icon
التغطية الحية

اجتماع بين "الإدارة الذاتية" ونظام الأسد في مطار القامشلي

2021.02.16 | 04:26 دمشق

news-230420-8.jpg
الحسكة - جان أحمد
+A
حجم الخط
-A

أفاد مصدر خاص بأنّ نظام الأسد التقى قبل أيام مع ممثّلين من "الإدارة الذاتية" في مطار القامشلي الدولي بوساطة روسية وتناقشا بعدة نقاط تتعلّق بتقاسم الثروات، وآلية التنسيق بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وجيش النظام وإمكانية ضمّ "قسد" للنظام.

وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن هذا اللقاء الوحيد الذي جرى بين الطرفين بعد الخلاف الذي حصل في نهاية شهر كانون الثاني الفائت، أثناء فرض طوقٍ أمني على النظام من قبل "قسد" في المربعات الأمنية في كلٍّ من  مدينتي القامشلي والحسكة، نافياً حصول أيّ لقاء آخر في دمشق كما أشيع، ومؤكّداً أنّ الجانبين بصدد إجراء لقاءات أخرى في دمشق حول النقاط التي تمّ ذكرها في مطار القامشلي. 

اقرأ أيضاً: الإطباق على المربعات الأمنية بالحسكة يتوافق مع بنود وثيقة

الإدارة الذاتية تمدُّ النظام بالنفط والقمح

المصدر كشف أنّ "الإدارة الذاتية" أرسلت مئات الشاحنات المحمّلة بالقمح ومثيلاتها من النفط بعد الاجتماع الأخير عبر المنسّق (القاطرجي) بعد فترة انقطاعٍ ليست بالطويلة والتي شكّلت أزمة وقود وخبز في المحافظات السورية التي يسيطر عليها النظام، يأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه المناطق التي تسيطر عليها "الإدارة" أزمة مازوت وخبز خانقة وصفها المواطنون بـ"المذلّة". 

وفي سياق متصل، أفاد مصدر آخر بأنّ "الإدارة الذاتية" أرسلت منذ مطلع شهر شباط الجاري دفعتين من المازوت والفيول للمناطق التي يسيطر عليها "الجيش الوطني" عبر وسطاء محليين في كلّ من منطقتي الباب وجرابلس، مؤكّداً بأنّ الدفعة الأولى تضمنت 55 صهريجاً والدفعة قرابة 60 صهريجاً، وسط تعتيم إعلامي من كلا الطرفين. 

وترسل "الإدارة الذاتية" هذه الكميات من مادتي النفط والقمح للنظام أمام أعين الدوريات الأميركية المنتشرة على طول الطريق (M4) دون أن تحرّك طائراتها ساكناً، التي كانت تعرقل مسيرة أي ناقلة أو صهريجٍ يقترب من آبار النفط في  محافظتي ديرالزور والحسكة، ويأتي هذا الصمت بعد تصريح البنتاغون الأخير حول رفع القوات حمايتها عن آبار النفط في سوريا. 

اقرا أيضاً: قرار أميركي محسوم بشأن "الدولة الكردية" بسوريا

 سياسي كُردي : PYD  حزب براغماتي  

في هذا الإطار، صرّح السياسي الكُردي مروان عيدي القيادي في حزب "يكيتي الكُردستاني/ سوريا"، أحد الأحزاب الرئيسية في المجلس الوطني الكُردي لموقع تلفزيون سوريا، قائلاً إن" توجّه الإدارة الذاتية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي وقيادة قوات سوريا الأخير وبوساطة روسيا إلى دمشق ليس جديداً وليست المرة الأولى التي يتّجهون إليها". 

وأضاف عيدي "حزب الاتحاد الديمقراطي PYD براغماتي، ينتهج أسلوب التعاطي مع الجميع، كلٌّ حسب ما يقدّمه لهم، وتأتي اللقاءات الأخيرة بعد التصريحات الأمريكية بأنهم لم يعودوا معنيين بحماية آبار النفط، وهم يعلمون جيداً أنّ سقف تعاطيهم مع دمشق يجب ألّا يتجاوز حدود المسموح به أمريكياً، لأنّ أمريكا لم تتخلَّ عن المنطقة حالياً مالم يتمَّ إلى الاتفاق على الحلّ السياسي في سوريا والغاية الأخرى التخفيف من الضغوط الأمريكية بضرورة التنازل لصالح الحوار الكُردي من جهةٍ والتعاطي الإيجابي مع المعارضة والتخلّي عن علاقاتهم مع النظام".

اقرأ أيضاً: طلال سلو ينبش صندوق أسرار الإدارة الذاتية.. كيف يتحكم "PKK" بها؟

الأسباب الحقيقية للخلافات الأخيرة بين النظام و"الإدارة الذاتية" 

أثارت "الخلافات" الأخيرة بين "الإدارة الذاتية" ونظام الأسد في كلٍّ من مدينتي القامشلي والحسكة حفيظة أبناء المنطقة، وازدادت المخاوف بعد فرض مسلّحي الإدارة طوقاً أمنياً على المربع الأمني في كلا المدينتين، ونشرت وسائل إعلامية تابعة للإدارة بأنّ سبب الخلاف يعود إلى فرض النظام طوقاً أمنياً مماثلاً على حي الشيخ مقصود ومنطقة الشهباء التابعتين لمحافظة حلب.

وبحسب مصادر من ضمن "الإدارة الذاتية" فإن سبب الخلاف يعود إلى منع النظام إرسال الإدارة الفيول والمازوت إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في كلٍّ من جرابلس وإدلب وعفرين.

وبعد تفاقم أزمة المحروقات في المحافظات التي يسيطر عليها النظام ضغطَ الأخير على الإدارة بإرسال جميع مخصصاتها والتي تقدر بنسبة 40% من النفط بالإضافة إلى المبيعات التي تُرسَل إلى مناطق المعارضة والتي تعود على الإدارة بمبالغ مالية تغطّي تكاليف الإدارة من رواتب موظفين وعسكريين. 

وبعد التدخّل الروسي وعقد عدة اجتماعاتٍ متكرّرة في مطار القامشلي اتفق الطرفان على إزالة الخلافات وإجراء حواراتٍ جدية تتعلّق بالشأن العسكري والثروات وإدارة المدن التي تسيطر عليها الإدارة. 

ويدير نظام الأسد مؤسساته في جميع المدن والبلدات التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية"، ويدفع لموظّفيه رواتبهم الشهرية وبشكلٍ منتظمٍ ودوري، ومن أهم تلك المؤسسات  مؤسسة رميلان التي تدير آبار النفط  المرتبطة بشكلٍ مباشر مع إدارتها بدمشق، ويحكمها مديرٌ تمّ تعيينه من النظام، وأيضاً هناك دوائر أخرى ومهمة وهي (دائرة النفوس والشؤون المدنية والقضاء والتجنيد والمالية والبلديات والكهرباء والمصارف التجارية والزراعية والصناعية) بالإضافة إلى الأفرع الأمنية التي تتمركز في كلٍّ من  مدينتي القامشلي والحسكة و التي لها وكلاء ومخبرون في جميع البلدات التي سُلِّمت مراكزها للإدارة.