icon
التغطية الحية

إيران وإسرائيل تخلطان الأوراق بنقل التصعيد إلى لبنان

2021.08.08 | 16:29 دمشق

photo_2021-08-08_15-32-03.jpg
+A
حجم الخط
-A

تتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بعد تفعيل التوتر الإيراني الإسرائيلي في منطقة الخليج العربي، إثر استهداف ناقلة نفط إسرائيلية "ميرسر ستريت" قبالة سواحل عُمان في 29 تموز الماضي، وتلميح طهران بأنها المنفذ ثم نفي ذلك بشكل رسمي من خارجيتها مع استمرار الاتهامات الغربية والإسرائيلية لها بأنها من استهدف الناقلة، متسببة بمقتل بريطاني وآخر روماني كانوا على متنها.

وقد أعلنت قناة "العالم" الإيرانية بعد يوم أن استهداف الناقلة الإسرائيلية، في أول تصعيد مباشر من نوعه، كان رداً على الغارات الإسرائيلية في وسط سوريا، التي أسفرت عن مقتل قياديين من "الحرس الثوري الإيراني" وميليشيا "حزب الله" اللبناني في حزيران الماضي.

وكعادة التوترات الإيرانية الإسرائيلية المستمرة منذ عقود دون أي مواجهة تذكر بين الطرفين، كان متوقعاً أن يتفاقم التصعيد بينهما في سوريا أو لبنان أو العراق حيث ينشط النفوذ الإيراني.

ويفتح التصعيد الجديد التساؤلات حول الهدف من التوتر الجديد القائم بين الإيرانيين والإسرائيليين في لبنان بعد مياه الخليج، وما هو الملف الذي يودون التغطية عليه في المنطقة، خصوصاً مع وصول رئيس جديد في إيران إلى السلطة، واستمرار مفاوضات الملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة؟

نقل التصعيد إلى لبنان

وبعد أسبوع من حادثة الناقلة الإسرائيلية، استهدف الجيش الإسرائيلي يوم الخميس الماضي، لأول مرة منذ حرب تموز عام 2006، جنوب لبنان بقصف جوي على مناطق إطلاق الصواريخ، حيث أكّد أنها ردٌ على إطلاق قذائف من جنوب لبنان نفذتها عناصر فلسطينية.

وسقطت القذائف على منطقة خالية شمال إسرائيل متسببة في حرائق بأحراش في المنطقة الحدودية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي انطلق من جنوب لبنان.

في مقابل ذلك أعلن "حزب الله" يوم الجمعة الماضي، قصف المستوطنات الإسرائيلية في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 مم، وسط رفض شعبي من سكان المنطقة اللبنانية التي قصف منها حزب الله للأراضي الإسرائيلية.

ودعت قوات "اليونيفيل" المكلفة بمراقبة الحدود بين لبنان وإسرائيل جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الوضع في جنوبي لبنان خطير.

وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في حديث للقناة الإسرائيلية "12" على الأحداث قائلاً: إن "وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله أكثر خطورة".

وأضاف بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" أنه "لا ننوي السماح لحزب الله باللعب معنا، وحزب الله يعرف ذلك"، مشيراً إلى أن وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله "أكثر خطورة".

وأشار إلى أنه ليس هناك مصلحة لإسرائيل في لبنان إلا "الأمن والهدوء".

وفي اليوم التالي، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن "قصف إسرائيل لجنوب لبنان قبل يومين خطير جداً ولم يحصل منذ 15 عاماً"، مؤكداً على أن أي غارة جوية إسرائيلية سيتم الرد عليها بشكل مناسب.

وأوضح نصر الله في كلمة متلفزة، السبت، "أياً تكن الأوضاع الداخلية في لبنان فسنحمي شعبنا وبلدنا ويجب عدم المراهنة على الانقسام اللبناني".

وأكمل: "أقول للعدو لا تراهن على البيئة المحيطة بالمقاومة فهي داعمة ومخلصة في كل وقت".

وأضاف أن المقاومة اختارت مزارع شبعا للرد لأنها مناطق عسكرية لا يوجد فيها مدنيون، مشيراً إلى أن القصف في النهار كان متعمداً.

وذهب الأمين العام لحزب الله إلى أن "التقدير الإسرائيلي لميزان الردع الذي أوجدته المقاومة سيتداعى عبر الغارات"، مؤكداً أن "حرب 2006 أوجدت ميزان ردع مع العدو الإسرائيلي".

وشدد نصر الله على أن "إسرائيل لم تشن غارات على لبنان طيلة 15 عاماً بسبب خشيتها من تداعيات الحرب مع المقاومة".

خلط الأوراق

التصعيد الإيراني الإسرائيلي تزامن مع تسلم الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي لمنصبه في إيران، ومحاولة الأخير عرض أوراق ضغطه في أثناء التفاوض مع واشنطن بخصوص الملف النووي عبر عدة جبهات بدءاً من مياه الخليج، وليس انتهاءً في لبنان عبر ميليشيا حزب الله، إلى جانب إمكانية استخدام الأراضي السورية أو العراقية.

وتسيطر طهران على مضيق هرمز الذي يعبر منه نحو 30% من النفط العالمي المصدر يومياً، ولديها نفوذ سياسي كبير في لبنان وسوريا والعراق.

فيما كانت إسرائيل وما زالت تحاول إفشال حصول اتفاق نووي بين واشنطن وطهران وتريد الرد على استهداف الناقلة، فقرر رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينيت أن يقود تجربة "حرب ظل" مع حزب الله في لبنان.

وفي سياق ذلك، قال مصدر أمني إسرائيلي: "إننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من أيام قتال، مضيفاً أن الوضع في لبنان مقلق، وأن هناك إدراكاً أنه تم فتح جبهة على الحدود.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي "مكان" عن المصدر (لم تذكر اسمه) أن "إسرائيل لا نية لها في التصعيد، ولكنها لن تسلم باستمرار إطلاق النار من لبنان وهي مستعدة لكل السيناريوهات".

وأشارت "مكان" أنها علمت من مصادرها أن حالة التأهب على امتداد الحدود مع لبنان مستمرة.

ويبدو أن نقل التصعيد من الخليج إلى لبنان أو مناطق نفوذ إيرانية أخرى يصب في مصلحة طهران ليبقى التوتر في إطار التصعيد اللفظي، كما يخفف الضغط على حزب الله في لبنان بظل الأزمات الداخلية المعقدة التي يشهدها البلد وسط وضع اقتصادي هو الأسوأ منذ الحرب الأهلية عام 1975.

كما يخرج "إسرائيل" من الحرج بأنها لم ترد على استهداف ناقلتها النفطية في مياه الخليج، باعتبار أنها ترد بشكل دائم على الميليشيات التابعة لإيران في لبنان أو سوريا أو العراق.