icon
التغطية الحية

إيران وإسرائيل لن تتفقا لكنهما تعلمتا التعايش مع روسيا في سوريا

2019.11.25 | 20:22 دمشق

image.jpg
نيوزويك - ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تمكنت روسيا من تقييم العلاقات بين العدوتين اللدودتين إيران وإسرائيل وأن تُطور علاقات استراتيجية مع كلتيهما وهي تسعى وراء تحقيق أهدافها في سوريا، إلا أن عملية التوازن الدقيقة تلك يمكن أن تفشل في أية لحظة كما أثبتت الغارات الإسرائيلية الأخيرة ضد أهداف في سوريا يعتقد أنها مواقع إيرانية في دمشق.والآن بات كلا اللاعبين يتطلع إلى موسكو لتفادي الوصول إلى نتيجة كارثية.

غير أن روسيا- بدلاً من الانحياز لأي طرف في النزاع الدائر بين إسرائيل وإيران- اختارت أن تنخرط مع كلتا الدولتين على أمل خفض فتيل النزاع والتوتر بينهما إلى جانب إعادة الاستقرار لسوريا في ظل حكم بشار الأسد، إذ مازالت المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام تتعرض بشكل متكرر لغارات جوية من قبل إسرائيل التي تسعى لمنع إيران من إنشاء أية قواعد عسكرية لها في هذه البلاد، كونها تعتبر حليفاً أساسياً للأسد إلى جانب كونها قوة إقليمية مؤثرة لكنها تكن عداوة شديدة لإسرائيل.

وحول عدم رد الدفاعات الجوية الروسية الحديثة على الهجمات الإسرائيلية، يحدثنا رئيس مركز الدراسات السياسية الروسية من موسكو يفغيني بوزهينسكي وهو ضابط متقاعد وصل إلى رتبة فريق ويشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي ويقول "يبدو أن هنالك صفقة من نوع ما بين روسيا وإسرائيل وسوريا بالنسبة لتلك الضربات. فأولاً: لم تتسبب هذه الضربات بضرر جسيم، وثانياً: ألحقت هذه الضربات ضرراً بمواقع سورية دون أن تقترب من المواقع الروسية في سوريا".

ثم إن روسيا سمعت لشكوى إيران أيضاً، إلا أن بوزهينسكي يؤمن بأن طهران "لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار" وذلك بالنسبة للغارات الإسرائيلية التي تستهدف في أغلب الأحيان أصول حزب الله وممتلكاته دون أن تقترب من أي شيء يخص إيران. ومع وقوف موسكو في المنتصف، يتبين لنا بأن كلا الطرفين خفف من غلو اعتداءاته على الرغم من المظالم العميقة.

وحول ذلك يعلق بوزهينسكي قائلاً "يمثل ذلك العنصر الأساسي لنجاح الدبلوماسية الروسية. أجل، يمكننا تكوين علاقات مع إسرائيل وكذلك مع تركيا ومع إيران إلى جانب قيامنا بدعم الحكومة السورية". ومع ذلك يرتفع خطر ارتكاب أي خطأ في الحسابات.

منذ دخولها الحرب في أيلول من العام 2015 تمكنت موسكو من نفخ الروح في حكم الأسد، وساعدت قوات النظام المحاصرة على استعادة صورتها ووجودها وكيانها في معظم أنحاء البلاد

ثم إن النزاع في سوريا الذي امتد لثماني سنوات كان على الدوام يدور في فلك أهداف القوى الدولية التي أوجدت لنفسها لاعبين محليين على الأرض. فبالنسبة للولايات المتحدة، بقيت تلك الأهداف تتغير بشكل متكرر، وذلك من حيث الدعم الذي أتى في البداية ليدعم المعارضة، ثم للمقاتلين الكرد الذين حاربوا تنظيم الدولة (داعش)، بعد ذلك قررت الولايات المتحدة أن تبقى الآن "من أجل النفط فقط" بحسب تصريح الرئيس دونالد ترمب بشكل واضح ومعلن وصريح.

غير أن التجربة الروسية كانت أكثر تماسكاً ورسوخاً وثباتاً، إذ منذ دخولها الحرب في أيلول من العام 2015 تمكنت موسكو من نفخ الروح في حكم الأسد، وساعدت قوات النظام المحاصرة على استعادة صورتها ووجودها وكيانها في معظم أنحاء البلاد، بعدما خسرت الكثير من الأراضي لصالح خليط من عناصر مقاتلة إسلامية ومعارضة إلى جانب مقاتلي تنظيم الدولة.

وقد سبق التدخل الإيراني والإسرائيلي في سوريا التدخل الروسي، تماماً كما هي حال الضغائن القديمة بينهما. فالثورة الإسلامية نفسها التي انتصرت عام 1979 هي من أطاح بحكم الشاه التابع للغرب وأمعنت في ذلك عندما سيطرت على السفارة الأمريكية في طهران، ثم قامت بطرد السفارة الإسرائيلية من البلاد، وأنكرت شرعية هذه الدولة في استعراض للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي دخل في صراع إقليمي استمر لعشرات السنين مع إسرائيل.

وعملياً ساعد الدعم الأمريكي الثابت على تطور إسرائيل وتمكينها من تأسيس أحد أحدث الجيوش في العالم، وفي الوقت ذاته تمكنت إيران من تجميع ما سمته الولايات المتحدة: "أكبر ترسانة متنوعة من الصواريخ البالستية في الشرق الأوسط"، إذ سعت إيران لتعويض ما ينقصها من الإمكانيات التقليدية الحديثة وذلك عبر حشد مجموعة من الميليشيات الشيعية في منطقة الشرق الأوسط، فظهرت ميليشيا حزب الله اللبناني أقدمها وأشدها نفوذاً وقوة، ليصطدم مرتين مع إسرائيل في نزاعين واسعي النطاق تسبب كل منهما بانسحاب إسرائيل من مناطق لبنانية.

أما اليوم، فباتت الجبهة الرئيسية بين إسرائيل وإيران هي سوريا، وبالرغم من وجود تنسيق ضمني بين القوى الموجودة هناك، إلا أن كلا الطرفين انخرطا في عمليات التصعيد، في ظل ظروف غامضة في أغلب الأحيان.

لقراءة الموضوع كاملاً في نيوزويك انقر هنا