icon
التغطية الحية

إيران وروسيا وأميركا وتركيا.. كيف دخلت جيوش هذه الدول إلى سوريا؟

2022.09.16 | 13:24 دمشق

عساكر تابعين للنظام السوري ومدنيين موالين لبشار الأسد يرفعون أعلام النظام وروسيا وإيران (رويترز)
عساكر تابعين للنظام السوري ومدنيين موالين لبشار الأسد يرفعون أعلام النظام وروسيا وإيران (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات الإعلامية لما يوصف بـ"المصالحة" بين أطراف الصراع السوري، كما ارتفعت وتيرة التواصل مع النظام السوري على الصعيدين السياسي والأمني من قبل قوى عربية وإقليمية وبوساطة روسية في كثير من الأحيان، لكن وعلى الرغم من هذه المساعي، فإن الأراضي السورية تضم جيوشاً وقوات وحلفاء لأربع قوى أجنبية تشكل جزءاً أساسياً من الصراع، هي إيران وروسيا وأميركا وتركيا.

في هذا التقرير، ترصد وكالة "رويترز" تاريخ تدخل كل من هذه الجيوش، والأسباب التي دفعتها للمشاركة في هذه الحرب، وأماكن نفوذها على الخريطة السورية هذه الفترة.

إيران: وجود استشاري وميليشيات طائفية

 تدخلت إيران باكراً في الحرب السورية، منذ عام 2012، حين نشرت قوات من حرسها الثوري (قوات النخبة) على الأراضي السورية، لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في التصدي لقوى المعارضة المسلحة التي كادت تطيح به.

وعلى الرغم من مقتل مئات الإيرانيين في سوريا، تصر كل من طهران والنظام السوري على الادعاء بأن الوجود الإيراني في سوريا يقتصر على تقديم المشورة.

ومن جانب آخر، عملت طهران بجد على تمويل وتسليح ميليشيات طائفية تابعة لها استقدمتها من العراق وأفغانستان للقتال في سوريا، غالباً ما تلعب ميليشيا "حزب الله" اللبنانية دور القائد لها.

وتنتشر القوى الإيرانية وحلفاؤها في معظم مناطق سيطرة النظام السوري، بما في ذلك الحدود العراقية، وسبق أن نشبت العديد من الخلافات مع الأردن بسبب تمدد إيران في الجنوب السوري، وتورطها الكبير في نشاط حركة تهريب المخدرات من الأراضي السورية إلى الأردن.

تسببت طهران كذلك بتحويل سوريا إلى أراضي مواجهة إسرائيلية إيرانية، إذ تشن إسرائيل عشرات الضربات الجوية ضد مخازن الأسلحة الإيرانية في سوريا، لمنعها من تشكيل قوة مستقرة في البلاد.

أميركا: ضربة ضد "داعش" وسيطرة على حقول النفط

عام 2014 بدأ التدخل العسكري الأميركي في سوريا خلال ولاية باراك أوباما، من باب مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي أعلن في ذلك الوقت عن سيطرته على ثلث سوريا والعراق.

وفي عام 2018، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتصار على "داعش"، مبدياً رغبته في سحب القوات الأميركية من سوريا، لكن انتقادات لخطة الانسحاب تمحورت حول التخوف من ترك فراغ تملؤه إيران وروسيا، دفعت واشنطن للاحتفاظ بقواتها في البلاد، بحجة دعم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي شاركت في معارك ميدانية ضد "داعش" في شمال شرقي سوريا.

وتعتمد أميركا على "قسد" للسيطرة على حقول النفط السورية، إذ تتمركز العديد من القواعد الأميركية في حقول النفط الرئيسية، رميلان في ريف الحسكة، "العمر، وكونيكو" في ريف دير الزور، علماً أن التمركز الأميركي الرئيسي موجود في قاعدة "التنف"، قرب تقاطع الحدود بين الأردن والعراق.

روسيا: جرائم حرب ضد الإنسانية

عام 2015 اشتد الخناق على نظام الأسد، وسارع لطلب التدخل من روسيا، التي أنشأت قاعدة جوية في اللاذقية، ونشرت طائرات حربية فيها، ونفذت انطلاقاً منها حملات جوية قاسية ضد الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام السوري، أعادت لبشار الأسد غلبته في البلاد.

كذلك وسعت روسيا من وجودها البحري في سوريا، والذي يعود تاريخه إلى فترة الحرب الباردة في القرن العشرين، حين أنشأ الاتحاد السوفييتي قاعدة بحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط.

وتعمل كل من روسيا وإيران بالتنسيق مع بعضها بعضاً لدعم نظام الأسد ضد معارضيه، وتورطت الدولتان في مجازر مروعة ضد المدنيين، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالإضافة إلى القوات الجوية الروسية، تنشر موسكو شرطة عسكرية في مناطق سيطرة النظام، لمراقبة اتفاقيات تقضي بوقف تصعيد القتال، غالباً ما يتم خرقها جواً عن طريق الروس أنفسهم، أو براً عن طريق حلفائهم الإيرانيين.

تركيا: حرب على "داعش" و"قسد" واتفاقيات ثلاثية

تدخلت تركيا عسكرياً في سوريا عام 2016، واستهدفت عمليتها الأولى كل من تنظيم "داعش" و"وحدات حماية الشعب"، التي تعتبرها أنقرة تهديداً أمنياً بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة إلى جانب العديد من الدول الغربية كمنظمة إرهابية.

ووسعت تركيا وجودها في سوريا عام 2017، بعد اتفاق ثلاثي تركي – روسي – إيراني، قضى بانتشار القوات التركية في 12 نقطة شمال غربي سوريا، تسيطر عليها فصائل معارضة للنظام السوري.

وباعتبار أن وحدات حماية الشعب جزء من "قسد"، فإن القوات التركية نفذت عمليتين إضافيتين ضد مناطق الأخيرة، الأولى في عفرين عام 2018، والثانية في بلدتي رأس العين وتل أبيض عام 2019.

وفي عام 2020، شاركت تركيا بآلاف القوات في عمليات تصدي لمحاولات تقدم شنها النظام السوري وروسيا ضد محافظة إدلب، لاستعادتها من أيدي القوات المعارضة للأسد.