icon
التغطية الحية

ارتفاع أسعار الشوكولا والمكسرات والقهوة المرة يفقد سكان دمشق فرحة العيد

2022.05.01 | 15:54 دمشق

photo_2022-05-01_14-58-33.jpg
محل لبيع الشوكولا في العاصمة دمشق ـ خاص تلفزيون سوريا
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

تشهد أسواق العاصمة السورية دمشق ركوداً غير مسبوق في الطلب على مستلزمات وحاجيات عيد الفطر في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، الذي كانت أيامه صعبة على السكان في مناطق سيطرة النظام السوري.

وأدى ارتفاع أسعار تحضيرات العيد لإقبال خجول من قبل كثير من السوريين في دمشق وريفها، في ظل تضخم أسعار يرتفع يوماً بعد يوم، وفشل حكومة النظام في ضبط الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأساسية، وعدم تأمين بدائل أرخص ثمناً من الموجودة في الأسواق.

ارتفاع الأسعار في دمشق قبل العيد

ومع اقتراب عيد الفطر، ارتفعت أسعار الحلويات والموالح والمكسرات والشوكولا والقهوة المرة بشكل ملحوظ، فما دفع العديد من السوريين لاقتصار أيام العيد على نوع واحد أو عدم الشراء.

ورغم أن هذه السلع غير أساسية كالطعام والشراب إلا أنها طقوس تاريخية مرتبطة بالعيد والفرح بقدومه، ونوع من إكرام الناس الذي يحلون ضيوفاً على بعضهم للتهنئة بحلول العيد بعد شهر من الصيام.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" أسعار تحضيرات العيد في عدد من أحياء دمشق، حيث يظهر الارتفاع الكبير في أسعاره مع اقتراب يوم وقفة العيد، في ظل إقبال شعبي غير مرضي لتجار الأسواق.

ارتفاع أسعار الشوكولا

ورغم أن أسعار الشوكولا كانت أرخص نوعاً ما بداية رمضان، إلا أنها ارتفعت في الأسبوع الأخير منه إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصلت أسعار الممتاز منه إلى 140 ألف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وبلغ سعر كيلو الشوكولا الجيد بين 55 ألفا والـ 80 ألف ليرة، في حين بدأت بالـ 35 ألف ليرة للأنواع الرديئة منه.

وفي أحد محال بيع الشوكولا في حي المزة بدمشق، قال أحمد البقاعي العامل فيه، إن "أسعار الشوكولا لدينا متنوعة وتختلف بحسب النوعية والحشوة"، مؤكداً أن "سعر كيلو الشوكولاتة الممتازة بحشوة فستق حلبي أو لوز أو بندق مشكل يصل لـ 136 ألف ليرة".

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا" أنه لدينا شوكولا جيدة ومتوسطة وصنف خفيف، ونبيع بحسب الأذواق والقدرة المالية، بحيث نلبي جميع طلبات الناس".

وأشار إلى أن "بعض الزبائن يستغرب من غلاء الأسعار، إلا أن كل مافي حبة الشوكولا مستورد من الخارج وارتفع سعره عالمياً، ناهيك عن كلفة الإنتاج والشحن حتى يصل للموزع".

وأردف البقاعي أن سعر كيلو شوكولا الزنبركجي يبدأ بـ "55 ألف ليرة، والغراوي بـ 50 ألفا، وسوارين بـ 40 ألفا، وهذه ماركات معروفة ولها اسمها في السوق، ولكن الأسعار ترتفع إن كانت الشوكولاتة مرة وبحشوة مكسرات أو مع حليب أو شوكولاتة بيضاء".

ولفت إلى أن "النوغا والمن والسلوى تبدأ من 50 ألف ليرة وتختلف بحسب كمية حشوة الفستق الحلبي فيها، حيث يمكن أن تصل لـ 80 ألف ليرة كصنف أول".

وقالت إحدى المشتريات لموقع "تلفزيون سوريا" إن الشوكولا هذا العام أسعارها مرتفعة جداً، لذلك سأشتري نصف كيلو مشكل من النوع الوسط، يعني بـ 25 ألف ليرة".

وأضافت "الله يعين الناس، والله كلشي غالي، وأنا ما بزورني كتير ناس أصلاً معظم الأقارب والجيران صاروا خارج البلد، لذلك نصف كيلو يكفي وزيادة".

أسعار المكسرات "تكسر الظهر"

ويبدو أن أسعار الموالح والمكسرات أكثر ارتفاعاً من أسعار الشوكولا، حيث أثّر قرار تمديد منع استيراد البعض منها في 30 آذار 2022 مثل "الكاجو واللوز والجوز والزبيب" على أسعارها بشكل سلبي للغاية.

وقد توقع عمر حمودة "رئيس جمعية المحامص والموالح والبن" في مناطق سيطرة النظام السوري أن وقف استيراد بعض أنواع المكسرات سيؤدي إلى احتكار التجار لها عبر تخزينها في مستودعاتهم، وبالتالي سيرتفع سعرها المحلي"، وفق صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.

وقال أبو محمد صاحب إحدى المحامص، إن "أسعار المكسرات ارتفعت بنسبة كبيرة على التجار قبل المستهلكين، وأثر ذلك بشكل كبير على مبيعاتنا".

وأضاف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" أن "أول ثلاثة أسابيع من شهر رمضان المبارك، نحن كمحامص نكون خارج الموسم، لأن الموالح والمكسرات غير مرغوبة لما تسببه من عطش في نهار الصيام، ويبدأ موسمنا في الأسبوع الأخير مع اقتراب العيد".

وأوضح أبو محمد أن "سعر كيلو الكاجو بـ 60 ألف ليرة، والفستق الحلبي بـ 50 ألف ليرة، واللوز بـ 55 ألف ليرة، والبندق 40 ألف ليرة، والفواكه المجففة بـ 30 ألف ليرة".

وأكمل أن كيلو الفستق المدخن (الفول السوداني) بين الـ 15 ألف ليرة و12500 ليرة، والبذر الأبيض بـ 16 ألف ليرة، والأسود البلدي بـ 8000 ليرة، والإيراني بـ 7000 ليرة، ودوار الشمس بـ 5500 ليرة لكل كيلو غرام".

وبيّن أن "الإقبال خجول، والناس تقول إن أسعار المكسرات تكسر الظهر، وبصراحة قرار منع الاستيراد وضعنا أمام مشكلة كبيرة بارتفاع الأسعار، يعني قبل سنة كانت أسعار المكسرات أقل من النصف، وهذا يزيد المتاعب على المواطنين والموزعين مثلنا".

البسطات أرخص أسعارا

وقال عمر حمودة رئيس جمعية المحامص في تصريحات لصحيفة تشرين الرسمية في 30 نيسان 2022، إن العرض والطلب على الموالح خاصة مع اقتراب موسم العيد يعد "ضعيفاً جداً" مقارنة مع العام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار.

وأضاف أن الجمعية تتواصل مع أصحاب المحال والمنشآت وتطلب منهم التقيد والمسؤولية بعدم رفع الأسعار التي لا تحددها الجمعية أو مديريات حماية المستهلك والمحافظة.

وبرر حمودة عدم الاستقرار في الأسعار بوجود أصناف متعددة، كل يعدها على طريقته في المحمصة، مؤكداً أن مصلحة أصحاب المحامص تقتضي البيع والشراء وفق أسعار السوق وبهامش ربح بسيط حتى لا تكسد المنتجات ولأنها ليست ذات صلاحية لفترة طويلة، لافتاً إلى وجود تلاعب ومزايدة بأسعار الموالح خاصة في فترة المناسبات وعلى الأخص من بعض الباعة غير المنتسبين للجمعية والذين لا يلتزمون بتعليماتها.

ولفت إلى أن الأسواق السورية تكتظ بأنواع رديئة وبأسعار زهيدة تباع على البسطات والأرض مقارنة بالمحامص، وهي بأصناف نوع ثالث ورابع وجودتها محدودة وأسعارها أقل من المحامص.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" أسعار المكسرات والموالح على البسطات في شوارع دمشق، حيث وصلت الأسعار إلى 20 ألف ليرة للفستق الحلبي نوع ثالث، و18 ألف ليرة للوز، والبذر الأبيض بـ 7 آلاف ليرة والبذر الأسود بـ 4 آلاف ليرة".

أسعار القهوة في دمشق.. ارتفاع جنوني

ولم تكن أسعار القهوة بعيدة عن الارتفاع الحاصل في أسواق دمشق، حيث شهدت تضخماً كبيراً في أسعارها، خصوصاً أنها من السلع المستهلكة بشكل كبير في سوريا، ومن المشروبات الساخنة الأساسية إلى جانب الشاي.

وتستورد القهوة بشكل كامل من الخارج من دول أساسية مثل فنزويلا والبرازيل وكولومبيا إلى جانب بعض الدول الأفريقية.

وأدى الارتفاع العالمي في أسعار القهوة إلى ارتفاع في سوريا لأضعاف مضاعفة، ما تسبب بانخفاض نسب مبيعاتها في مناطق سيطرة النظام السوري إلى أكثر من 40 في المئة، وفق "جمعية البن والمحامص والموالح".

ويبدأ سعر كيلو القهوة نوع أول مع هال زيادة بـ 70 ألف ليرة، والمتوسط بـ 50 ألف ليرة، والعادي بين 30 ألفا إلى 40 ألف ليرة، بحسب نوعه وطريقة تحميصه.

وبلغ سعر ليتر القهوة المرة الجاهزة بين 8 آلاف ليرة و 12 ألف ليرة بحسب نوعية الشركة المصنعة لها، ويمكن أن تجدها في محامص عادية بـ 7500 ليرة سورية، أما كيلو القهوة المرة الجافة فيصل إلى 60 ألف ليرة.

وتعاني مناطق سيطرة النظام السوري من ارتفاع كبير في الأسعار وضعف في القوة الشرائية، وانخفاض في قيمة العملة السورية أمام الدولار، الأمر الذي انعكس سلباً على المواطنين الذي لا تتجاوز رواتبهم الـ 100 ألف ليرة سورية مع عجز حكومة النظام عن إيجاد حلول لهم.