icon
التغطية الحية

إهمال أم خطأ مقصود.. كيف تسرب النفط من مصفاة بانياس؟

2021.09.18 | 13:26 دمشق

1046669674_0_28_1281_720_1000x541_80_0_0_ce8cc7e23eb0b4a86949a3c0e224544d.jpg
مصفاة بانياس ـ سبوتنيك
إسطنبول ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يؤكد نظام الأسد عبر كل قنواته الإعلامية أن حجم التسريب النفطي قليل ولا يشكل مخاطر تذكر وتمت معالجته بشكل سريع وجدي، فقد نشر المكتب الإعلامي لمحافظة اللاذقية عبر صفحته على موقع فيس بوك على لسان العميد جلال داؤود مدير الدفاع المدني التابع للنظام، أنه تم الانتهاء من إزالة مادة الفيول من كامل شاطئ مدينتي جبلة واللاذقية من الفاخورة وعرب الملك انتهاء بشاطئ المدينة الرياضية وأصبح نظيفاً بنسبة 98 في المئة إلا إذا ظهرت بقع تسرب جديدة.

وكان قد سبق للمصدر نفسه أن نشر في تاريخ 25 آب تصريح الدكتورة لمى محمد مديرة البيئة الذي أكدت من خلاله أن التلوث الحاصل أقل من التلوث الذي حصل في بانياس في الموقع نفسه تقريباً حين تم استهداف مصب بانياس النفطي.

لكن الواقع كما تبرهنه الأدلة ابتداء من العين المجردة وانتهاء بالصور التي يتداولها الناشطون والناس العاديون ووكالات الأنباء يشير إلى خلاف ذلك.

ويقول مهندس في مديرية البيئة رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية لموقع تلفزيون سوريا: إن خزانات الفيول قديمة، لكن معاينتها تتم بشكل أسبوعي على الأقل وبشكل حقيقي، لا يمكن أن يكون هناك صدع أو شرخ دون أن يلاحظ من قبل المختصين وهم أكفاء".

ويشير إلى أن ما حدث لم يكن مصادفة بل هو فعل غائي لأسباب يجهلها موضحاً أسباب شكوكه حيث أكد أن فريقاً لصيانة الخزانات موجود بالقرب منها. ويضيف أن هناك إجراءات أخرى في حال تم التسريب تمنع وصوله إلى مياه البحر كالأحواض التجميعية وفي حال تم تسريبه يوجد في المياه قوارب مطاطية مهمتها الوحيدة مكافحة التلوث إن وجد. ويختم حديثه قائلا: "لم نر أيا من هذا كله".

التسرب النفطي في بانياس خطأ مقصود أم إهمال؟

أما نوح خميس (اسم مستعار)، عامل في مصفاة بانياس، فيقول لموقع تلفزيون سوريا: "البعثيون وكتّاب التقارير والأمنيون ينشرون إشاعة مفادها أن ما حدث عدوان إسرائيلي، والمضحك في تلك الرواية أنهم يمنون علينا بهذا السر ويطلبون المحافظة عليه، كل زملاء العمل علموا أن هذا الطرح من السلطة وهي أمرتهم بترويج هذا السر". ويشير إلى أن ما حدث يشبه الحرائق التي كان يضرمها سامر الأسد بمعمل الغزل، وهي عملية سرقة ونهب.

المهندس ماجد جديد (اسم مستعار)، وهو مهندس في الشركة السورية لنقل النفط، يقول لموقع تلفزيون سوريا: "الخزان قديم جداً هو مهترئ ومتصدع، وكما أعلم لا يستعمل أبداً، أسئلة كثيرة يجب طرحها، من الورقة التي احترقت ولصالح من؟".

يشير السيد ماجد إلى أن ما حدث غالباً له بعد سياسي أو سلطوي وليس لأجل السرقة فقط ويرجح أن الأمر كله صراع إيراني _ روسي لا سيما أن مدير الشركة عيسى صواف مدعوم من ماهر الأسد وإيران.

(ع.م) موظف في المصفاة يقول لموقع تلفزيون سوريا: "هل تعتقدون أن هذا الخزان الوحيد المتصدع؟ ولو كان الخزان متصدعا لا يمكن تسرب الفيول منه إلى البحر لأنه عند تصميمه يكون محاطاً بحاجز لا تتم رشوته كونه من تراب وبيتون يستوعب الكمية التي يحويها الخزان عند امتلائه".

ويتابع "دائما بعد تعبئة الخزان المتصدع يتسرب الفيول ويتجمع في حوض الحماية الترابي ثم يُسحب ويذهب للفرقة الرابعة". ويوضح "الخطأ أن الريكارات المخصصة لنقل مياه الأمطار من الحوض إلى البحر كانت مفتوحة". وعند سؤاله إن كان هذا الخطأ مقصوداً أم بسبب الإهمال أجاب بأنه لا يستطيع أن يتكهن بذلك.

ومن الجدير ذكره أن النظام قال إن الكمية تتراوح بين 2000 و 4000 لتر في حين أكدت مصادر موقع تلفزيون سوريا أن الكمية تجازوت 14000 لتر، وذكرت بعض المصادر أن كمية الفيول المتسربة تقدر بنحو 20 ألف لتر.

وفي آب الماضي، تسربت كميات كبيرة من مادة الفيول من أحد خزانات محطة توليد بانياس الحرارية بمحافظة طرطوس، إثر تعرضه لثقب وفتحة في أسفله.

وقالت صحيفة الوطن الموالية نقلاً عن مصدر في قطاع الكهرباء، إن جدار أحد خزانات محطة توليد بانياس الحرارية الممتلئ بمادة الفيول تعرض لثقب وفتحة في أسفله ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من الفيول حول الخزان وصولاً إلى شاطئ البحر.

وأعلنت تركيا عن مجموعة من الإجراءات لمواجهة خطر التلوث النفطي القادم من الشواطئ السورية إثر التسرب من محطة بانياس الحرارية، في حين شكلت جمهورية قبرص الشمالية خلية أزمة لمراقبة التسرب النفطي نحو سواحلها.