كشفت مصادر خاصة لـ تلفزيون سوريا عن تفاصيل جديدة وصادمة حول الضربة الإسرائيلية الأخيرة على مدينة مصياف غربي حماة، شملت إنزالاً جويّاً واشتباكات وقتلى وأسرى.
وأكدت المصادر أن الضربة الإسرائيلية، ليل الأحد-الإثنين الفائت، والتي استهدفت مركز أبحاث عسكرياً رئيسياً يُستخدم في إنتاج الأسلحة الكيميائية، لم تقتصر على غارات جوية، بل تزامنت مع إنزال جوي واشتباكات عنيفة وأسر إيرانيين.
وأوضحت أنّ مروحيات إسرائيلية حامت في سماء المنطقة المٌستهدفة، ولم تهبط على الأرض، حيث جرى الإنزال باستخدام الحبال، بالتزامن مع تدمير المسيّرات الإسرائيلة لجميع سيارات مفرزة أمن النظام هناك، وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان عملية الإنزال.
ووفق المصادر، تخلّلت العملية اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ثلاثة سوريين وإصابة آخرين بينهم مدنيون، كما تمكّن فريق الإنزال الإسرائيلي من أسر شخصين إيرانيين.
وأشارت المصادر إلى أنّ أجهزة النظام الأمنية أعاقت وصول فرق الإنقاذ إلى المنطقة المُستهدفة، حيث نُقل القتلى والمصابون العسكريون إلى جهةٍ مجهولة، ولم يُعرف مصيرهم حتّى الآن، في حين نُقل المصابون المدنيون إلى مستشفى مصياف.
وبحسب المصادر فإنّها ترجّح أن يكون النظام أو أطراف من قبله هي مَن سهّلت عملية الضربة والإنزال الإسرائيلي بشكل كامل، مؤكّدةً استهداف مركز اتصالات روسي على "جبل المشهد العالي" (قاسيون مصياف)، وأنّ الضربة أصابت خبير رادارات روسي كان في المركز.
كاميرا فريق تلفزيون سوريا تمكّنت من رصد الدمار والأضرار التي لحقت بالمنطقة المٌستهدفة، بعد وصولها إلى بداية الطريق الجبلي المتضرر.
وكانت إسرائيل قد استهدف، ليل الأحد-الإثنين، مواقع عسكرية للنظام السوري وميليشيات إيران في حماة وعلى الساحل السوري، في هجومٍ يعدّ الأقوى خلال الأشهر الفائتة، أسفر عن 16 قتيلاً و36 جريحاً، وفق وسائل إعلام النظام.
وبحسب شاهد العيان الصحفي ويليام العلي -من أبناء منطقة مصياف- فإنّ أهالي مصياف استيقظوا على أصوات انفجارات ضخمة هزّت المدينة والمناطق المجاورة، ليتبيّن أنّه هجوم نُفّذ باستخدام صواريخ استهدفت مواقع محدّدة بدقة عالية، منها مناطق عسكرية ومراكز أبحاث، والتي تتمركز فيها قوات إيرانية وأخرى تابعة للنظام السوري، مشيراً إلى أنّ القوة التدميرية لهذه الضربات كانت غير مسبوقة.
المواقع المستهدفة
وقال "العلي" خلال مشاركته في برنامج "سوريا اليوم" على تلفزيون سوريا، مساء الأربعاء، إنّ المواقع التي ضربتها إسرائيل مألوفة لسكّان المنطقة، حيث استُهدفت عدة مرات في السابق، لكن الجديد في هذا الهجوم هو قوته ودقته العالية، حيث تضمّنت الضربات مركز الأبحاث في منطقة "الزاويّة"، إضافة إلى استهداف مواقع قرب "وادي العيون" وهي مناطق جبلية معروفة بانتشار عسكري وأمني مكثّف.
وأكّد العلي أن إحدى النقاط المستهدفة على الطريق بين مصياف ووادي العيون "مُسحت بالكامل" نتيجة للضربة، وأنّ الانفجارات كانت قوية إلى درجة قطعت الطرق لساعتين تقريباً، ما أجبر قوات النظام على الانتقال سيراً على الأقدام إلى الموقع.
وتطرّق "العلي" إلى استهداف مركز البحوث العلمية في مصياف، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يُضرب فيها المركز، الذي يُعرف بوجود إيرانيين داخله، وهي محاطة بإجراءات أمنية صارمة، حيث يمنع التصوير والاقتراب منها، مرجّحاً وجود تعاون أو تسريبات داخلية ساعدت في تحديد إحداثيات الضربة بهذه الدقة العالية.
وكشف "العلي" في تطور آخر للأحداث، أن المروحيات الإسرائيلية دخلت المنطقة بعد الضربات الجوية، ونفّذت عملية برية سريعة جرى فيها إطلاق نار بشكل عشوائي على الناجين من الضربة، فيما أكّدت مصادر أنّ الجنود الإسرائيليين أسروا بين اثنين إلى أربعة ضباط إيرانيين، رغم أن العدد الدقيق ما يزال غير مؤكد، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالضربة.
وفي أعقاب ضربة مصياف "شُكّلت لجنة تحقيق رفيعة المستوى تضم قيادات من الدفاع الجوي والاستطلاع والحرب الإلكترونية التابعة للنظام السوري، وذلك لتقييم مجريات العملية والتحقيق في الظروف المحيطة بها"، وفقاً للمصادر.
إسرائيل تضرب أنظمة دفاع جوي كانت تغطّي الساحل
كذلك، كشفت مصادر خاصة لـ تلفزيون سوريا، عن تعرّض عدد من أهم الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للنظام لضربات إسرائيلية، خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدّى إلى شلل كبير في قدرات قوات النظام على مراقبة المجال الجوي.
ووفقاً لما أوردته المصادر، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية معدات متطورة حديثة، بما في ذلك رادارات صينية من طراز "JYL-1 و OSS"، بالإضافة إلى رادار "P-18".
وأشارت إلى أن الضربة الأخيرة التي استهدفت رادار "JYL-1" في منطقة جبل الأربعين بريف حماة، تسبّبت في فقدان قدرات الكشف على مسافة تصل إلى 350 كم، وهو ما كان يغطي أجزاء كبيرة من الساحل السوري، كما دُمّرت محطة رادار أخرى من طراز "P-18"، ما أثر بشكل كبير على قدرة قوات النظام على كشف التسللات الجوية.
وأضافت المصادر أن ضعف قدرات النظام السوري العسكرية في الساحل جاء بسبب نقل عدد من وحدات الدفاع الجوي إلى مواقع أخرى لتعويض الخسائر، حيث نُقل رادار تابع لكتيبة "S-200" إلى فوج الضمير في ريف دمشق، بعد تدميره في غارة سابقة، منذ عام، كما نُقلت من الكتيبة نفسها عربة دفاع جوي من طراز "بانتسير"، وأُخرى من طراز "بوك"، والتي دُمّرت بغارة إسرائيلة، منذ أقل من عام.
وبحسب المصادر، فإنّ الضربات المتتالية تركت جنوبي طرطوس مكشوفاً بشكل كبير، ما سمح للطائرات الإسرائيلية بالتسلل دون أي كشف أو اعتراض يذكر.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لأنظمة الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري، والتي باتت تعتمد بشكل كبير على عتاد قديم في كتيبتي "فولغا S-75" و"بيتشورا" بريف طرطوس، ما يعكس تراجعاً كبيراً في القدرات الدفاعية للنظام بمنطقة الساحل السوري.