icon
التغطية الحية

ابتزاز للمستأجرين وتقلبات واسعة في سوق العقارات باللاذقية بعد الزلزال

2023.05.25 | 12:12 دمشق

آخر تحديث: 25.05.2023 | 17:06 دمشق

ابتزاز للمستأجرين وتقلبات واسعة في سوق العقارات باللاذقية بعد الزلزال
منزل متصدع من الزلزال في اللاذقية (تلفزيون سوريا)
اللاذقية ـ حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

يشهد سوق العقارات في محافظة اللاذقية تقلبات واسعة عقب كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا في شباط الفائت، أبرزها تغير أسعار الشراء في بعض المناطق وزيادة المعروض في الطوابق المرتفعة.

ومع زيادة الطلب على المنازل غير المتضررة، ارتفعت أسعار الإيجارات بشكل ملحوظ وصل في بعض المناطق للضعف، مع كثرة الطلب وقلة العرض، وبلغت قيمة بدلات الإيجار في أحياء مثل المشروع العاشر ومار تقلا والمشروع الأول والأوقاف بمدينة اللاذقية نحو 500 ألف ليرة.

زيادة الطلب على استئجار المزارع

ووفق أبي حسان وهو صاحب مكتب عقاري في مدينة اللاذقية فقد زاد الطلب بعد الزلزال على المباني الصغيرة المؤلفة من طبقات محدودة، لاسيما الطوابق الأرضية، وبعض الشقق أجرت بمبالغ وصلت إلى 700 ألف ليرة شهريا، بينما يجد أصحاب المكاتب صعوبة في تأجير الطوابق المرتفعة لاسيما في أحياء تضررت بشدة من الزلزال.

وأضاف أبو حسان في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" أن الزلزال أيضا زاد الطلب بشكل ملحوظ على إيجارات المزارع الصغيرة والفيلات في ضواحي اللاذقية وريفها، كما ارتفع سعر إيجار المنزل في الريف بأكثر من 50% عن فترة ما قبل الزلزال.

من جانبه قال الناشط الإعلامي في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي لـ"تلفزيون سوريا"، إن كثرة المنازل المتضررة في المدينة زاد من الطلب على الإيجارات في مناطق ومنازل أقل تضررا لاسيما في الريف والضواحي ورفع الإيجارات بشكل مبالغ فيه، في حين اشترط البعض على المستأجرين الدفع عن سنة كاملة مع توفر الكثير من الراغبين بالإيجار.

ونوه جبلاوي إلى أن المساعدات الخارجية من قبل المغتربين وتكفل بعض الجمعيات والمنظمات بتأمين منازل بديلة للمتضررين ساهم برفع الأسعار كثيرا، مشيرا إلى أن بعض المنازل تم تأجيرها في جبلة بأكثر من مليون ليرة وهو رقم قياسي يصل لأكثر من ضعفي قيمة الإيجارات في المدينة.

ماذا عن شراء المنازل في اللاذقية؟

من جانب آخر أكد عاملون في قطاع العقارات باللاذقية أن حالة الخوف التي خلقها الزلزال أدت إلى جمود واسع في عمليات البيع وخلقت عرضاً كبيراً مقابل إقبال ضعيف على الشراء.

وقال عبد الله (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو صاحب مكتب عقاري في مدينة جبلة لموقع تلفزيون سوريا إن العوامل النفسية مثل الخوف، ورفض أفراد في العائلة السكن في منزل مرتفع، دفع بعض أصحاب العقارات إلى عرضها للبيع بسبب عدم جدوى امتلاكها.

وأوضح أن بعض الشقق التي تصدعت أو في طوابق مرتفعة كالخامس والسادس معروضة بنصف سعرها، ورغم ذلك لايوجد مشترون.

ونوه عبد الله إلى أن الجمود لم يقتصر على المنازل الجاهزة، وإنما طال قطاع الإنشاءات المتوقف منذ بداية الزلزال وسط عزوف عن شراء المنازل الجديدة بسبب الخوف من تضررها.

اشترى أبو إبراهيم (38 عاما) منزله الواقع في الطابق السادس بحي الطابيات باللاذقية قبل خمسة أعوام، تعرض في الزلزال لبعض التصدعات وترفض عائلته مطلقا العودة للسكن في المنزل.

عرض الرجل منزله للبيع على أمل الاستعاضة عنه بآخر في طابق أرضي لكن لم يتوفر أي عرض للشراء رغم موقعه المميز وانخفاض سعره مقارنة بأسعار مثيله في المنطقة، وفق ما أكد في حديث لموقع تلفزيون سوريا.

من جانب آخر أوضح أبو موسى (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو تاجر عقارات في مدينة اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا، أن جمود سوق العقارات في اللاذقية ليس بسبب الزلزال فقط وإنما بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والأرقام الخيالية لأسعار الشقق مقارنة بالدخل.

وأضاف:"هناك عدة أسباب مشتركة بينها غلاء سعر الأراضي وعدم تحرك المحافظة لفرز أراض جديدة للسكن ومنح تراخيص فضلا عن الارتفاع الكبير بأسعار المواد الأساسية كالحديد والإسمنت مقابل تراجع القدرة الشرائية".

ولفت في الوقت ذاته إلى تحكم فئة قليلة من التجار بالسوق وضعف مشاريع الجمعيات التعاونية والسكن الشبابي التي كانت فيما سبق خيارا لذوي الدخل المتوسط.

وتوقع "أبو موسى" في ختام حديثه أن يمتص سوق العقارات قريبا هذه الصدمة، وينتعش الطلب مجددا على المنازل الجديدة في ظل الحاجة لتعويض النقص الحاصل وفي ظل زيادة الطلب على الإيجارات.

ابتزاز للمستأجرين القدامى

من جانب آخر اشتكى الكثير من المتسأجرين قبل كارثة الزلزال، من ابتزاز أصحاب المنازل لهم ومطالبتهم برفع الإيجارات أو إخلاء المنزل.

وقالت آسيا (48 عاما) تقطن في حي الصليبة بمدينة اللاذقية، إن صاحب منزلها طلب منها إخلاء المنزل الواقع في الطابق الأرضي بعد الزلزال بيومين بحجة منحه لأقربائه الذين خسروا منزلهم، لكن ما اتضح بعد ذلك أنه قام بتأجيره بمبلغ 800 ألف ليرة بينما كانت قيمة الإيجار قبل الزلزال لمنزلها 350 ألف ليرة.

وحسبما أعلنت غرفة العمليات الإغاثية في محافظة اللاذقية بمؤتمر صحفي بداية شهر آذار الفائت، بلغ عدد العائلات المتضررة منذ وقوع الزلزال 2117 عائلة موجودة حالياً في 24 مركزاً للإيواء، بينما تعرّضت 105 مبان للهدم بفعل الزلزال وأزيلت 6 أبنية بعد الكارثة، مع وجود 967 مبنى آيلاً للسقوط حالياً، و3833 مبنى بحاجة تدعيم.