icon
التغطية الحية

إيكونوميست: روسيا تحاول أن تستميل مستخدمي تويتر إلى صفها

2022.05.26 | 15:36 دمشق

صورة تعبيرية- المصدر: الإنترنت
صورة تعبيرية- المصدر: الإنترنت
إيكونوميست - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يتركز القتال بين أوكرانيا وروسيا بشكل رئيسي شرقي البلاد، إلا أن هنالك حلفاء يحاولون التودد لروسيا في مختلف بقاع العالم، ولهذا أصبحت أوكرانيا بحاجة ماسة لأن تقوم دول أخرى بالالتزام بالعقوبات الغربية وتبنيها، وهذا يعني كسب القلوب والعقول في أماكن مثل الهند وتركيا.

بالنسبة لأي مستمع غربي، فإن ما تصوره روسيا حول زعماء أوكرانيا بأنهم نازيون يبدو شيئاً عبثياً، ولكن عندما أذهلت قوة الجيش الأوكراني الكرملين وفاجأته، أصبح احتمال التقليل من شأن فعالية الدعاية الروسية وارداً، إذ ثمة تحليل ظهر في بعض المنشورات التي انتشرت مؤخراً على تويتر ذكر بأن العمليات الإعلامية التي تمارسها روسيا عبر الشابكة أصبحت تركز على دول ليست غربية، وقد آتت تلك العمليات أكلها.

ولنقيس مدى تأثير الشخصيات المؤثرة الروسية عبر الشابكة، درسنا 7756 حساباً على تويتر حددته لنا شركة CASM للتقانة وهي شركة بريطانية متخصصة بالتحليل، فاكتشفنا بأن جميع تلك الحسابات استخدمت وسمي #IStandWithPutin (ادعم بوتين)، و #IStandWithRussia (أقف مع روسيا) خمس مرات على الأقل خلال الأيام الاثني عشر الأولى من الحرب.

قسمت شركة CASM تلك الحسابات إلى مجموعات (انظر الرسم البياني أعلاه)، بحيث تمثل كل نقطة مستخدماً واحداً، وهنا تبدو الحسابات التي أرسلت رسائل متشابهة قريبة من بعضها، في حين أن الحسابات التي تصرفت بشكل مختلف تظهر متباعدة عن بعضها، إذ مثلاً، تشدد الحسابات في جنوبي أفريقيا على التضامن ضد الاستعمار، في حين أن الكثير من الحسابات الموجودة في جنوبي آسيا ركزت على الدعم الدبلوماسي الذي قدمته روسيا للهند.

إلا أن ذلك التصنيف ترك سؤالاً رئيسياً واحداً بلا إجابة، وهو كم عدد هؤلاء المستخدمين الذين يدعمون روسيا بصدق؟ وكم عدد الروبوتات وشبكات الحسابات المتصيدة المأجورة؟

لنعرف الحقيقة، جمعنا 3.7 ملايين تغريدة نشرها هؤلاء المستخدمون ومتابعوهم، وقمنا بترجمتها إلى الإنكليزية بمساعدة غوغل، ثم قرأنا 2211 منشوراً منها، وصنفناها بين داعمة لروسيا، أو لأوكرانيا، أو لا تدعم أياً منهما، بعد ذلك استخدمنا تلك البيانات لتشكيل خوارزمية، ثم طبقنا تلك الأوصاف على ما تبقى من تغريدات قمنا بجمعها.

بعد ذلك، حاولنا أن نكتشف المستخدمين الذين يعملون لصالح الكرملين، فاكتشفنا بأن نصف الحسابات تقريباً لم يعد بالإمكان الولوج إليها، لأنها حذفت، أو تحولت إلى حسابات خاصة، أو قامت شركة تويتر بحظرها.

ومن بين ما تبقى من الحسابات، تبين بأن ما يقدر بنحو 7% كتب تغريدات موالية لروسيا بطريقة مريبة، بعض تلك الحسابات أنشئ في مطلع الحرب، في حين أن البعض الآخر كان نادراً ما يتطرق للحديث عن روسيا قبل بداية شهر آذار الماضي.

بيد أن جميع تلك الحسابات تعاونت سوية على نشر رسائل متطابقة، إذ بخلاف الروبوتات الآلية، نوعت غالبية تلك الحسابات ما بين صياغة تغريدات أو التأكيد على هذا النوع من المحتوى، وهذا ما يؤكد حدس الكثير من المحللين الذين يرون بأن روسيا أو أحد عملائها دفعوا المال لأشخاص حقيقيين حتى ينشروا تلك المنشورات.

لقد نجحت تلك الحسابات المريبة بضخ تلك الأفكار وإدخالها ضمن الحوارات التي تدور عبر الشابكة. وذلك لأن رسائلهم الموالية لروسيا تمت إعادة تغريدها 61 مرة وسطياً، ويبدو أن هؤلاء ممن يغيرون أفكارهم ومواقفهم ولكنهم فازوا في نهاية المطاف. إذ بعدما نشرت تلك الحسابات المريبة محتوى موالياً لروسيا، ارتفعت نسبة المشاركات التي قام بها متابعوهم لتغريدات تقف إلى صف روسيا وتفضلها عن غيرها. وبالمقابل، لم يتغير نشاط تلك الحسابات المريبة في ردها على المنشورات التي نشرها المتابعون أو المستخدمون الذين تقوم تلك الحسابات بمتابعتها.

ونظراً لأن هذا النشاط تركز ضمن الأوساط الآسيوية والأفريقية على الشابكة، لهذا لم يكن محتواهم ظاهراً بالنسبة لمتابعي تويتر في الدول الغربية. ولكن إن قامت دول مثل جنوب أفريقيا بمساعدة روسيا على الصمود في وجه عاصفة العقوبات، عندها يمكن تحميل جزء من المسؤولية لوسم #IStandWithPutin.

المصدر: إيكونوميست