icon
التغطية الحية

إيران تختطف المنطقة.. لماذا يأمل الأسد في نجاح الاتفاق النووي؟

2022.06.18 | 16:43 دمشق

1.jpg
رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي (AFP)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

واجهت إسرائيل مخاوفها من تمدد النفوذ الإيراني على الحدود السورية عبر اتباع استراتيجية "جز العشب"، وهي استراتيجية تقضي بتوجيه ضربات متكررة لا حصر لها ضد الميليشيات المدعومة من طهران في سوريا، بدءاً من لواء فاطميون ووصولاً إلى حزب الله.

يعتبر جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لـ"مركز تحليلات الخليج" في واشنطن، المتخصص بتقديم الاستشارات حول المخاطر الجيوسياسية، أن هذا هو شكل الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا، بحسب تقرير منشور له على الموقع الإنكليزي لـ"الجزيرة"، أمس الجمعة.

 ومع عدم اعتراض روسيا حتى الآن على الهجمات الإسرائيلية على حلفاء طهران ومصالحها في سوريا، بالإضافة للدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية لأي عمل عسكري إسرائيلي، تمكنت تل أبيب من المضي باستراتيجيتها بقصف الإيرانيين داخل سوريا براحة تامة.

وضمن هذا الإطار يمكن فهم الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار دمشق الدولي، فجر الأحد 10 حزيران الجاري، والتي أدت إلى إغلاقه لاحقاً، وبحسب قناة "كان" الإسرائيلية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي قصف مدرجين في المطار، لإرسال رسالة إلى إيران والنظام السوري بأن تل أبيب "عازمة على وقف تهريب السلاح والمنظومات القتالية عبر الطائرات المدنية".

يأتي استهداف مطار دمشق الدولي، بالتزامن مع تعثر شديد الخطورة تشهده مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب، منذ إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أواخر أيار الفائت، عن وجود آثار يورانيوم مخصب في 3 مواقع، لم تعلن طهران أنها كانت تجري فيها أنشطة نووية.

وهذا ما دفع كافيرو للتساؤل في تقريره عن المواجهات المحتملة بين إيران وإسرائيل في سوريا، وما قد يعنيه ذلك لنظام بشار الأسد، في حال انهارات المفاوضات بين طهران والغرب بشكل نهائي؟

موقف النظام والمعارضة من الاتفاق النووي

كانت إيران قد توصّلت والقوى الغربية إلى اتفاق، عام 2015، يقضي بتقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات عنها، قبل انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق وفرضه لعقوبات جديدة على طهران، عام 2018.

في تلك الفترة عندما وقعت إيران الاتفاق لأول مرة، رحّب رئيس النظام السوري بشار الأسد بالخطوة، معتبراً إياها "إنجازاً تاريخياً"، في حين تخوفت المعارضة السورية من أن يؤدي ذلك إلى زيادة نفوذ إيران في المنطقة.

هذا بالضبط ما يجعل الأسد اليوم متحمساً لإعادة إحياء الاتفاق بين طهران والغرب، كونه سيؤدي إلى الحد من عزلة إيران على الساحة الدولية ورفع العقوبات عنها، ما سينعكس بدوره إيجاباً على النظام السوري، من ناحية التجارة والتمويل وما شابه.

وبحسب كافيرو، فإن المعارضة السورية بدورها، تخشى من أن تخفيف العقوبات الأميركية عن إيران قد يجعل نظام الأسد أكثر ثقة بنفسه لاستعادة باقي الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، ويعيش فيها ملايين السوريين.

ليست المعارضة السورية وحدها من يقلقها الاتفاق النووي الإيراني، كذلك تخشى بعض الأصوات في أميركا من أن يؤثر هذا الاتفاق على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، عن طريق وضع مزيد من الأموال في يد الدولة الإيرانية، ما سيوفر مزيداً من التمويل لأنشطة الحرس الثوري الإيراني في عدة بلدان عربية، مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن.

إيران تختطف الشرق الأوسط

الآن، ومع الأزمات التي تهدد المفاوضات الإيرانية الغربية بشكل جدي، فإن فرص تصاعد الصراع الإقليمي بين إيران واسرائيل على الأراضي السورية آخذة بالازدياد، وقد شهدت الفترة الأخيرة بالفعل توسعاً بالضربات الإسرائيلية لأهداف إيرانية في سوريا.

ولوقف هذه الهجمات، يرجح تقرير كافيرو أن يتعرض الأسد لضغوط من حلفائه، خاصة إيران وحزب الله، من أجل التفكير بشكل جدي بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، كونهما يأملان في أن يدفع ذلك واشنطن للانخراط في مفاوضات تنهي الصراع السوري بشكل "سلمي".

والخلاصة، أن إيران وحلفاءها مثل حزب الله والنظام السوري يحاصرون المنطقة بالنار والحرب، ففي حال نجحت مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي، فإن ذلك سوف يساهم بتوفير التمويل لآلة الحرب الإيرانية في الشرق الأوسط، وفي حال فشل الاتفاق سوف تدفع الضغوط الاقتصادية الشديدة بإيران والميليشيات المدعومة منها لتبني سياسة أكثر جرأة وعدوانية في المنطقة.