أعراس وبدأت بتأجيرها ولكن بعد التهجير وخروج معظم الشباب خارج المدينة انخفضت في البداية عدد الأعراس". 

 

 

وأضافت "تأتي إلى منزلي العشرات من الصبايا المخطوبات واللاتي ليس معهن النقود الكافية لاستئجار البدلة التي تحلم بها الفتاة منذ أن تكون طفلة لأنه حتى الاستئجار يكلف من ستمئة ألف إلى ثمانمئة ألف، يبكين ويتوسلن لأخفض لهن السعر ولكن ليس بيدي حيلة فهذه الأسعار الموجودة وفي الوقت ذاته جاءتني صبية مخطوبة لعائلة غنية كلف فستان زفافها خمسة ملايين ليرة سورية بكيت وأنا أخيطه لها متذكرة دموع العديد من الصبايا اللواتي لم يتمكن من تحقيق حلمهن البسيط بارتداء الأبيض في ليلة العمر.. ولا يتوقف الأمر عند العرائس فحسب بشكل عام معظم النساء في المدينة لم يعدن يخطن فساتين السهرة، فالفساتين مكلفة جداً، الكل يفكر في الحصول على رغيف الخبز فما بالك بفستان سهرة؟؟؟ أقل فستان سهرة العادي وقماشه يكون بسيطاً من المستحيل أن يكلف أقل من خمسمئة ألف ليرة سورية فلذلك الجميع يفضل شراء قطعة ملابس جاهزة إذا كان العرس لأحد الأقرباء". 

قمة الرفاهية "الكوافيرة"

نور حلاقة شعر نسائية من الغوطة الشرقية قالت لموقع تلفزيون سوريا "كلفة شعر العروس 75 ألف ليرة سورية هذا في صالونات الغوطة الشرقية أما في صالونات دمشق فلا تقل الكلفة عن مئة وخمسين ألف ليرة سورية، لذلك العرائس اللواتي ليس لديهن قدرة مادية على دفع هذا المبلغ يزين أنفسهن بالمنزل، أتمنى لو يتبرع أحد أو يتم إقامة مشروع فقط للعرائس غير المقتدرات مادياً لمساعدتهن بدخول البهجة إلى قلوبهن في ليلة زفافهن".

وأضافت "نور" أنها لا تستطيع وحدها أن تساعد "فلدي أيضاً التزامات والزبائن في صالوني الخاص في نقصان بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المواد كنا نعتمد في معظم بضاعتنا على المكياجات والصبغات المستوردة وهذا كله توقف أو يدخل مهرباً وبأسعار مرتفعة جداً لذلك نحن بحاجة إلى مساعدة خارجية تدعم مثل هذا المشروع كما كان يحدث أيام الحصار".

الزواج لخارج سوريا

ريما وهي عروس أقامت حفل زفافها منذ أسبوع في مدينة دوما أضافت "كلفني عرسي الأسبوع الماضي مليوناً ونصف المليون ليرة لصالة العرس ومئة ألف للكوافيرة ومليون ليرة لبدلة العرس البيضاء ومئة ألف بنزين لسيارة العرس فقط، هذه التكاليف دفعها زوجي المقيم في ألمانيا والذي سأسافر إليه بعد يومين، لو لم يكن خطيبي هو من أرسل تكاليف العرس بالكامل لما استطعت أن أقيم حفل زفاف في ظل هذه الأوضاع ولكن من بداية الخطبة اشترط والدي على العريس أن يدفع هو تكاليف العرس ووافق العريس، لنكن واقعيين الشباب الذين ما زالوا في البلد لن يستطيعوا أن يتزوجوا في ظل هذه الظروف أو إذا تزوجوا فلن يستطيعوا أن يجهزوا بيتاً ولا أن يقيموا حفل زفاف".

أما توفيق وهو شاب من الغوطة الشرقية فيقول "أصبح عمري 36 عاماً إلى الآن لم أستطيع أن أتزوج بسبب التكاليف المرتفعة للزواج، الأمر لا يتوقف فقط عند حفل الزفاف الذي أصبح خربان بيت بالمعنى الحرفي بل أيضاً في المهر فمعظم الأهالي تشترط الآن مليوني ليرة سورية مقدماً ومليونين مؤخراً والمقدم مدفوع عكس ما جرت عليه عاداتنا وهناك قسم كبير من الناس لم تعد تشترط المهر نقوداً بل ذهباً.. معظم الناس تشترط خمس ليرات ذهبية مقدماً ومثلها مؤخراً.. في حين أن راتب أي موظف سواء كان مهندساً أو غير ذلك لا يتجاوز عشر دولارات.