icon
التغطية الحية

اتهامات وسخط شعبي في الحسكة.. هل افتعلت "الإدارة الذاتية" أزمة الغاز؟

2024.11.24 | 16:24 دمشق

آخر تحديث: 24.11.2024 | 16:36 دمشق

43
صورة أرشيفية - AFP
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- أزمة حادة في توفر الغاز المنزلي بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" شمال شرقي سوريا، مع اتهامات للإدارة الذاتية ببيع الغاز للسوق السوداء، مما أدى لارتفاع الأسعار.
- توقف مؤقت في معمل غاز السويدية بعد الضربات التركية، واستئناف الإنتاج لم يغطِ الطلب المتزايد، مما دفع الأهالي للجوء إلى بدائل خطرة مثل الحطب.
- ارتفاع أسعار الغاز ونقص المحروقات الأخرى أدى إلى طوابير طويلة أمام محطات الوقود، مما زاد من معاناة السكان في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

اتهم معتمدو بيع أسطوانات الغاز المنزلي "الإدارة الذاتية" المرتبطة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ببيع الغاز لتجار في السوق السوداء، ما تسبب بارتفاع سعر الأسطوانة الواحدة للضعف من جراء عدم توفرها لدى الكومينات (لجان الأحياء) ومعتمدي التوزيع في محافظة الحسكة.

وظهرت أزمة الغاز المنزلي في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" بشمال شرقي سوريا بالتزامن مع شن تركيا ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وقال معتمد غاز في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "المعمل خفض كمية أسطوانات الغاز التي يتم تسليمها إلى لجان الأحياء والمعتمدين بعد الهجمات التركية الأخيرة، وفي المقابل يتوفر الغاز في السوق السوداء بسعر مضاعف".

وأوضح أن "عشرات الشاحنات تقف في طوابير أمام معمل غاز السويدية، بالرغم من أن المعمل يعمل بشكل طبيعي، وفق ما ينقله الموظفون وسائقو الشاحنات لنا".

ونوه إلى أن "بعض المعتمدين لم يستلموا مخصصاتهم من الغاز للشهر الثاني على التوالي، ما تسبب بزيادة الطلب على شراء الغاز من تجار وسماسرة ينشطون في السوق السوداء، بسعر وصل إلى 250 ألف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة".

وكانت "الإدارة الذاتية" قد رفعت سعر أسطوانة الغاز من 10 آلاف ليرة سورية إلى 10 دولارات أميركية (155 ألف ليرة)، بعد تعرض معمل غاز السويدية لقصف من قبل الطائرات التركية مطلع العام الجاري، بحجة أن الغاز مستورد من إقليم كردستان العراق.

وحددت "الإدارة الذاتية" لاحقاً سعر الأسطوانة الواحدة بـ7 دولارات (105 آلاف ليرة سورية) مع إعادة المعمل للخدمة، بنسبة ارتفاع وصلت إلى عشرة أضعاف مقارنة بسعره السابق.

معمل السويدية لم يتعرض للقصف

وقال موظف في معمل غاز السويدية لموقع تلفزيون سوريا إن "الغارات الجوية التركية تسببت بتعليق العمل في المعمل لأربعة أيام، قبل أن يستأنف العمل فيه بشكل طبيعي".

وأوضح المصدر أن "كمية إنتاج المعمل تتراوح يومياً بين 10 و13 ألف أسطوانة من الغاز، ترتبط بعمل كافة وحدات التعبئة، وعدم حدوث أي خلل فيها، وغالباً ما يتم صيانة الأعطال خلال أيام قليلة".

وذكر أن "معمل الغاز والأجهزة والخزانات المرتبطة به لم تتعرض لأي أضرار خلال الغارات التركية على حقول النفط بريف الحسكة في الشهر الفائت".

واتهم الموظف، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، "الإدارة الذاتية" بافتعال أزمة الغاز بحجة الضربات التركية، لبيعه في السوق السوداء بأسعار مرتفعة عبر تجار مرتبطين بها.

وأكد أن "كميات من الغاز تُهرّب من المعمل عبر شاحنات إلى مستودعات تابعة للإدارة الذاتية، ومنها يتم ضخها إلى السوق السوداء في المنطقة وتوزيعها حتى على المنازل في الأرياف والقرى بأسعار مضاعفة".

ارتفاع سعر الأسطوانة للضعف

خلال أقل من شهر واحد، اشترى "حسين العيسى"، وهو مواطن من الحسكة، أسطوانة الغاز بسعر 200 ألف ليرة سورية، و250 ألف ليرة سورية من باعة في السوق السوداء.

وقال العيسى إن "معتمد توزيع الغاز في الحي أخبرنا بأن إدارة المعمل تتذرع بوجود ضغط وضعف في الإنتاج، ما تسبب بتأخير وصول مستحقاتنا من الغاز لأكثر من شهر".

وأضاف أن الغاز يتوفر بكميات كبيرة لدى الباعة المتجولين، بالرغم من عدم قانونية بيع الغاز خارج المراكز المعتمدة من قبل "الإدارة الذاتية"، إلا أن الغاز أصبح يتوفر بسهولة ويصل إلى القرى أيضاً، ولكن بسعر مرتفع.

وأكد العيسى أن مصدر الغاز الوحيد في المنطقة هو معمل السويدية، وتديره "الإدارة الذاتية"، وهي المسؤولة عن تهريب الغاز وتوفيره في السوق السوداء، في حين لا يتوفر لدى المعتمدين، إذ يبلغ سعر الأسطوانة الرسمي 7 دولارات (105 آلاف ليرة سورية).

ومع ارتفاع تكاليف شراء أسطوانة الغاز وعدم توفره، لجأ العديد من الأهالي إلى استخدام الحطب، خاصة في الأرياف، من أجل الطبخ وتسخين المياه.

ويضطر بعضهم إلى استخدام "البابور"، بالرغم مما يشكله من مخاطر، بسبب تكرار حوادث انفجاره واحتراق ووفاة عشرات الأشخاص في محافظة الحسكة خلال العامين الماضيين، كون الكاز المكرر محلياً ينبعث منه غازات شديدة الاشتعال.

معمل غاز السويدية

يقع معمل غاز السويدية في منطقة المالكية بريف الحسكة، ويتجاوز إنتاجه 14 ألف أسطوانة غاز يومياً، تُسلّم إلى لجان المحروقات التابعة لـ"الإدارة الذاتية".

ويعد معمل السويدية من أكبر معامل الغاز وتوليد الكهرباء في الحسكة، وإلى جانب ذلك المعمل، تسيطر "قسد" على بقية حقول الغاز في المحافظة، مثل حقل رميلان وحقل الجبسة في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة، الذي يبلغ إنتاجه 1.2 مليون متر مكعب يومياً، والذي يُرسل إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر أنبوب يمتد من الحسكة -عبر دير الزور- إلى محطة الريان في ريف حمص.

يشار إلى أن عموم مناطق سيطرة "قسد" تشهد أزمة محروقات كبيرة، خاصة في مادة المازوت، إذ ينشر العديد من الناشطين والصفحات المحلية باستمرار صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة، وزادت الأزمة بعد الضربات التركية على مواقع لـ"قسد".