icon
التغطية الحية

إيقاف منح التراخيص للسوريين في مصر.. ابتزاز أم تضييق جديد؟

2020.09.15 | 07:47 دمشق

mhl_khyrat_alsham_.jpeg
محل سوري في مدينة القاهرة (تلفزيون سوريا)
مصر - خاص
+A
حجم الخط
-A

"منذ ثماني سنوات وأنا أبني بهذا المحل الذي كان مجرد محل صغير أجره لا يتجاوز 2000 جنيه واليوم يأتي من يتم اتهامنا بأننا ممولون من قطر وتركيا، ولكن الحقيقة أن هذا العمل أصابني بالدوالي والسكري فأنا أعمل على دوام من التاسعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً".. هذه الكلمات التي تحمل حيرة وأسى قالها لموقع تلفزيون سوريا أحد أصحاب المحال السورية في مدينة نصر التي تتبع محافظة القاهرة.

وقف منح التراخيص للسوريين في مصر

الصدمة شملت كل العاملين في السوق المصرية بعد صدور قرار من وزير التنمية المحلية في مصر اللواء محمد شعراوي ينص على وقف إصدار تراخيص جديدة لمحال تجارية يملكها أو يشارك فيها سوريون مع مصريين مشروطاً بموافقة الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية وموجه إلى كافة المحافظين.

محمد أحد أصحاب محالّ الأجبان في مدينة 6 أكتوبر التي تعتبر أحد مراكز تجارة السوريين ومن أكبر تجمعاتهم السكانية التي عكست صورة نجاح السوريين في مصر.. يقول محمد عن القرار: "أغلب المحال لا تحصل على ترخيص خصوصاً الصغيرة منها لكنها تدفع كل ما يجب عليها قانوناً من ضرائب وكهرباء وماء وتشغل عدداً كبيراً من المصريين، وهذا القرار كيدي من بعض المستثمرين المصريين الذين يرون أن السوريين سرقوا منهم السوق".

خالد أيضاً يملك محل بيع عطارة يقول: "سبق أن تعرضنا لهذه الضغوطات ويبدو أن القرار يشمل الهوامير وليس صغار التجار وكلنا جئنا بمالنا إلى هنا ولم نتلق أية أموال من أحد لكن هذه المرة تبدو القصة أكبر من سابقتها".

السوريين في مصر
محل سوري في مدينة القاهرة (تلفزيون سوريا)

هل يستهدف وقف الترخيص في مصر كبار التجار؟

السوريون ليسوا طارئين على السوق المصرية فماركات شهيرة في صناعة الألبسة مثل (قطونيل والامبراطور) يملكها سوريون وهي تستحوذ على السوق، وأكبر معامل النسيج في مصر افتتحه الرئيس المصري بحضور رجل الأعمال السوري محمد صباغ شرباتي.

 

 

هؤلاء يعتقد الكثير من السوريين أنهم في منأى عن أية مشكلات كونهم برعاية الدولة المصرية، ومن ضمن هؤلاء محال كبيرة تم افتتاحها برعاية سفير النظام بالقاهرة ولديهم فروع عدة، وبعض من يستقبلون الفنانين الموالين للنظام كمطعم (ورد) الشهير، وبعض التجار الذين يستوردون البضائع سورية المنشأ.

لكن البعض يهمس أن القرار بما يحمله من اتهامات التمويل تذهب إلى أبعد من ذلك، وليس كما يعتقد بعض السوريين أنها بدافع اعتراضات من رجال أعمال مصريين، وهو ما يمكن أن يكون ابتزازاً لرجال الأعمال على شكل إتاوات فماذا يعني أن يتضمن القرار: "هناك بعض التقارير التي تشير إلى تمويل دولة قطر للسوريين المقيمين في مصر من أصحاب المحال التجارية، من خلال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بهدف تكوين كيان اقتصادي جديد للجماعة، يمكنها من المشاركة في تمويل أنشطتها المحظورة داخل وخارج حدود الدولة المصرية".

أحد المقربين من رجال الأعمال الكبار طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لموقع تلفزيون سوريا: "لم تتوضح إلى الآن ماهية القرار وإلى أين يمكن أن يفضي وهناك استياء من الاتهامات التي تضمنها ولكن العلاقة جيدة مع المصريين وهناك تراخيص عمل من هيئة الاستثمار المصرية، وهنا لدينا تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر وجمعية المستثمرين السوريين في مصر".

محل سوري في مدينة القاهرة (تلفزيون سوريا)
محل سوري في مدينة القاهرة (تلفزيون سوريا)

كيف ينظر المصريون إلى السوريين؟

بالرغم من حملة السوشال ميديا التي يقودها بعض "الحاقدين" على النجاح السوري فإن مذاق الشاورما والفروج والأجبان السورية ما زال يسلب قلوب المصريين.

وفي جولة في سوق الحصري، حيث تجمّع المحال السورية في مدينة 6 أكتوبر ما زال (روستو) يجمع المصريين على طاولاته المزدحمة، وحلويات داوود (نابلسية ومبرومة وسواها) تشهد إقبالاً كبيراً..إلا أن البعض يخشى من قرارات أخرى للتضييق عليهم، وخشية مما ستأتي به قادمات الأيام ما يعني ضياع تعب السنوات الصعبة الأولى في بلد أحبوه ولكنهم كما يقول مجيد: "نحن نعتمد على عملنا وعلى حب الأغلبية من المصريين للشعب السوري"..