دخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه إسرائيل و"حزب الله"، بوساطة أميركية، حيز التنفيذ في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، حيث ساد الهدوء في عموم البلاد للمرة الأولى منذ أشهر.
ويمهد هذا الاتفاق الطريق لإنهاء التوترات عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التي أودت بحياة الآلاف منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي.
وبثت وكالة "رويترز" تسجيلاً يظهر إطلاق رصاص وعيارات نارية حمراء في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ولم يتضح ما إذا كان إطلاق النار احتفالياً بالهدنة، وهو أمر معتاد في المنطقة. كما أنه لم تظهر أي علامات على وجود نشاط جوي في أجواء المنطقة.
كذلك بث لبنانيون تسجيلات تظهر عودة عدد من سكان الجنوب إلى مدنهم وبلداتهم فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على الرغم من دعوة الجيش الإسرائيلي للتريث وعدم العودة حالياً.
ووجه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان جنوبي لبنان مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أشار فيه إلى أن قواته ما زالت منتشرة في المواقع التي سيطرت عليها داخل الأراضي اللبنانية.
كما أعلن حظر التوجه إلى القرى التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها أو الاقتراب من أماكن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة، مشيراً إلى أنه سيصدر في وقت لاحق بلاغاً بخصوص الموعد الآمن للعودة.
اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء أمس الثلاثاء، توصل إسرائيل و"حزب الله" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من تبادل الهجمات على جانبي الحدود.
وقال بايدن إن القوات الإسرائيلية ستنسحب تدريجياً على مدى 60 يوماً من لبنان، مع سيطرة الجيش اللبناني على الأراضي القريبة من الحدود لضمان عدم قيام "حزب الله" بإعادة بناء بنيته التحتية هناك.
وأضاف بايدن، في كلمة من البيت الأبيض، أن "المدنيين من الجانبين سيتمكنون قريباً من العودة بأمان إلى مجتمعاتهم".
ولم يعلق "حزب الله" رسمياً على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير فيه، حسن فضل الله، قال في تصريح لقناة "الجديد" إنه على الرغم من دعم "الحزب" لتوسيع سلطة الدولة اللبنانية، فإنه "سيخرج من الحرب أقوى، والآلاف سينضمون إلى المقاومة، ونزع سلاح المقاومة كان اقتراحاً إسرائيلياً ولم ينجح".