icon
التغطية الحية

إيران والنظام يغرقان سوريا بالمخدرات بعد تراجع التهريب إلى الأردن

2022.07.21 | 19:36 دمشق

1
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تشهد تجارة وتهريب المخدرات التي تعتبر أحد أركان اقتصاد النظام السوري والميليشيات الإيرانية، تراجعاً خلال شهر تموز الجاري، وذلك على خلفية اجتماع أردني إيراني جرى مؤخراً في العراق بهدف احتواء عمليات تهريب المخدرات.

وبحسب تقرير لـ"تجمع أحرار حوران"، كان للاجتماع آثار إيجابية حتى الآن، فمن ناحية يريد الأردن التخلص من أي تهديدات تمس أمنه القومي، وإيران وافقت على وقف عمليات التهريب، لكن في مقابل ذلك ستوجه أنظارها وتركيزها بشكل أكبر على ترويج المخدرات داخلياً بشكل كبير، مع إيجاد أسواق خارجية وخاصة بالتهريب عبر الموانىء السورية، إضافة لاستكمال بسط سيطرتها على الجنوب السوري.

إغراق المدن السورية بالمخدرات

وبات تصنيع وتجارة المخدرات في الجنوب السوري عملية علنية، فمنذ عملية التسوية في 2018 نشطت المجموعات والخلايا التابعة للميليشيات الإيرانية بترويج الحبوب المخدرة والحشيش في درعا والسويداء، وذلك بمعرفة أجهزة النظام الأمنية.

وفي سبيل تحقيق ذلك، أنشأت ميليشيا "حزب الله" اللبناني مؤخراً عدداً من معامل (مكابس) تصنيع الكبتاغون في السويداء، كما أنشأتها من قبل في درعا، حيث نقلت آلات كبس الحبوب من ريف حمص إلى ريف السويداء، وفقاً للتقرير.

تقارير عديدة تتحدث عن إغراق السويداء بعمليات تعاطي المخدرات وبيعها للأهالي خاصة طلاب المدارس، حيث أشارت هذه التقرير إلى وجود شبكات يعمل فيها عدد من الأطفال، أمام المدارس ويقومون ببيع حبوب الكبتاغون بشكل علني.

وتجري عمليات البيع بأسعار أقل من السوق بكثير، لتوريط أكبر عدد من المراهقين بالتعاطي، فيما رفض مديرو المدارس التدخل بحجة أن سلطتهم تنحصر داخل أسوار مدارسهم، وفي الوقت نفسه فإن الأطفال الذين يبيعون الحبوب المخدرة يتمتعون بحماية أجهزة النظام الأمنية بشكل علني، والتي منعت الأهالي عدة مرات من الإمساك بهؤلاء الأطفال، بحسب التقرير.

أبو أمير، ناشط من السويداء، أكد لـ"تجمع أحرار حوران" أنّ ما يجري تداوله صحيح، وأنّ شبكات بيع المخدرات ليست جديدة في السويداء، مبيناً أنّ عملية توريط الأطفال موجودة ومن بينهم طفلات إناث لا تتجاوز أعمارهن 12 عاماً، مشيراً إلى أنّ عملية توريط الأطفال في المخدرات تتحول لأمور أسوأ لاحقاً.

وأوضح الناشط، أنّ إيران تهدف من خلال ترويج المخدرات لأمرين رئيسيين، الأول إيجاد مورد اقتصادي داخلي يغطي عمليات الميليشيات، والثاني، إيجاد جيل مستسلم للطموحات الإيرانية في الجنوب وغير واعٍ لما يجري، بحيث تسهل السيطرة عليه بشكل أكبر في سبيل تحقيق الهدف الأكبر وهو تشييع المنطقة بشكل كامل، بحسب وصفه.

وتستغل إيران، الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية من كل الجوانب، ما يجعل هذا المجتمع فريسة سهلة للوقوع في فخ التعاطي، وبذلك يجد التجار والمروجون بهؤلاء الناس قيمة مادية لكسب زبائن جدد، سيكونون بعد إدمانهم زبائن دائمين لديهم دون أن ينظروا إلى المبالغ التي يدفعونها كثمن للمخدرات.

في محافظة درعا، تعتبر عمليات بيع المخدرات أشد خطورة من السويداء، إذ تنتشر هذه التجارة منذ العام 2018 على نطاق واسع، ومن الناحية العملية تعتبر درعا أكثر أهمية واستراتيجية بالنسبة لإيران لاستهدافها بالمخدرات.

فمن ناحية تستغل إيران هذه التجارة لتحقيق أرباح أكبر من السويداء نظراً لوجود بعض الموارد التي تمكن أبناء المحافظة من شراء وتعاطي المواد المخدرة وبالتالي تحقيق أرباح لا يستهان بها، ومن جهة ثانية، لا تزال درعا تشكل "حتى الآن" الرقم الصعب بالنسبة للنظام والميليشيات من خلال وجود جماعات متعددة تعارض الوجود الإيراني، وذلك على الرغم من الفلتان الأمني الذي أوجده النظام بدعم من الإيرانيين، والذي أدى لوجود كم كبير من عمليات الاغتيال في المحافظة، وفق ما أفاد به التقرير.

الجنوب مستهدف من دمشق وحتى الحدود الأردنية

وكان تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" أوضح، مطلع الشهر الحالي، أنّ ما يجري في العاصمة السورية دمشق يؤكد تزايد تجارة وتعاطي المخدرات بشكل واسع، ما دعا خبراء دوليين وإقليميين، إلى إطلاق تسمية "جمهورية الكبتاغون" على سوريا، وذلك في الوقت الذي يحاول النظام تضليل هذه المعلومات بادعائها أنها تواجه هذه الآفة بكل عزيمة وإصرار، وأنّ مناطقها بعيدة عن زراعة وتصنيع المخدرات.

وبيّنت الصحيفة، أنها ترصد منذ فترة طويلة مشهد أشخاص جالسين على أرصفة في شوارع دمشق والحدائق، وقد بدت عليهم مظاهر الفتور والخمول وترديدهم لعبارات غير مفهومة، بسبب تعاطيهم للمخدرات على الأغلب، بعدما كانت رؤية مثل هذه المشاهد نادرة قبل عام 2011.

وأشار التقرير، إلى أنّ سوريا تحولت من معبر لتهريب المخدرات، قبل العام 2013 إلى مُصَدر لها في هذا العام بالذات، وخاصة حبوب "الكبتاغون"، وذلك بالتزامن مع انكماش اقتصادها الرسمي بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية والفساد داخل حكومة النظام السوري.

وأيضاً، صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، وفي تحقيق نشرته نهاية العام الماضي، ذكرت أنّ مصانع "الكبتاغون" تنتشر بشكل أساسي في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، والأراضي التي يسيطر عليها "حزب الله" بالقرب من الحدود اللبنانية، أو خارج العاصمة دمشق وحول مدينة اللاذقية الساحلية.

ازدياد معدلات الإدمان

ومطلع حزيران المنصرم، كشف مدير مشفى ابن رشد للأمراض النفسية في دمشق، غاندي فرح، عن ازدياد حالات الإدمان بمختلف أشكاله بين معظم الفئات العمرية في مناطق سيطرة النظام السوري، لا سيما فئة الشباب والمراهقين وعلى مستوى الجنسين.

وكان مدير "إدارة مكافحة المخدرات"، نضال جريج، كشف أن عدد قضايا المخدرات التي سجلت خلال العام الحالي وصل إلى 4991، في حين وصل عدد المتهمين إلى 6408، في مناطق سيطرة النظام السوري.

وأضاف جريج أن الفترة الأخيرة شهدت كثيرا من عمليات تهريب المخدرات استخدم فيها المهربون وسائل فنية كان من الصعب، وفقاً لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.